رقص تعبيري مفعم بالشغف والقوة والعاطفة في عرض الفلامنكو الراقص موديخار
مجسدا أطوار الحياة بفصولها الأربعة رقص الإسباني ميغل أنجيل بيرنا على ألحان الفلامنكو الإسباني ليقدم للجمهور السوري عرض الفلامنكو الراقص المعنون "موديخار" وذلك في دار الأسد للثقافة والفنون بالتعاون مع السفارة الإسبانية بدمشق.
وعلى ألحان فرقة موسيقية إسبانية اعتلت المسرح لترافق العرض انطلقت تشكيلات الفلامنكو الراقصة لخمسة راقصين ساهموا إلى جانب الراقص الأساسي ميغل بيرنا بتجسيد فكرة العرض القائمة على تمثيل حياة الإنسان عبر تشبيهها بالفصول الأربعة المحملة بحقائق الوجود وأبعاده المختلفة كالفرح والتجدد والإرادة والجمال والألم والهرم وغيرها.
وقدم الراقصون الخمسة وهم شابان وثلاثة راقصات لوحات جماعية راقصة نقلوا من خلالها تقنيات رقص الفلامنكو المعتمدة كثيرا على تحريك الأرجل بشكل متكرر وخبطها بالأرضية إلى جانب حركة اليدين المعبرة عن القوة والاعتزاز والفخر.
كما حمل الراقصون آلة إيقاعية صغيرة في أيديهم تعرف بـ المصفقين وبرعوا في استخدامها أثناء الرقص ليشاركوا الفرقة الموسيقية بإيقاعات شديدة الإتقان والجمال وهو ما يميز عروض الفلامنكو الراقصة ويبرز براعة الراقصين في أداء الإيقاع الدقيق والرقص معا والسيطرة على حركاتهم .
أما الراقص ميغل بيرنا بطل عرض موديخار فاستطاع أن يبهر الجمهور برقصه المفعم بالشغف والعاطفة والقوة والفخر والجنون التي تجسد الركائز الأساسية لرقص الفلامنكو الإسباني فضلا عن لمسة خاصة به ظهرت من خلال تعبيراته وعشقه الواضح للرقص والإيقاع.
بينما امتلكت الفرقة الموسيقية المرافقة للعرض إلى جانب الإحساس الرفيع تكنيكا عالي المستوى ظهر من خلال السرعات الكبيرة التي قدمتها والانسجام بين أعضائها والبراعة في الإيقاع وتكونت الفرقة من عدة عازفين على آلات متنوعة هي الغيتار والبانغو الإسباني والأوكورديون وآلة قريبة للفلوت وأخرى للعود وآلات إيقاعية أخرى فضلا عن آلة نفخية كبيرة صوتها أقرب للمزمار.
وحملت الموسيقا المقدمة لمحات من الموسيقا الشرقية العربية وخاصة عند افتتاح العرض واختتم عرض موديخار بفقرة راقصة لميغل بيرنا أدهشت الجمهور بتقنياتها وحركات بيرنا خاصة القفز في الهواء وطقطقة الرجلين ببعضهما أثناء القفز والإيقاعات التي أداها بواسطة المصفقين أثناء الرقص.
ونال العرض إعجابا كبيرا وتصفيقا حارا من الجمهور إذ اتسم بالإتقان والتكامل بين جميع أعضائه سواء الفرقة الموسيقية القوية أو الراقصين إضافة إلى تميز فكرته التي تمثل عاطفة اللقاء بين الأرض والسماء.. بين الروح والجمال... بين السعي والإرادة.
ويعود تاريخ كلمة فلامنكو إلى القرن التاسع عشر وقد تأثر هذا النوع من الرقص بالإيقاع الشرقي البيزنطي والأغنية الأندلسية البدائية والأغنية الموروثة ويظهر ذلك خاصة في الموروثة بعدة قرى قريبة من غرناطة والتي يسكنها المورسكيون كما يدل هذا النوع من الأغاني على مدى تأثر الفلامنكو بالأغنية العربية القديمة ومدى التشابه الكبير بين الأغنية الأندلسية والفلامنكو.
يشار إلى أن ميغل أنجيل بيرنا ولد في سرقسطة وبدأ رقص الجوتا منذ سن الثامنة مشاركا بأكثر من 1000 مهرجان جوتا أسس فرقته الخاصة باسم الرقص الحي عام 1990 شارك بعدة ورشات عمل تدريسية بمدرسة مدريد الملكية للرقص الاحترافي وقدم العديد من العروض الراقصة في بلدان مختلفة وحاز على جائزة الراقص المتميز عن عرضه الراقص "بين اثنين" بالمسابقة الثانية للرقص الإسباني والفلامنكو في مدريد وغيرها.
نيفين الحديدي
المصدر: سانا
إضافة تعليق جديد