كلينتون تدعو أفريقيا للتخلي عن القذافي وطرابلس تتعهد بتنفيذ «خطة» للإصلاح
دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، أمس، أفريقيا إلى الضغط على الرئيس الليبي معمر القذافي ليعلن وقفا لإطلاق النار ويتنحى، فيما كانت المعارك بين الثوار وقوات القذافي تتواصل على جبهات عدة، بعد رفض النظام الحديث عن احتمال رحيل القذافي.
إلى ذلك، وعدت الحكومة الليبية بتنفيذ مقترحات طرحتها دول افريقية لإنهاء الأزمة في البلاد، وإعداد مسودة دستور وقانون للصحافة. وقالت وكالة الجماهيرية للأنباء إن الحكومة درست في اجتماعها، في طرابلس، المقترحات الواردة في المبادرة الأفريقية و«جددت تأكيد التزام الجماهيرية العظمى بها والتعاون الإيجابي مع النقاط التي تضمنتها، وقررت تشكيل فريق عمل يضع الإطار العام للخطوات العملية لتنفيذ هذه المقترحات على أرض الواقع حسب بنود المبادرة».
ويسعى الاتحاد الأفريقي لإيجاد وسيلة لوقف إطلاق النار في ليبيا، لكن المعارضين المسلحين رفضوا مقترحاته مرارا لأنها لا تتضمن رحيل القذافي.
وأضافت الوكالة «استعرضت اللجنة الشعبية العامة (الحكومة) جملة من القوانين والمقترحات وتوصيات المؤتمرات الشعبية الأساسية بشأن عدد من مشاريع القوانين الأساسية التي أوصت بإعدادها، مثل مشروع المرجعية الدستورية وقانون الصحافة وقانون مؤسسات المجتمع المدني وغيرها».
وقالت كلينتون، في خطاب بمقر الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، «أطلب من كل الدول الأفريقية أن تضغط لإرساء وقف فعلي لإطلاق النار، وأن تدعو القذافي إلى التنحي». ودعت الدول الأفريقية إلى «تعليق أنشطة السفارات» التابعة للنظام الليبي و«طرد الدبلوماسيين الموالين للقذافي» العاملين في هذه الدول. كما طلبت «دعما متزايدا» للمجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل الثوار الليبيين.
وقالت، أمام ممثلي الدول الـ53 في القارة السوداء، إن «كلماتكم وخطواتكم يمكن أن تحدث الفرق عبر تسريع الأحداث والسماح للشعب الليبي بالبدء بالعمل على صوغ دستور جديد وإعادة بناء بلاده». وأضافت «صحيح أن القذافي أدى دوراً رئيسياً في تقديم الدعم المالي لكثير من البلدان والمؤسسات الأفريقية بما فيها الاتحاد الأفريقي، لكن أصبح واضحا أننا تجاوزنا بكثير زمن إمكانية بقائه في السلطة».
إلى ذلك، قال وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله، بعد محادثات مع مسؤولين في المجلس الوطني الانتقالي بينهم المكلف الشؤون الخارجية علي العيسوي في بنغازي، إن برلين تعترف بالمجلس الوطني الانتقالي «ممثلا شرعيا وحيدا». وأضاف، خلال إعلانه عن افتتاح ممثلية دبلوماسية ألمانية في بنغازي، «نأمل في أن يكون هناك ليبيا حرة (تعيش) في سلام وديموقراطية من دون القذافي».
وأعلنت برلين، في بيان، انها ستزود المعارضة بسبعة ملايين يورو (10 ملايين دولار) إضافية للمساعدات الطارئة والمؤقتة لدعم جهود إرساء الاستقرار.
وأكد الملك الأردني عبد الله الثاني، خلال استقباله رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل في عمان، «دعم الأردن للشعب الليبي في تحقيق تطلعاته وآماله بمستقبل أفضل».
وأعلن الممثل الخاص للرئيس الروسي لأفريقيا والأزمات في العالم العربي ميخائيل مارغيلوف انه سيتوجه الأسبوع المقبل إلى طرابلس.
وفي أبو ظبي، قال مصدر دبلوماسي إن وزارة الخارجية الإماراتية أمهلت السفير الليبي الموالي للقذافي 72 ساعة لمغادرة البلاد، وذلك غداة اعتراف دولة الإمارات بالمجلس الوطني الانتقالي ممثلا شرعيا وحيدا لليبيين. وأشار إلى انه تم إبلاغ السفير الليبي بأنه «سيتم تسليم السفارة في وقت لاحق إلى المجلس الوطني الانتقالي الذي تتعامل معه الإمارات كحكومة».
ميدانياً، تواصلت المعارك العنيفة بين قوات القذافي والثوار، الذين يحاولون السيطرة على مدينة البريقة النفطية غربي بنغازي، والقضاء على جيوب المقاومة التابعة للنظام في مناطق الجبل الغربي.
وفي مدينة الزاوية غرب طرابلس، احتدمت المعارك منذ السبت الماضي حين سيطر الثوار حسب قولهم على قسم من المدينة التي سيطرت عليها منذ آذار القوات الحكومية.
وأعلن أحد قادة الثوار موسى المغربي مقتل 21 من الثوار، وإصابة 20، بيد قوات القذافي على خط الجبهة بين اجدابيا والبريقة في شرق البلاد. وقال «تعرض رجالنا لكمين. ادعى جنود القذافي الاستسلام ووصلوا حاملين علما ابيض ثم أطلقوا النار عليهم».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد