المركزي يفتح حسابات مع مصارف روسية

العقوبات الاقتصادية على الشعب السوري قد فرضت ويبد العرب هذه المرة بعد عقوبات مماثلة من دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية، وشملت فيما شملت تجميد الأموال السورية في الخارج، فكم تبلغ هذه الأموال؟
وباعتبار المصرف التجاري السوري والمصرف العقاري هما المعنيين من المصارف العامة بالتعامل بالقطع الأجنبي، حاولنا معرفة حجم هذه الأموال، حيث قال المدير العام للمصرف التجاري السوري الدكتور دريد درغام في اتصال هاتفي  معه، أن الحديث في هذه المسألة وسواها يستوجب الحصول على موافقة من وزير المالية الدكتور محمد الجليلاتي، في ضوء التعميم الصادر عن رئاسة مجلس الوزراء باقتصار التصريحات على الوزير أو من يفوضه الوزير بذلك، منتظراً في الوقت نفسه هذه الموافقة ليتمكن من الحديث.
مصادر المصرف العقاري وفي حديثها فيما يتعلق بأرصدة المصرف في الخارج قالت إن العقاري ومع بداية تأزم العلاقة مع بعض الجهات الخارجية بادر إلى تحويل أرصدته بالكامل إلى سورية لينجح في استعادة ما يقارب 95% منها والبالغة 15 مليون دولار كانت موزعة على أرصدة عدة في دول أوروبية (النمسا- إيطاليا- ألمانيا- بلجيكا- بريطانيا) إضافة إلى ما أودعه المصرف في بعض دول الخليج (الإمارات العربية المتحدة) تحسباً لظرف مشابه للعقوبات التي فرضت، مع الأخذ بعين الاعتبار قلة هذه الأرصدة تماماً على اعتبار العقاري حديث العهد بالتعامل بالقطع الأجنبي، مبينة في الوقت نفسه أن المبلغ الباقي لدى المصارف المراسلة التي اعتمدها العقاري لأرصدته بالقطع الأجنبي لا يتجاوز المليون دولار، حيث أبقى العقاري على حساباته مفتوحة بمبالغ لا تتجاوز 100 ألف دولار في أفضل الأحوال، مع التأكيد أن الأرصدة الأصلية نفسها لا تتجاوز الفرنكات- في عرف القطاع المصرفي.
مصادر المصرف العقاري قالت: إن المصرف يعمل على تحرير ما تبقى من مال قليل لديه لدى دول الاتحاد الأوروبي من خلال طلب الحصول على موافقات دول المصارف المراسلة في هذا الشأن، مع التأكيد أن ما طال أرصدة التجاري السوري وما تبقى من أرصدة العقاري إنما هو تجميد وليس مصادرة أو استيلاء، وتبقى ملكيتها للمصرف صاحب الرصيد حتى إشعار آخر.
وفي سياق متصل وفي إطار التحول التدريجي في التعاملات التجارية صوب الروبل الروسي واليوان الصيني، فقد عمم مصرف سورية المركزي على المصارف العاملة في سورية، كتاباً تضمن أنه ونظراً إلى العلاقات المميزة التي تربط مصرف سورية المركزي بكبرى المصارف الروسية، وتنفيذاً لتوجيهات الحكومة حول التعامل مع المصارف الروسية، فقد قام مصرف سورية المركزي بفتح حسابات مصرفية باليورو والروبل الروسي لدى ثلاثة من كبريات المصارف في جمهورية روسيا الاتحادية وهي مصرف التجارة الروسي V.T.B، ومصرف التطوير والشؤون الخارجية الروسي V.E.B، ومصرف غازبروم (GASPROM BANK). حيث يتطلع مصرف سورية المركزي لإقامة علاقات مصرفية مع المزيد من المصارف الروسية، وعليه يوجه مصرف سورية المركزي المصارف العاملة في القطر، بما فيها المصارف الإسلامية، إلى إمكانية التعاون مع المصارف الروسية المذكورة آنفاً، على اعتبار أنها أبدت استعداداً لفتح حسابات مصرفية للمصارف السورية لاستخدامها في الأغراض التجارية.

مازن جلال خير بك

المصدر: الوطن