الصحافة الأمريكية اليوم
الصحف الأميركية الصادرة اليوم الخميس علقت على التقرير الذي أظهر أن أكثر من ستمئة ألف عراقي قتلوا منذ غزو الولايات المتحدة للعراق عام 2003, فاعتبرت إحداها أن الوقت قد حان لسحب القوات الأميركية من العراق ومحاسبة الزعماء الأميركيين المتورطين في الغزو, ونددت ثالثة بربط بوش المستمر بين العراق والإرهاب في أميركا.
تحت عنوان "بوش خلق فوضى في العراق, وها هي طريقة تلافيها" كتبت هيلينا كوبان تعليقا في صحيفة كريستيان ساينس مونيتور قالت فيه إن الوقت قد حان كي تسحب الولايات المتحدة قواتها من العراق وتحاسب زعماءها الذين أقحموها في هذه التجربة المريرة.
وأكدت كوبان أن استمرار الوجود العسكري الأميركي في العراق يلحق ضررا بالغا بالعراقيين وبالجنود الأميركيين, ناهيك عن كونه يشغل الأميركيين عن التحديات الهائلة الأخرى التي تواجههم, بما في ذلك المسألة الكورية الشمالية.
وقالت إن الأمن داخل العراق تقلص عاما بعد عام منذ تاريخ غزو العراق عام 2003, مشيرة إلى أن البلد الآن يتخبط في أزمة حقيقية.
وأضافت أن الوعود التي قدمها الرئيس الأميركي جورج بوش المتمثلة في كون مهمة الأميركيين في العراق هي بناء ديمقراطية مستقرة أصبحت ذكريات بعيدة, بعد أن تمزقت تحت وطأة العنف المرعب والمتنوع الذي يعصف الآن بالعراق.
واستطردت الصحفية قائلة "حان وقت سحب قواتنا من العراق, وحان الوقت كذلك هنا لمحاسبة أولئك الذين اتخذوا هذه القرارات الكارثية التي أقحمت قواتنا المسلحة في هذه الحرب في المقام الأول.
وتحدثت كوبان عن تكلفة حرب بوش هذه قائلة إنها تكلف الخزينة الأميركية سبعة مليارات دولار أسبوعيا, ناهيك عن تكاليفها غير المالية الباهظة ليس بالنسبة للأميركيين بل أيضا بالنسبة للعراقيين, الذين تحطم بلدهم وتشتت طوائفه.
لكن سحب قوات أميركا من العراق لا يبدو قريبا فقد نقلت صحيفة يو إس أي توداي عن قائد أركان الجيش الأميركي الجنرال بيتر سكوميكر قوله إن الجيش الأميركي يخطط للبقاء في العراق حتى العام 2010, محافظا على عدد قواته الموجودة هناك حاليا.
غير أن الصحيفة نقلت كذلك عن خبراء عسكريين تشكيكهم في قدرة الجيش الأميركي على المحافظة على أعداد جنوده الحالية في العراق على مدى كل هذه الفترة.
وفي إطار متصل, قالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز في افتتاحيتها إن تكرار بوش للقول إن عدم هزيمة الإرهابيين في العراق, سيضطر أميركا لمواجهتهم داخل الولايات المتحدة نفسها هو مجرد صياغة لعبارة مملة ومهينة للاستخبارات الأميركية.
وأضافت الصحيفة أن هناك مبررات منطقية لعدم انسحاب القوات الأميركية من العراق بصورة مستعجلة, لكن اعتبار بوش أن الهجوم على العراق هو أفضل وسيلة للدفاع عن أميركا يقوض مصداقيته الشخصية.
وأشارت لوس أنجلوس تايمز إلى أن التكرار المتعمد لعبارة مخزية كهذه وقبيل اقتراع في انتخابات لا يخدم هذا النقاش الجاد, بل ربما حتى رد البعض على بوش بقوله "قتال الإرهابيين هناك لا يجعلنا أكثر أمنا هنا".
وأضافت أن هذا لا يعني أنه لا توجد علاقة ما بين مصير العراق والتهديد الإرهابي للولايات المتحدة, لكن تلك العلاقة ليست بالبساطة التي يحاول بوش تصويرها بها.
كتب ديفيس برودر تعليقا في صحيفة واشنطن بوست طالب فيه الناخبين الأميركيين بإطلاق نار المسدس الرمزي الذي كانوا يوجهونه صوب نظام الجمهوريين في واشنطن خلال الأشهر الماضية.
وذكرت الصحيفة أن تململ الناخبين الأميركيين بشأن أداء الجمهوريين لا يعود إلى الفضائح التي عصفت ببعض أعضائهم فحسب بل أيضا إلى تدهور الأوضاع في العراق.
وأشارت إلى أن الحقيقة هي أن هناك انطباعا لدى الرأي العام الأميركي بأن أولئك الذين يمسكون زمام أمورهم في الوقت الحاضر تركوا الأشياء تخرج عن نطاق السيطرة ويجب الآن أن يخلدوا إلى الراحة.
وأضافت أن ما لا يعلمه كثير من المواطنين الأميركيين الذين ملوا حكم الحزب الجمهوري هو أن هناك من بين الأعضاء الجمهوريين أنفسهم السابقين والحاليين من يقول الآن "نحن نستحق خسارة هذه الانتخابات".
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد