كوفي عنان في موسكو والخارجية الروسية تنتقد قرار مجلس حقوق الإنسان بشأن سورية
أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو ستصر مستقبلا على أنه يمكن وقف العنف في سورية فقط من خلال وقف إطلاق النار من قبل كافة الأطراف وبدء الحوار دون تدخل.
وجاء في بيان صادر عن الخارجية الروسية يوم السبت 24 مارس/آذار تعليقا على قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشأن سورية الذي اتخذ يوم الجمعة أن "هذا القرار يعطي تقييما أحادي الجانب لما يجري في البلاد ويتهم الحكومة السورية فقط بأعمال العنف ولا يتضمن أية طلبات حيال الجماعة المعارضة المسلحة".
وأشار البيان إلى أن القرار المذكور يتجاهل النتائج الايجابية للجهود الدولية الرامية إلى تسوية الأزمة السورية، بما فيها جهود كوفي عنان مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية.
وأكدت الوزارة في بيانها أن الجانب الروسي اقترح تعديلات تدين الأعمال الإرهابية في دمشق وحلب وتجعل مشروع القرار أكثر توازنا لكنه تم رفضها، ولذلك اضطرت روسيا الاتحادية إلى جانب الصين وكوبا للتصويت ضد هذا القرار.
وأكد البيان ان تبني القرارالمتحيز وغير المتفق مع الواقع بشأن سورية والذي اصدره مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يتعارض مع جهود المجتمع الدولي الرامية الى استقرار الوضع في سورية. كما لا يتفق القرار مع البيان الذي اصدره مؤخرا مجلس الامن الدولي دعما لجهود كوفي عنان وادانةً للعمليات الارهابية في دمشق وحلب.
كما حذرت وزارة الخارجية الروسية من أن الموقف غير المسؤول لبعض الدول التي عارضت اقتراحات روسيا الخاصة بإدانة الأعمال الإرهابية من قبل المسلحين يشجع في الواقع افلات الإرهابيين من العقاب.
من جهة أخرى وصل كوفي عنان مبعوث الامم المتحدة وجامعة الدول العربية يوم 24 مارس/آذار، إلى موسكو تلبية لدعوة من القيادة الروسية.
وسيلتقي عنان يوم 25 مارس/ آذار، الرئيس الروسي دميتري مدفيديف، ووزير الخارجية سيرغي لافروف.
واكدت مصادر في وزارة الخارجية الروسية على أهمية الاتصالات مع كوفي عنان، وقالت: "دعمت روسيا منذ البداية تكليف عنان بهذه المهمة (المبعوث الأممي العربي المشترك إلى سورية) نظرا لخبرته السياسية، إضافة الى أنه شغل سابقا منصب الأمين العام لهيئة الامم المتحدة. كما يعود له الفضل في تسوية عدد من النزاعات الاقليمية".
واضافت المصادر: "ستتركز اللقاءات مع كوفي عنان على دراسة سبل التسوية السلمية للنزاع الداخلي في سورية". وأكدت أن "المهمة الأساسية للمبعوث الدولي تتمثل في ذلك بالذات".
هذا وصرح سيرغي بريخودكو مساعد الرئيس الروسي لوكالة "ايتار – تاس" الروسية للانباء ان روسيا تدعم مهمة كوفي عنان وتكون على تواصل دائم معه. وبودها ان تبين ليس بالاقوال، بل بالافعال ايضا انها معنية في الواقع بالبحث عن طرق التسوية للوضع في سورية.
وأكد ان روسيا ترى ان وقف العنف في سورية من اولوياتها وقال:" في هذا السياق من المهم الآن اقناع المعارضة السورية بالجلوس الى طاولة المفاوضات مع ممثلي السلطة والتوصل الى حل سلمي للازمة، آخذا بالحسبان ان السلطة السورية قد أعربت عن استعدادها لبدء مثل هذا الحوار".
ويرى بريخودكو ان تطبيق البنود الستة التي وضعها كوفي عنان هي عبارة عن مستقبل واقعي للوصول الى هذا الهدف. واعاد بريخودكو الى الاذهان ان روسيا صوتت في 21 مارس/آذار على تبني البيان الرسمي لرئيس مجلس الامن الدولي الذي يؤيد اقتراحات المبعوث الخاص لهيئة الامم المتحدة وجامعة الدول العربية. وتنوي روسيا لاحقا مساندة نشاط كوفي عنان الرامي الى تسوية الازمة السورية بشتى الوسائل.
وافاد بريخودكو ان مدفيديف سيطرح في اللقاء القادم موقفنا المبدئي من حل مهمة وقف اطلاق النار والعنف في سورية والتي من الصعب ان تنفذ دون ان يوضع حد لتزويد المعارضة بالاسلحة ودعمها دعما سياسيا.
وأعلن بريخودكو:"من الصعب الوصول الى تسوية للازمة السورية في اطار منتديات مثل "مجموعة اصدقاء سورية".وتقوم القرارات التي تتخذ هناك، كقاعدة عامة، على الدعم احادي الجانب لاحد اطراف النزاع، كما هو الحال في اجتماع المجموعة الذي عقد في 24 فبراير/شباط الماضي".
وبحسب قوله فان روسيا تعتبر ان حل المسائل الخاصة بتطبيع الوضع الانساني في البلاد هو اهم مكونات الخطة العامة لتسوية الوضع في سورية. وقال:"نحن نرحب بالجهود التي يبذلها فاليري آموس نائب الامين العام للامم المتحدة فيما يتعلق باقامة حوار بناء مع دمشق والمعارضة حول طرق تجاوز عواقب الازمة السورية".
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد