حملة احتجاج فنية على الخطة السلفية لمعاقبة عادل إمام
كعادته، يسرق الأضواء.. حتى في أزماته. إنه الفنان عادل إمام الذي تسبب تأييد المحكمة أمس الأول، للحكم بسجنه ثلاثة أشهر وغرامة قدرها مئة جنيه، بتهمة الإساءة للدين الإسلامي، بـ«ثورة» احتجاجية في الوسط الفني، ستتوج اليوم باعتصام «لاتحاد النقابات الفنية»، ومسيرة احتجاجية لنقابة الممثلين.
ورفض عادل إمام الذي يصور حاليا مسلسل «فرقة ناجي عطا الله» التعليق على الحكم الصادر بحقه، مكتفيا بالقول: «كنت أتوقع هذا. لكن ماذا افعل؟! سأبحث الأمر مع المحاميين صفوت حسين ولبيب معوض، اللذين يتوليان مهمة الدفاع عني في تلك القضية».
وعلت الأصوات المعارضة للحكم في الأوساط الفنية والثقافية. وأصدرت النقابات الفنية بيانات تشجب فيها قمع حرية الإبداع. وأكد ممدوح الليثي رئيس «اتحاد النقابات الفنية» أن الفنانين جميعا متفقون على مؤازرة الفنان عادل امام ودعمه في محنته. وقال: «المحزن أن تكون الضربة من النيابة والقضاء اللذين نتوقع منهما مناصرة الفن والفنانين المصريين».
وأضاف: «هذه مأساة بكل المقاييس، لم نر مثل هذا الوضع في مصر منذ عهد الملك فاروق. والفنان يقدم ما هو مضحك وتثقيفي ومسلّ للناس، فكيف يتم ترويعه بهذا الشكل؟!».
وتساءل الليثي: «كيف نترك فنانا كبيرا بحجم عادل إمام يخضع لحكم قاضي جنح يتعامل مع قضايا اللصوص؟ لن نسكت، وسننظم وقفة احتجاجية في الواحدة ظهرا (اليوم) أمام مكتب النائب العام، للمطالبة بأن يتم بحث قضايا الفنانين أمام جهات قضائية عليا، وأمام محاكم خاصة، لأن الفنان لا يجب أبدا أن يتساوى باللصوص، ويتم الحكم عليه في محكمة جنح تنظر بقضايا سرقة الساعات وخلافها».
وقال الليثي: «لا ينبغي ابدا ان يقف فنان مبدع في موقف دفاع عن نفسه، ويحاول تبرئة نفسه من جريمة لم يرتكبها أصلا. وعلى النيابة المصرية والقضاء المصري التصدي لهذا الوضع. لكن للأسف وجدنا أن النيابة والقضاء يقومان «باستعراض بالعضلات». وبهذا يتحول الأمر الى قضية رأي عام. ولن نسمح لأحد مهما كان أن يطفئ شمعة الإبداع في مصر، أو أن يقلم أظافر الفن لأن القائمين عليه يعرفون الله ولديهم ضمائر «دينية ووطنية»، ولا يحتاجون لوصاية من أحد».
وأكد نقيب الممثلين أشرف عبد الغفور أن نقابته بمجلسها وجمعيتها العمومية لن تتخلى عن «الزعيم» في محنته، وأنهم سينظمون مسيرة تنطلق في الحادية عشرة قبل الظهر (اليوم) من أمام مسرح «ميامي» الى دار القضاء العالي. وقال: «كيف نحاكم فنانا على فنه؟ هذه مهزلة لا يصح أن تحدث اليوم، لأنها تناسب أيام العصور الوسطى. كيف يحدث هذا بعد الثورة؟ هذه انتكاسة لحرية الإبداع ولن نسمح بها».
واستغرب عبد الغفور أن تشهد محكمة أخرى في الجيزة، في اليوم نفسه الذي ننظم فيه المسيرة الاحتجاجية، النطق بالحكم في قضية مشابهة تماما، يتم خلالها الحكم على كل من عادل إمام والمخرجين محمد فاضل وشريف عرفه ونادر جلال، والمؤلفين لينين الرملي ووحيد حامد. وسينطلق بعض الفنانين عقب مسيرتنا الاحتجاجية الى مقر تلك المحكمة في شارع السودان لدعم موقف هؤلاء الفنانين».
وقال المخرج رامي عادل امام، الذي يخرج مسلسل «فرقة ناجي عطا الله» عبر صفحته على «فايسبوك» إثر النطق بالحكم: «سأظل أفتخر بأنك أبي ومعلمي. ستظل جبلا لا تهزك الرياح الغادرة. ستظل منارة للإبداع رغم أنف خفافيش الظلام».
كما كثرت تعليقات الفنانين عبر صفحاتهم على «فايسبوك» و«تويتر»، وكلها تدين ما يحدث لحرية الإبداع في مصر، وتربط بين ذلك ووصول التيارات الإسلامية الى حكم البلاد.
محمد حسن
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد