اجتماعات ماراتونية في باريس في محاولة لتشكيل حكومة أمر واقع

أفادت مصادر إعلامية في باريس أن مبنى وزارة الخارجية يشهد منذ ساعات اجتماعات ماراتونية في محاولة لتشكيل حكومة أمر واقع يكون مقرها المؤقت في العاصمة الفرنسية.
وقالت المصادر: إن مندوباً حضر خصيصاً من قطر وآخر من تركيا للبحث في الأسماء المقترحة مع الإشارة إلى أن عدداً كبيراً من المعارضين الموجودين في الخارج رفضوا، حسب المصادر ذاتها، الانضمام لهذه الحكومة لعدم جدواها.
وأكدت المصادر أن هناك خلافاً بين واشنطن ولندن من جهة، وباريس والدوحة وأنقرة من جهة ثانية، حول جدوى هذه الخطوة إذ ترى الإدارة الأميركية وحلفاؤها أنه لا جدوى لها في ظل سيطرة الجيش على أغلب المناطق السورية وعدم انهيار الدولة كما تعهدت الدوحة منذ أشهر، على حين ترى باريس وأنقرة ومشايخ آل ثاني أن مثل هذه الخطوة سيكون لها أثر نفسي في الأوضاع في سورية وقد تساعد في حصول «مزيد من الانشقاقات» الأمر الذي أضحك الخبراء الأميركيين الذين ردوا على نظرائهم الفرنسيين والقطريين بالقول: نحن نعرف جيداً كيف تحصل الانشقاقات وخطوتكم هذه لن تفيد بشيء.
وأضافت المصادر: إن خلافات ظهرت مؤخراً بين واشنطن وباريس حول ما يسمى المرحلة الانتقالية إذ ترى واشنطن أنه من الأهمية القصوى التأسيس لمجلس عسكري يتولى هذه المهمة ويتم تشكيله من ضباط في الداخل وآخرين في الخارج على حين تريد باريس والدوحة خاصة حكومة مدنية مؤلفة من أعضاء مجلس اسطنبول ومعارضين آخرين كلفوا حتى الآن ملايين الدولارات وحان الوقت ليتسلموا مهام جدية بعد أن أمضوا ما يقارب عاماً كاملاً في الفنادق ذات فئة خمس نجوم وفي الطائرات ولم يحظوا بأي تأييد في الداخل السوري حتى مما يسمى تنسيقيات الثورة.
وبدأت الخلافات تأخذ طابعاً جدياً بين أكثر من دولة غربية بعد مؤتمر جنيف إذ هناك دول تريد التدخل العسكري بأي ثمن على حين دول أخرى أكثر عقلانية ترى أن الحل الوحيد للأمة يكون من خلال الحوار وتنفيذ خطة المبعوث الأممي كوفي أنان.
وحسب المصادر ذاتها فإن فرنسا وقطر وتركيا وعدت الدول التي تؤيد الحل السياسي بتصعيد كبير داخل الأراضي السورية سيمهد لإسقاط الدولة وهو ما شاهدناه مؤخراً في دمشق ويشاهد حالياً في حلب إلا أن الدول الداعمة للحل السياسي تترقب إخفاق هؤلاء في تحدي الجيش العربي السوري الذي يسحق الإرهابيين في كل المناطق.

المصدر: الوطن