الـنرجـيـلـة تـغـزو أمـيـركـا وروسـيـا
ذكرت دراسة في الولايات المتحدة أن تدخين النرجيلة أو «الشيشة» بدأ ينتشر بين طلاب الجامعات الأميركية، فيما تحاول وزارة الصحة الروسية، الحد من حمى النراجيل المتفشية بين الروس.
ولا يجرّم قانون التدخين في الولايات المتحدة استخدام النراجيل، ولكن يحظره في الأماكن المغلقة داخل المطاعم والمقاهي.
ويسمح القانون بتدخين النرجيلة في الأماكن شبه المغلقة والمنفصلة والمخصصة للتدخين، فيما يمنع تعاطيها للأشخاص الذين هم دون السن القانونية.
وتشير الإحصاءات مؤخراً إلى تزايد عدد الأشخاص الذين يدخنون النرجيلة في الجامعات الأميركية، وخصوصاً بعد بلوغهم السن القانونية أي خلال عامهم الدراسي الأول.
وتجنباً للملاحقة القانونية، وخصوصاً إذا عمد الأشخاص القاصرون إلى تدخين النرجيلة، يغلق مسؤولون في البلدية المكان، ويشمل القانون جميع الولايات الأميركية.
أما في روسيا، فإن عادة تدخين النرجيلة، والتي يطلق عليها اسم «كاليان»، ترتبط بحكايات «ألف ليلة وليلة» وسحر الشرق الذي وصل إليهم على شكل جلسات «التشييش» وسط تلال من الوسائد كالسلاطين. وكان تدخين النرجيلة ينحصر في بعض المطاعم الشرقية في بادئ الأمر، إلا أن الراغبين بخوض تجربة تدخين «غليون السلاطين» انتشر بين الشباب في روسيا. وتحولت «الشيشة» إلى أداة أساسية للسهر في النوادي الليلية والمقاهي والأماكن السياحية والمطاعم بمختلف أشكالها وألوانها، وحتى الإيطالية منها التي لا تمت للنراجيل وأجوائها بصلة.
ودخلت النرجيلة عالم الإنترنت، وبات من الممكن اقتناؤها في كل مكان وزمان عن طريق التوصية عبر المواقع الإلكترونية المخصصة لذلك، أو استئجارها مع كل المعدات المرافقة لها.
ويبدو أن عادة «التشييش» باتت هالة غريبة في روسيا، إذ يستغل التجار عدم معرفة الزبائن بمصادر تبغ «المعسل»، فيرفعون من أسعاره لدرجة خيالية.
ولكن تبقى المشكلة الأكبر لدى الأشخاص الذين يدخنون النرجيلة اعتقادهم بأنها لا تؤدي إلى أية أضرار صحية، مقارنة بتدخين السجائر.
ويروي عشاق «التشييش» أساطير عن قدرات المياه في تنظيف الدخان من مادة النيكوتين المؤذية. ويزيد إضفاء النكهات على «المعسل» والتي تطغى على طعم التبغ في الشيشة، من ترسيخ اعتقاد الأشخاص بأنها أكثر أماناً من تدخين السيجارة.
ويدحض عدد كبير من الدراسات كل هذه الأوهام، إذ ذكرت دراسة أميركية أن تدخين دورة واحدة من «الشيشة» يطلق أربعة أضعاف المادة المسرطنة في الجسم، وأربعة أضعاف مادة «الألداهيد» الطيارة، بالإضافة إلى ثلاثين مرة ضعف أول أكسيد الكربون. كما أن تدخين النرجيلة لفترة ساعة كاملة يطلق في الجو موادّ مسرطنة وســامة مقارنة بما تطلقه 10 إلى 20 سيجارة.
وخلص باحثون إيرانيون مؤخرا إلى أن النرجيلة هي أكثر خطورة من تدخين السجائر العادية.
وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن تدخين النرجيلة يعادل تدخين عدة علب من السجائر دفعة واحدة. وأكدت المنظمة أن الادعاء بأن المياه المستخدمة في النرجيلة كفيلة بتنقية الدخان من النيكوتين، هو ادعاء خاطئ، خصوصاً أن تبغ «المعسّل» يحتوي على مواد ضارة وإضافات صناعية تزيد من مضارها، مثل القطران، والتي تسبب أمراضًا سرطانية.
المصدر: («أنباء موسكو»)
إضافة تعليق جديد