الإرهاب يضرب مجدداً في حلب والمسلحون يستهدفون المشافي الخاصة
من جديد ضرب الإرهاب مدينتا دمشق وحلب، وهذه المرة استهدف ساحة من العاصمة طالما غصت بالمواطنين المؤيدين للإصلاح والأمن والاستقرار، ومشفى في العاصمة الاقتصادية هو رابع مشفى خاص يستهدفه المسلحون في الشهباء.
فقد كانت دمشق أمس على موعد مع تفجير إرهابي جديد في ساحة باب توما شرق دمشق، حيث انفجرت عند الساعة 11 قبل الظهر عبوة ناسفة وضعتها مجموعة مسلحة تحت سيارة في الساحة.
وذكر مصدر في وزارة الداخلية بحسب وكالة «سانا» للأنباء أن التفجير أدى إلى «استشهاد 13 شخصاً وإصابة 29 شخصاً من المارة في المكان»، مضيفاً: إن التفجير تسبب بأضرار مادية كبيرة في منازل المواطنين وعشرات السيارات المارة أو المركونة في المكان.
وقال شهود عيان إن السيارة التي انفجرت هي من نوع «سابا» عمومي كانت متوقفة في مرآب مأجور للسيارات مقابل قسم شرطة القصاع، موضحين أن أغلبية الشهداء من النساء وبينهم عاملا نظافة. وذكر الشهود أن أغلبية الشهداء والجرحى نقلوا إلى مشافي الفرنسي والهلال الأحمر والمجتهد.
وذكر أحد الشهود أن الانفجار أدى إلى أضرار كبيرة ومتوسطة بأكثر من 27 سيارة كانت متوقفة في المكان، إضافة إلى أضرار لحقت بقسم الشرطة والمباني المجاورة.
وبحسب شهود عيان آخرين فإن الجهات المختصة شددت الإجراءات الأمنية بعد حصول التفجير الإرهابي على الساحات والشوارع القريبة من ساحة منطقة باب توما ومنها ساحة العباسيين، وشارع مرشد خاطر، وشارع بغداد، وأوتوستراد العدوي.
وبالنسبة لباقي أحياء وسط مدينة دمشق فقد عاشت يوماً هادئاً وسط إجراءات أمنية مشددة، وكذلك أحياؤها الجنوبية ماعدا حي التضامن منها الذي سمع في الجهة الشرقية منه أصوات اشتباكات متقطعة بأسلحة خفيفة.
وعاشت الغوطة الشرقية أمس أيضاً يوماً هادئاً نسبياً وإن سمعت أصوات انفجارات من مسافات بعيدة، لكن الميليشيات والمجموعات المسلحة التي تقدم نفسها على أنها «الجيش الحر» عادت لتروع الأهالي وتداهم منازل المدنيين وتسطو عليها بحجة ملاحقة الذين يعملون مع جهاز الدولة أو حزب البعث، كما قام حاجز طيار لهم على طريق مرج السلطان نوله باتجاه مطار دمشق الدولي بسلب سيارتين صباح أمس من أصحابها وكانتا تقلان عدداً من العمال المتوجهين إلى أعمالهم بمن فيهم النساء.
كما دفع الظهور العلني للمجموعات المسلحة في بعض القرى إلى تخوف الأهالي من حصول اشتباكات في قراهم وبلداتهم مع الجيش العربي السوري فعمدوا إلى مغادرتها تحسبا للأسوأ، وشوهدت عشرات السيارات من مختلف الأنواع وهي تنقل المدنيين إلى أماكن أخرى، ومن القرى التي شهدت عمليات نزوح النشابية وحزرما والبلالية والقاسمية ودير سلمان.
وفي الريف الشمالي انفجرت عبوة ناسفة زرعها مسلحون في أحد شوارع بلدة منين أثناء مرور سيارات تابعة للجيش العربي السوري ما أسفر عن إصابة خمسة عناصر من الجيش بحسب ما تحدث شهود عيان . هذا التفجير الثاني من نوعه الذي تشهده البلدة خلال أسبوع.
وقبل انفجار باب توما بدمشق بساعات قليلة انفجرت سيارة مخففة يقودها انتحاري في شارع الزهور بحي السريان الجديدة أمام المشفى السوري الفرنسي، وهو رابع مشفى خاص يستهدفه المسلحون في حلب، مخلفة إصابات بشرية في المرضى والكادر الفني والزوار وأضراراً مادية كبيرة.
وتضررت واجهة المشفى بشكل كبير بالإضافة إلى الأضرار في السيارات والأبنية المجاورة بسبب المتفجرات التي قدرت بنحو 500 كيلو غرام وأحدثت حفرة بقطر مترين وعمق متر واحد. وهز صوت الانفجار العنيف الذي سمع من مسافة بعيدة، أبنية الحي وخلق حال من الذعر بين السكان الذين استنكروا الفعل الشائن واستهداف المشافي وخصوصاً العائد منها للقطاع الخاص على الرغم من حاجة المدينة إليها في ظل ظروف الحرب وإغلاق العديد من المشافي العامة وعمل بعضها بالطاقة الدنيا لنقص الخبرات الطبية.
وشهد 9 أيلول الماضي انفجار سيارة مفخخة في حي الملعب البلدي دمرت مشافي الحياة والمركزي والوفاء الخاصة إضافة إلى مدرسة النسر السوري وخلفت 28 شهيداً و64 جريحاً، ما أثار الرأي العام من دواعي الإرهاب ومراميه والذي لا يميز بين المدنيين والعسكريين ولا يستثني حتى المرضى والكادر الطبي.
وأبدى الشارع الحلبي تفاؤلاً بالوصول إلى اتفاق يخص هدنة عيد الأضحى المفترضة التي يجري التباحث بشأنها مع المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي، وتمنى النازحون في مدينة حلب تنفيذ الهدنة التي من شأنها أن تخفف ضغوط المعاناة والأزمة الإنسانية التي ستتفاقم مع دخول الشتاء وحاجة هؤلاء إلى ملابس شتوية وأغطية من بيوتهم التي هجروها بفعل العمليات بين الجيش العربي السوري والمسلحين الذين فرضوا نفوذهم في بعض الأحياء وأجبروا السكان على النزوح تاركين متاعهم وراءهم.
وقال أحد النازحين في حي الحمدانية إنه بحاجة إلى ساعات من الهدنة فقط لتفقد بيته في حي صلاح الدين، والذي طهره الجيش العربي السوري في بداية عملياته البرية بحلب «لكن وجود بعض القناصة في الشوارع المتاخمة للحي حال دون دخولي إليه لتفقد بيتي في ظل انتشار إشاعات عن سرقة الكثير من المنازل في الحي».
وميدانياً، نفذت وحدات الجيش العربي السوري عملية نوعية في حي بستان الباشا أدت إلى تدمير 7 سيارات مزودة برشاشات دوشكا قرب محطة الوقود حنطايا وقتل في العملية عدد كبير من المسلحين، كما دكت تجمعات للمسلحين في حيي الشيخ خضر وسليمان الحلبي مخلفة خسائر في الأرواح والمعدات.
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد