المضربون عن الطعام في السجون التركية يقتربون من حافة الموت
دخل المضربون عن الطعام في السجون التركية يومهم الأربعين، فباتوا معرضين لخطر الموت دون أن تلاقي أي من مطالبهم آذاناً صاغية رغم أنهم كانوا قد أنذروا السلطات مسبقاً أنهم آخذون الموت بالحسبان وأن شيئاً لن يثنيهم عن مطالبهم التي تتلخص باعطائهم حق المرافعة أمام القضاء باللغة الكردية، وحق التعلم بالكردية، حيث أنهم كلهم أكراد، إضافة إلى طلب رفع حالة العزل التي يعاني منها رئيس حزب العمال الكردستاني "عبد الله أوجلان" في سجنه في جزيرة "إمرالي" النائية، والتي فرضت عليه إثر فشل مفاوضات أوسلو بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني.
ومع أن المواثيق الدولية التي تقر بها تركيا كدولة مرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوربي تحتم عليها احترام حقوق السجناء فقد رفضت السلطات حتى الآن السماح لعائلة "أوجلان" ولهيئة محاميه بلقائه متذرعةً بحجج غريبة، كسوء الأحوال الجوية، وعطل السفينة التي تحمل الركاب من الجزيرة وإليها، أو بحجة اتهام بعض هؤلاء المحامين بقضايا أخرى، فرفض طلب شقيق "أوجلان" بلقائه رغم تصريحه بأن شقيقه قادر على حل قضية المضربين عن الطعام. وكذلك رفض آخر طلب قدمه ثلاثة من المحامين بحجة قدوم العطلة الصيفية.
وقد صرح رئيس حزب السلام والديمقراطية الكردي "صلاح الدين دميرتاش" قائلاً: «"عبد الله أوجلان" هو الشخص الوحيد القادر في هذا العالم، من ناحية القضية الكردية، على انهاء حالات الموت بكلمة واحدة فحسب... وإذا كانت الحكومة قد ألقت به في حفرة بمساحة اثني عشر متراً في الجزيرة فهذا يعني أن هناك خطأً ما»
وقد نشرت صحيفة "يني شفق" خبراً عن لقاء سري بين رئيس الجمهورية "عبد الله غول" ووفد من حزب السلام والديمقراطية لبحث القضية الكردية وامكانات العودة إلى مفاوضات الحل السلمي. وبحسب الصحيفة فإن الأجواء كانت ايجابية. وقد أكد حزب السلام و"غول" على حد سواء صحة الخبر. وذكر النائب عن الحزب "حسيب كابلان" أن النقاش تطرق إلى وضع "أوجلان" وضرورة انهاء عزلته.
وقد خرجت مظاهرة من أمام مقر حزب السلام والديمقراطية، في اسطنبول، للمطالبة بحل عاجل لأزمة المضربين عن الطعام، لكن الشرطة هاجمت المتظاهرين بالغاز المسيل للدموع، كما أن عدداً من العنصريين رشقوهم بالحجارة.
كاتب تركي: أحمد الله أن السلطة لم تقتلني:
توجت هيئة حماية الصحافيين (CJP) تركيا بالمركز الأول في عدد الصحافيين المعتقلين متفوقة بذلك على دول اتهمت طويلاً بالقمع كإيران والصين وكوبا. وأوردت الهيئة في تقريرها أن عدد الصحافيين المعتقلين في تركيا بلغ في آب من العام الجاري 76 صحافياً، 61 منهم اعتقل بسبب نشاطه الصحافي، و15 اعتقل لأسباب غير واضحة.
ووصف التقرير حالة حرية الرأي في تركيا بأنها "كارثية" معتبراً أن «تركيا تعيش أياماً سوداء يعتبر فيها الاعتراض جرماً»، وانتقد تهجم "أردوغان" الدائم على الصحافيين. وأضاف: «تركيا هي البلد الوحيد في العالم، منذ 27 عاماً، الذي ينافس نفسه ويتفوق عليها فيما يتعلق بالصحافيين المعتقلين والحد من حرية الإعلام»
وقد أجرت صحيفة "طرف" حواراً مع الكاتب التركي البارز ذو الأصول الكردية "راغب زاراقولو" للتعليق على هذا التقرير، خاصةً وأنه خرج منذ فترة وجيزة من السجن الذي دخله على خلفية اتهامات بالانتماء إلى تنظيم مسلح هو "اتحاد المنظومات الكردستانية" المتهم بدوره بتشكيل "التنظيم المديني" لحزب العمال الكردستاني. وقال "زاراقولو": «بناءً على هذا التقرير فأنا أحمد الله أنهم لم يقتلونا في السجن»
وأبدى "زاراقولو" شعوره بالخذلان والندم بسبب ثقته يوماً بهذه السلطة التي خدعته، على حد تعبيره، بعد أن كان قد دعم مشاريعها التغييرية التي كان يعتقد أنها ستصب في مصلحة المجتمع ككل.
سومر سلطان
المصدر: عربي برس
إضافة تعليق جديد