«فتنة عامة» لإيمانويل بيرير تفوز بجائزة «ميديسي»
تتابع أمس في العاصمة الفرنسية صدور جوائز «الخريف الأدبية» (التي تعتبر من أهم الأدب على مدار العام)، وكان دور جائزة «ميديسي»، بشقيها، عن الرواية الفرنسية كما تلك المترجمة إلى لغة موليير، وتأتي بعد أن صدرت أول من أمس جائزة «فمينيا» (راجع «سفير» أمس)، وقبل أن تصدر كبرى الجوائز اليوم، أي جائزة غونكور.
ميديسي الرواية الفرنسية ذهبت إلى إيمانويل بيرير عن روايتها «فتنة عامة» (منشورات لوليفيه)، وتحدثت وكالات الأنباء عن «مفاجأة» ما، إذ اعتبرت أن من تبقى على اللائحة النهائية من أسماء، كانت تشكل أسماء من «الوزن الثقيل» في دنيا الرواية الفرنسية من مثل فيليب ديان وباتريك دوفيل وليسلي كابلان، وغيرهم. بالتأكيد يمكن استثناء دوفيل المتوّج أول من أمس بـ«فمينيا»، لكن فوز بيرير شكلّ حدثا غير متوقع وفق المتابعين والمراقبين.
ولدت بيرير العام 1969، وهي تقيم في مدينة ليون، منذ سنوات عدة، وتميل في كتابتها إلى التنويع والاختبار والتجريب في نشر الكتب المتنوعة الأشكال والأنواع، كما نشرت العديد من الحلقات الإذاعية وأعمال الفيديو والتجهيز كما قراءات البرفرمونس.
روايتها هذه هي الرابعة، واعتبرتها حين صدورها بمثابة رواية «كولاج» حيث تمزج فيه الحقيقة بالخيال والواقع بالمتخيل، وتبني عقدتها على تتابع أقاصيص وأحداث عبر لغات متعددة، أقصد أنها تمزج السرد والاستبطان النفسي واللغة المحكية ورسائل الهواتف النقالة والرسائل الالكترونية وأغاني الراب.. أي أننا أمام كل ما تمثله الحداثة من تعابير كتابية جديدة، وأشكال جديدة، وذلك كلّه من أجل الحديث عن انزياحات عصرنا التي تسميها «فتنة عامة».
في روايتها هذه تتابع الكاتبة عملها الأدبي الذي يصعب تصنيفه في العمق، والذي يعتبره النقاد عملاً موزاييكياً بامتياز والذي تعالج فيه، في الوقت عينه، الحميمية المفقودة في العصر الحديث، وهو عصر «الكتروني» بامتياز، نسبة إلى الاتصالات الحديثة، التي يغرق فيها مثلما يغرق في عالم وسائل الاعلام، وبخاصة المدونات الحديثة والانترنت.
حول سؤال عن طريقة كتابتها، قالت الفائزة عقب فوزها: «أجيء من الشعر لذلك لا تخيفني عملية اختراع الأشكال»، وتضيف «أمضيت وقتا طويلا وأنا أكتب هذا الكتاب، أمضيت خمس سنوات، كي أعطي شكلا فاتنا عن العالم الذي يطالبني بأن أخترع له الشخصيات والأحداث والكثير من التحولات».
من جهة أخرى، كافأت لجنة ميديسي، للرواية «الأجنبية» (المترجمة إلى الفرنسية) كتاب «استعادة» للكاتب الإسرائيلي أفراهام يهوشوا، الذي تفوق على كتاب سلمان رشدي «جوزف أنطون» الذي يعد سيرة رواية للكاتب. رواية يهوشوا، تدور حول معنى الإبداع الفني، وتم اختيارها في دورة الاقتراع الأولى بنسبة ستة أصوات من عشرة.
أما جائزة ميدسي للبحث، فحصل عليها الشاعر والكاتب البلجيكي دافيد فان ريبروك عن كتابه «الكونغو، قصة» (منشورات أكت سود)، والمصادفة أن الكتاب حين صدر أولا باللغة «النذرلندية» (العام 2010) عرف نجاحا كبيرا وحصل على العديد من الجوائز وبيع منه أكثر من 300 ألف نسخة. يروي الكتاب، سيرة «أفريقيا» ما بعد الفترة الكولونيالية، واعتمد فيه الكاتب على أحاديث وأقاصيص تم تسجيلها من شهادات أناس عاشوا تلك الحقبة.
إسكندر حبش
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد