هتافات في نواكشوط تطالب حكام قطر بتسليم ولد الطايع
بعد شهور من زيارة خاطفة لأمير قطر حمد بن خليفة لنواكشوط وقطعها من دون توديع، الأمر الذي فُسّر بأنه رفض موريتاني للتدخل في سياسة موريتانيا الخارجية، تظاهر مئات من الموريتانيين أمس أمام السفارة القطرية في نواكشوط، مطالبين بتسليم الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع، بقصد محاكمته على جرائم إنسانية.
السفارة القطرية التي لم تصلها تعزيزات عسكرية، ما فُسّر بأنه امتعاض رسمي لما تقوم به الإمارة الخليجية من تدخل سافر في سياسة موريتانيا وغيرها من البلدان العربية، وما يعتبره محللون خيبة أمل موريتانية من تنفيذ الدوحة لإملاءات غربية.
وهتف المتظاهرون ضد الأسرة الحاكمة في قطر ودورها في تأليب الغرب ضد الدول العربية الرافضة للربيع العربي.
ودعا المتظاهرون، وغالبيتهم من الأقلية «الزنجية»، التي أعدم الرئيس الموريتاني الأسبق مئات من أبنائها في عام 1989، إلى مثول ولد الطايع أمام القضاء لمحاسبته على « أفعاله بحق «الزنوج» الموريتانيين.
وكان ولد الطايع هو من أقام علاقات دبلوماسية مع إسرائيل بعد أيام من زيارة حمد بن خليفة لموريتانيا، وأصبحت قطر هي الوصي على هذه العلاقات، وسارعت إلى استضافة مهندس التطبيع مع إسرائيل بعد إطاحته، وهو يقيم في الدوحة منذ سبع سنوات.
من جهته، رفض السفير القطري تسلم رسالة يطالب فيها المتظاهرون بتسليم ولد الطايع لمحاكمته، فيما قال المتحدث باسم المحتجين: «أستغرب كيف تدعم قطر الربيع العربي وتساند الشعوب، في الوقت الذي تستضيف فيه شخصاً ارتكب جرائم بحق شعبه، وتوفر له الحماية الكاملة على أراضيها».
ودعا المتظاهرون حكام الدوحة إلى تسليم الرئيس الموريتاني الأسبق للقضاء الدولي من أجل محاكمته على جرائم ارتكبها بحق ضباط زنوج بداية.
ويتهم المتظاهرون، وغالبيتهم من الأرامل والحقوقيين، ولد الطايع بإصدار أوامر بإعدام ضباط «زنوج» في منطقة في الشمال الموريتاني بعد اتهامهم بتدبير محاولة انقلابية.
وتأتي هذه الدعوة بالتزامن مع الثاني عشر من كانون الأول، ذكرى الانقلاب العسكري الذي أوصل ولد الطايع إلى السلطة عام 1984.
ويتساءل الموريتانيون في نواكشوط عن مستقبل العلاقة بين موريتانيا وقطر في وقت تموّل فيه الإمارة النفطية عشرات المشاريع في دول أفريقية متاخمة لموريتانيا وتستثني بلد الشعراء من تلك التمويلات.
المختار ولد محمد
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد