قبرص: الحلّ اليوم أو الخروج من اليورو

اليوم تاريخ مفصليّ في حياة القبارصة. في حال عدم التوصل إلى اتفاق لحلّ الأزمة، فإن دول منطقة اليورو مستعدة لتنفيذ قرارها بإخراج قبرص منها، تفادياً لانتقال العدوى إلى دول أخرى ترزح تحت أعباء الديون، مثل اليونان واسبانيا وايطاليا.
وبحثاً عن حلول، توجّه الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسياديس إلى العاصمة البلجيكية بروكسل أمس، لعقد اجتماع الفرصة الأخيرة مع الجهات الدائنة الأوروبية، عشية المهلة التي حدّدها «المصرف المركزي الأوروبي» بوقف مد المصارف على الجزيرة، التي تواجه خطر الإفلاس، بالسيولة.
وأكد الرئيس القبرصي ثقته في قدرة هذا البلد على تجاوز أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء القبرصية.
وقال أناستاسياديس، في رسالة تلاها أحد الوزراء، «لدي ثقة تامة في صمود وتصميم الدولة القبرصية. ويقيني أننا في اتخاذ قرارات جماعية ومسؤولة سنحقق النجاح»، موضحاً أنه ورث دولة «في حالة إفلاس»، غارقة في أزمة اقتصادية لا تستثني أحداً في الجزيرة. وأضاف «أدرك جيداً ما يعانيه القبارصة من مرارة وغضب»، موجهاً في الوقت ذاته نداء إلى الوحدة، ومشيراً إلى ضرورة «تركيز اهتمامنا على طريقة مواجهة الأزمة» أكثر من البحث عن المسؤولين عنها.
وبعد يوم من المفاوضات الماراثونية في نيقوسيا مع ممثلي الترويكا (الاتحاد الأوروبي والمصرف المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي)، سيحاول أناستاسياديس أن يقنع بروكسل بجدية الخطة المقترحة لجمع مبلغ سبعة مليارات يورو (أكثر من ثلث إجمالي الناتج الداخلي للجزيرة) الذي تطالب به منطقة اليورو، في مقابل الحصول على قرض بقيمة عشرة مليارات يورو.
وقال المتحدث باسم الحكومة خريستوس ستيليانيديس إن «الرئيس القبرصي سيلتقي المسؤولين الأوروبيين ومديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد، وإن اجتماعاً لـ«مجموعة اليورو» حول قبرص سيعقد مساء اليوم (أمس)».
وأضاف ستيليانيديس أن «المفاوضات باتت في مرحلة دقيقة جداً. الوضع صعب جداً والوقت محدود».
وذكرت وسائل الإعلام المحلية أن قبرص والترويكا حققتا مساء أمس الأول، تقدماً للتوصل إلى اتفاق. والتقدم أحرز أساساً بالاتفاق على فرض ضريبة على الحسابات الكبيرة.
وأعلنت قنوات تلفزيونية قبرصية أن الجانبين اتفقا على فرض ضريبة 20 في المئة على الحسابات التي تزيد عن 100 ألف يورو في «مصرف قبرص»، وضريبة استثنائية بـ4 في المئة على الحسابات التي تتجاوز هذا المبلغ في مصارف البلاد كافة.

المصدر: السفير+ وكالات