تسوية لبنانية ــ تركية: المخطوفان تحررهما «الدولة» اللبنانية
كشف مرجع أمني واسع الاطلاع، أمس، عن معالم التسوية المرتقبة بين الجانبين اللبناني والتركي، في شأن إطلاق سراح المخطوفين التسعة في أعزاز. وتفيد المعلومات بأن الصفقة المرتقبة، والتي ما زالت أولية وغير نهائية، تقضي بعدم حصول مقايضة مباشرة بين الإفراج عن المخطوفَين التركيين وإطلاق سراح اللبنانيين التسعة، وإنما من خلال إطلاق سراح الـ127 معتقلة اللواتي طالب «لواء عاصفة الشمال» الدولة السورية بالإفراج عنهن، وهو المطلب القديم الذي تمت عرقلته مراراً.
لكن العقبة الحالية تكمن في المفاوضات في شأن عدد اللبنانيين الذين سيُطلق سراحهم، إذ كررت الجهة السورية الخاطفة، عبر المفاوض التركي، مطلبها بأن المخطوفين التسعة لن يُطلق سراحهم دفعة واحدة، وإنما يُفرج عن اثنين منهم ثم البقية.
ويعمل الجانب اللبناني، ممثلاً بوزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل، على إقناع الأتراك بضرورة إطلاق سراح التسعة دفعة واحدة، أو بالحد الأدنى أخذ ضمانة «جدّية» وموثّقة منهم، تضمن عدم المماطلة في المدة الزمنية التي ستحدد موعد إطلاق البقية من المخطوفين في أعزاز، على أن يتم إطلاق سراح التركيين عبر «الدولة اللبنانية»، أي من خلال تحريرهما.
وقالت مصادر أن شربل عاتب نائب مدير المخابرات التركية عبد الرحمن بلجيك، خلال الاجتماع الذي عقد في بيروت أمس، قائلاً: «ولو؟ قمت بزيارة تركيا 5 مرّات ولم تساعدونا إلا بإطلاق سراح مخطوفين اثنين من أصل 11، بينما نحن عملنا على تسليمكم المخطوفين لدى آل المقداد فوراً».
وأشار مصدر وثيق الصلة بملف المفاوضات، إلى أن اللقاء بين شربل والوفد التركي أمس، بدا «الأكثر جدّية منذ عام، ويبدو أن الانعطافات السابقة والمفاجئة من جانب الأتراك قد انتفت، أي عندما كانوا يخبروننا بأننا سنصل إلى حل ثم يتوقف الملف»، وفق مرجع أمني.
وبينما يتحفظ وزير الداخلية عن الإدلاء بأي معلومة عن وقائع الاجتماع، مكتفياً بالبيان المقتضب، يقول مصدر مطّلع إن «شربل سأل الوفد التركي: لنفترض أن أحد المخطوفين التسعة توفي نتيجة عارض صحي، إذ ثمة من بينهم من هو مصاب بأمراض تحتاج إلى أدوية ومتابعة شديدة، من يضمن في هذه الحالة مصير المعارضين السوريين في لبنان؟ ومن يتحمّل مسؤولية نشوب فتنة سنية شيعية؟».
ويرجّح المصدر احتمال قيام شربل بزيارة مرتقبة لتركيا خلال الأيام المقبلة، ما إن يتم الحصول على ضمانة واضحة من الجانب التركي باعتباره مفاوضاً وليس حاضناً للخاطفين، خصوصاً أن «النظام السوري أكد أنه ملتزم بإطلاق سراح المعتقلات السوريات اللواتي طلبتهن الجهة الخاطفة للبنانيين»، لافتاً إلى أن «الدولة التركية أخذت بعين الاعتبار مساعي القوى الأمنية لتحرير المخطوفين التركيين».
وكثفت القوى الأمنية أمس تحقيقاتها، إذ أوقفت أربعة أشخاص «بصفتهم شهوداً أو يعرفون معلومات»، وهم من عائلة صالح، ومن بينهم حسن ابن المخطوف جميل، بينما يبقى مصير الموقوف صالح مرتبطاً بإشارة النيابة العامة التمييزية.
وتفاعلت التحركات الديبلوماسية والأمنية من الجانب التركي، في شأن المخطوفين التركيين واللبنانيين التسعة، إذ زار السفير التركي في لبنان إنان أوزيلديز كلاً من رئيس الجمهورية ميشال سليمان، ورئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، والمدير العام لقوى الأمن الداخلي بالوكالة العميد إبراهيم بصبوص، الذي زاره أيضاً نائب مدير المخابرات التركية.
جعفر العطار
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد