أعاد تبادل القوائم الخاصة بالأسرى والمعتقلين بين «طرفي النزاع» في اليمن، أمس، الروح إلى المشاورات التي لم يتبق لها سوى يوم واحد أو يومين، في السويد، بعد جمود اعترى الملف الوحيد الذي حقق تقدماً ملموساً، منذ الخميس الماضي، إثر مماطلة وفد حكومة الرئيس المنتهية ولايته، عبد ربه منصور هادي، في تسليم القوائم، فيما لا تزال خمسة ملفات أخرى في سبيل بناء الثقة، قيد النقاش على طاولة المشاورات، من دون أي تق
وسط انقسام حاد في المواقف، بين الأطراف اليمنية، بشأن معظم الملفات على طاولة مشاورات السلام المنعقدة في السويد، يبدو مصير مدينة الحديدة، أحد البنود الأكثر تعقيداً، باتجاهه نحو طريق مسدود، فيما لم تحقق الملفات الخمسة الأخرى، وهي مطار صنعاء المغلق منذ عامين، والبنك المركزي المنقسم بين عدن وصنعاء، ومصير تعز، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين، وإطلاق سراح الأسرى، أي تقدم يذكر، سوى ذلك الأخير، الذي يعتريه التأجيل منذ يومين.
لليوم الرابع على التوالي، لا يزال ملفا مصير مدينة الحديدة ومطار صنعاء، عالقين على طاولة المشاورات اليمنية في السويد، برعاية الأمم المتحدة. ملفان، مرتبطان بأهداف الأمم المتحدة، يهددان مصير المشاورات، التي إن توقفت، قد تدفع الرياض وأبو ظبي إلى معركة شاملة في المدينة المطلة على البحر الأحمر، مرة جديدة، وسط تلويح وفد حكومة الرئيس المنتهية ولايته، عبد ربه منصور هادي، بخيار الميدان.
استكمل الجيش اليمني المدعوم من التحالف، السيطرة على جبل استراتيجي في محافظة صعدة الحدودية مع السعودية، عقب معارك مع مسلحي جماعة أنصار الله "الحوثيين".
وقال الجيش اليمني على موقعه "26 سبتمبر" "إن قوات اللواء السابع حرس حدود، نفذت عملية هجومية مباغتة على مواقع تمركز مليشيا الحوثي الانقلابية في سلسلة جبل الأزهور الاستراتيجية بمديرية رازح غرب صعدة، تمكنت على اثرها من السيطرة عليها".
وأضاف أن "مقاتلات التحالف ساندت قوات الجيش في الهجوم، وقصفت بعدة غارات تحصينات المليشيا وتعزيزاتها".
على بعد أيام من انطلاق جولة تفاوضية جديدة بين الأطراف اليمنيين في السويد، يُفترض أن تبدأ يوم الخميس المقبل، تتخذ المؤشرات السياسية والميدانية منحىً سلبياً لا ينبئ بمصير مختلف للجولة الجديدة عما سبقها.
سقط ستة عشر شخصا بين قتيل وجريح، أمس الجمعة، بقصف تعرضت له مدينة الحديدة غرب اليمن.
وأفاد مصدر عسكري في وزارة الدفاع بصنعاء بأن التحالف شن قصفا صاروخيا على شارع جمال غرب مستشفى دار السلام للأمراض النفسية بمديرية الحوك جنوب مدينة الحديدة.
وأضاف أن القصف أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى وإصابة سبعة آخرين.
وذكر المصدر، أن التحالف نفذ غارة على منطقة 7 يوليو شمال شرقي مدينة الحديدة، في حين استهدفت القوات الحكومية مواقع جنوب مديرية التحيتا بنحو 20 قذيفة مدفعية.
يُنتظر أن تنطلق، مطلع الأسبوع المقبل، الجولة التفاوضية الجديدة بين وفدَي الرياض وصنعاء، وفق ما تضافرت معظم مؤشرات الساعات الماضية على تأكيده.
بعد أربعة أيام على إعلان المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، من داخل مدينة الحديدة، نيّته الدخول في «مفاوضات تفصيلية» لمنح الأمم المتحدة دوراً إشرافياً في ميناء المدينة، جاء التعليق السعودي على الإعلان على لسان سفير المملكة لدى واشنطن، خالد بن سلمان، في صورة موافقة مُغلّفة بعبارات تضليلية. إذ قال ابن سلمان، في تغريدة على «تويتر»، إن «الحوثيين وافقوا، بعد مماطلتهم لأشهر، على محادثات في شأن تسليم ميناء الحديدة للأمم المتحدة في ظلّ التقدم العسكري الذي يحرزه التحالف»، مضيفاً أن «الضغط المتواصل على الميليشيات الحوثية الإيرانية أثبت أنه أفضل سبيل لدفعهم إلى الحل السياسي في اليمن».
أعلنت «أنصار الله»، مساء أمس، وقف إطلاق الصواريخ وغارات الطائرات المسيّرة على السعودية والإمارات وحلفائهما في اليمن. الإعلان الذي جاء ـــ وفقاً لمصادر الحركة ـــ بناءً على تفاهمات مع المبعوث الأممي، يعزّز الانطباع بأن ثمة حراكاً جدياً لإنهاء الحرب وإطلاق التسوية السياسية.
تستميت القوات الموالية لـ«التحالف» في تحقيق إنجاز على جبهة الساحل الغربي، من دون أن يتحقّق لها ـــ إلى الآن ـــ ما تسعى إليه بتغطية ودعم أميركيَّين. دعمٌ لا شيء يشي بأن الولايات المتحدة خفّفت منه، على رغم دعواتها الأخيرة المتلاحقة إلى وقف إطلاق النار والعودة إلى المفاوضات.