«أهل الغرام»: حين تعكس الشاشة ما في النفوس
تماماً كما في كل حلقة من حلقات مسلسل «أهل الغرام», فإن النهاية مقرونة بالحزن, الذي ينجم عن عدم التقاء الحبيب بالحبيبة. والالتقاء هنا له أكثر من معنى, وأكثر من تفصيل.
في المسلسل, بجزءيه الأول والثاني, مشاعر عدم الرضا تستولي على المشاهد، وتأتيه خلسةً. الحلقات كلها غير متشابهة, بعيدة.. حزينة.. أليمة, بيد أنها تتقاسم مع بعضها, سمة, أو فعلا, اسمه الغرام.
قد تصيب الحيرة أي شخص يود الكتابة, أو التعليق, عن هذا المسلسل, الذي تتعدد أسماء مؤلفي حلقـاته. مع الاشــارة الى أن بداية المسلسل تمهر بعبارة «شكراً لكل من أرسل قصة.. هذه حياتكم كما تجري». ولا تقتصر الحيرة على العـمل كفكرة, أو قصة, أو حتى رؤية.
فالحبكة «مدروزة» بشكل يصعب على المشاهد نقد مشهد, أو حوار يدور بين الأبطال. وبالاضافة الى حبكة النص, أي الحلقات, يأتي الاخراج, الذي يسهب من خلاله الليث حجو في تحريك الكاميرا في «المناطق المؤثرة», بطريقة أليفة مع وجوه الممثلين وحركاتهم، بحيث نرى وجه البطل أثناء الحوارـ في حين تدور الكاميرا ببطء ـ ووجه البطلة تشع منه التعابير المنفعلة. على عكس بعض المسلسلات, التي تتبع نمط تركيز الكاميرا.
وتزامناً مع رد الفعل, من كلا الطرفين, وفي كل المناسبات الحزينة او المؤثرة, تبدأ «ذبذبات» موسيقى طاهر مامللي «عناق» كلمات الحوار تارةً, و«الزحف» مع نظرات البطلة لحبيبها تارةً أخرى. تلك الموسيقى التي لا مفر من أن تجلب القشعريرة.. قشعريرة الغرام.
لا يكتفِي أهل المسلسل بسحر المشاهد عبر الموسيقى والقصة, والاخراج, فيأتي أداء الممثلين, المتعاقبين كل على حدة, ليدهش المشاهد. وقد يتحول إلى باحث عن مشاعر أخرى, عن نهاية سعيدة.. عن تبرير لتلك الرعشة.
من ممثل بشوش, سعيد, الى رجل أو شاب حزين, يقع في الغرام. فيتحول الحزن, مع هذا الشاب, الى فرح جزئي, أي عقب بداية الحلقة الى ما قبل نهايتها بلحظات. الحلقات محبوكة بطريقة تمنع لم شمل العاشقين. فتتعثر, في كل حلقة, ﺒ «حجر» منطقي, ينضوي في مجتمع شرقي.
و«الأحجار» لا تعدو كونها حائلاً بين التئام شمل الحبيب والحبيبة, بقدر ما هي رسائل الى «أهل الغرام» الحقيقيين, اذ تكون النهاية واضحة, رغم ضراوة ألمها, رغم تلك الرعشة.
والقصص لا تنحصر في العـوائق المتعارف عليـها, كالمال, أو الدين مثلاً.
فتسحب العوائق الغرامية نفسها, من القدر والصدفة, الى المرض والكذب, حتى تتعدد وتتفاوت، مشكّلةً مزيجاً من تفاصيل حياتنا اليومية: الدين.. المال.. الجنس.. الكذب.. الموت.. روميو و جولييت.. وغيرهم. هي عوائق تلامس ما نسمعه من قصص, وما نراه من حكايات.. تدور أحداثها بيننا, وأهلها هم أهلنا في المجتمع, ويحملون اسم «أهل الغرام».
جعفر العطار
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد