«العربية» و«الجزيرة» لا تخجلان حتى أمام الموت
بعد تهديد دام أياماً، أعدمت جبهة «النصرة» أول من أمس الجندي اللبناني محمد حميّة رمياً بالرصاص. قبل ذلك، صوّرته وهو يناشد ـ تحت الضغط ـ «الحكومة اللبنانية و»حزب الله» برفع الأذى عن أهل السنة في لبنان وسوريا». لم يشأ التنظيم الإرهابي الا بث المزيد من الترهيب والرعب. لذا، وضع في الفيديو أيضاً علي البزّال زميل حمية. كان البزال في حالة نفسية يرثى لها واستنجد مجدداً بهذه الأطراف كي لا يلقى مصير حميّة.
الشريط بمدلولاته وابعاده سرعان ما حقق هدفه لدى انتشاره على مواقع التواصل الاجتماعي فيما يُحسب للقنوات المحلية امتناعها عن بثه. لكن الأنظار هذه المرة توجهت الى الإعلام الفضائي وتحديداً «العربية» التي بدت كمن التقط سبقاً صحافياً. راحت القناة السعودية تبث وتكرر الفيديو طيلة نشراتها الإخبارية ووقفاتها التحليلية مع مختصين. انقسمت شاشتها بين المحلل السياسي، ومشاهد من الشريط عرضتها من دون توقف. وزيادة على ذلك، عاد المذيع ـ بعد بث الفيديو ـ ليكرر ما نطق به حميّة والبزال في تلك اللحظات القاسية. ومن مواقع التواصل الاجتماعي وتحديداً عبر تويتر، ظهر الإرهابي شادي المولوي الذي سبق له أن أطل في مقابلة مع lbci الأسبوع الماضي (الأخبار 15 /9/ 2014) حيث هدد الجيش اللبناني، ودعا الى قتل العسكريين المختطفين «الروافض لأنهم أبدوا العداء وقاتلوا أهلنا في القصير وعبرا ويبرود».
المولوي غرّد على حسابه قائلاً: «رداً على ما ارتكبه الجيش الإيراني من خلف للعهود وحزب الشيطان من مكر، قمنا بإعدام محمد حميّة ولدينا المزيد» في دلالة واضحة على تورّطه مع هذا التنظيم. أحداث نهار السبت لم تنته على خير. اشتعلت الجبهة البقاعية عندما فجر انتحاري نفسه بحاجز أمني في منطقة الخريبة (قضاء بعلبك). في هذه الحادثة بالتحديد، تجلى التخبط في التغطية عندما جزمت غالبية وسائل الإعلام المحلية والفضائية بوقوع إصابات (3 شهداء) من «حزب الله». لكن «المنار» سرعان ما نفت الخبر، معلنةً أنّ «لا شهداء في تفجير الخريبة». خبر النفي لم يقنع «الجزيرة» و»العربية» رغم تضمن تغطيتهما لهذا النفي. واللافت في التعاطي الخبري مع الحادثة أنّ كلتا المحطتين سبغت على التنظيم الإرهابي «النصرة» صفة «الجهاد»، فربطت القناة القطرية التفجير بحادثة إعدام حمية الذي «لقي هذا المصير على أيدي المسلحين السوريين». المصطلحات عينها كررتها القناة السعودية مع زيادة أنّ هؤلاء «الجهاديين يقاتلون ضد نظام الرئيس بشار الأسد».
إذاً، فرضت أجندات القنوات نفسها في التعاطي مع كلتا الحادثتين. لكنّ حرباً جديدة كانت تولد على مواقع السوشال ميديا. مع خبر استشهاد حميّة والتفجير الانتحاري في البقاع، أضحت الساحة الافتراضية والوسائل الاتصالية مسرحاً وأرضاً خصبة لولادة الإشاعات. عبر خدمات «الواتس آب»، جرى تداول فيديو قيل إنّه للمعركة الدائرة في عرسال. لاحقاً، تبيّن أنّه شريط يعود الى معركة البيشمركة مع «داعش» (شرق الموصل) يوم 6 آب (أغسطس). هذا الفيديو تناقله الناشطون ووقع في فخه العديد من المواقع الإلكترونية كموقع «القوات اللبنانية»
زينب حاوي
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد