«ذاكرة الجسد»: جزء ثان عن المسلسل أم عن الرواية؟
تنتهي أحداث رواية الجزائرية أحلام مستغانمي «ذاكرة الجسد»، ولم يبلغ المسلسل المأخوذ عنها بجزئه الأول نصف حلقاته بعد، فيما واصلت بعدها الكاتبة ريم حنا مشوارها نحو الحلقة الثلاثين، من خلال إضافة خيوط وأحداث جديدة لم تخرج عن الرواية الأم في شغفها بالحب المستحيل. فبدت منسجمة معها، تتشابك مع خيوطها على نحو يصعب فيه على الكثيرين التمييز بين ما هو للروائية مستغانمي وما هو للكاتبة ريم حنا.
وكان حديث تناقلته عدد من وسائل الإعلام عن نية الروائية أحلام مستغانمي إنجاز جزء ثان من المسلسل، بتوقيع المخرج حاتم علي، وفق ما صرحت، وذلك بعد عرض الجزء الأول من المسلسل للمخرج نجدة أنزور، في شهر رمضان الماضي.
والسؤال هو: على أي قسم من الجزء الأول تنوي مستغانمي بناء جزء ثان. هل ستنطلق من القسم المتعلق بروايتها فقط في المسلسل، أم من العمل برمته كما أنجزته حنا؟!
قياساً الى البناء الدرامي الذي أنجزته حنا لأحداث العمل كاملاً، سيكون من الصعب على من يتولى كتابة الجزء الثاني أن يفصل أحداث رواية مستغانمي عن إضافات ريم حنا، ولا يمكنه بأي حال من الأحوال واحتراماً لعقول المشاهدين أن يتجاهل تلك الإضافات، وهي تمتد على مساحة تفوق نصف حلقاته.. وبالتالي لا يحق لأحلام مستغانمي أن تبني أحداث الجزء الجديد، على أحداث وخيوط تعود ملكيتها الفكرية لريم حنا دون موافقة هذه الأخيرة. فالرواية لا المسلسل هي ملك للروائية مستغانمي، ومن حقها أن تبني عليها جزءا جديدا، ولكن لا يمكن اعتباره جزءا ثانيا للمسلسل.
في سياق ثان، لا تبدي الروائية مستغانمي رضاها الكامل عما أنجزه المخرج أنزور في الجزء الأول، مشيرة إلى أنه «كان بإمكانه، أي الجزء الأول، أن يكون أفضل مما قدم». إلا أن اتجاه مستغانمي لإنجاز جزء ثان من المسلسل يبدو اعترافاً ضمنياً منها بنجاح الجزء الأول، ورغبة باستثمار هذا النجاح، الذي أنجزه أنزور عن نص كتبت السيناريو والحوار له السيناريست ريم حنا.
نعترف جميعاً بأن النجاح الكبير لرواية مستغانمي «ذاكرة الجسد» تم استثمارهما في إنجاز مسلسل، إلا أن إنجاز جزء ثان منه لا يمكن النظر إليه إلا لكونه استثماراً لنجاح المسلسل. فما للرواية كان قد أفرغ في الجزء الأول. وهو الأمر الذي يجب أن تدركه مستغانمي، على الأقل في معرض تعليقاتها عن مستوى الجزء الأول...ولتنجز بعدها الجزء الثاني كما تشاء.
ماهر منصور
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد