أحمد حسون: يصطاد زبائنه بالكذب و آخر النهار يسأل: طلعت صورتي؟
الجمل ـ حلب : لا يمت هذا الطفل بصلة لمفتي الجمهورية الدكتور أحمد حسون سوى بتشابه الأسماء، و أحمد حسون تلميذ في الصف الخامس في التعليم الأساسي، يصر على أنه لن يترك المدرسة وأنه تلميذ ذكي ويحب معلمته، ويلح علينا بالشراء فالعقاب الشديد سيكون مصيره عند العودة إلى البيت في الساعة العاشرة دون أن تصل غلته إلى 500 ليرة سورية.
أحمد يخرج من البيت في التاسعة صباحاً ، يتجول في الأحياء القريبة من حيه عارضاً بضاعته التي يحملها على رأسه، قداحات رديئة وملطف جو محلي الصنع أقلام صينية ،غاز قداحات، و مقصات .... يدخل المحال والمكاتب ليعرض بضاعته الخفيفة والرخيصة مستعملاً كل أساليب الإقناع التي تمرس بها ، رغم أنه لم يتجاوز الحادية عشرة من عمره، إلا أن قسمات وجهه لا تمت للطفولة بصلة ولا المفردات التي يستخدمها كبائع متمرس ولا حتى نبرة صوته الخشن، لا أحد يشتري في المكتب الذي دخله رغم نهي صاحبه له ومحاولته إخراجه عنوة، وسرعان ما انتقل أحمد لوصف المآل الذي ينتظره في البيت في حال لم يبع بـ 500 ليرة على الأقل فيضع كرتونته على الأرض ثم يشير إلى رأسه زاعماً أن والده ضربه بعنف ذات ليلة لدرجة أن الجرح احتاج إلى 3 قطب :" أبي عصبي جداً ولا أجرؤ على العودة إلى البيت لم أبع منذ الصباح إلا بـ 180 ليرة ، هل تريدون ان أضرب اليوم وأنام بلا عشاء "
لا يحرك هذا الكلام أحداً من الباحثين عن منزل للآجار السياحي في هذا المكتب، يعيد الكرة ثانية ويسهب في الإجابة عن أسئلتنا بوعد الشراء " إخوتي يعملون معي أيضاً أبي يشتري لنا البضاعة ويسلمنا إياها في الليل بعد أن يحاسبنا على اليوم ثم نخرج في الصباح ومن يبيع أكثر يحصل على خرجية أكثر والويل لمن يعود دون أن يبيع بـ 500 ليرة أنا أبيع أكثر من إخوتي وأعود قبلهم إلى البيت البارحة بعت بـ 950 ليرة فأعطاني 25 ليرة "
يتابع أحمد حديثه بينما يراقبه طفل آخر على الرصيف المقابل يحمل الأشياء نفسها، يخرج من المحل خائباً بعد بيع قداحة بعشر ليرات فقط فيما يدخل الآخر متهماً إياه بالكذب " لا تصدقوه لا يوجد جرح في رأسه و أبوه لا يضربه أبداً ، لكن هو يستعطفكم من أجل أن تشتروا منه هذا واحد كذاب"
ثم يعدد ما لديه من بضائع أصلية ورخيصة ولا يمانع ان يرش قليلاً من ملطف الجو دلالة على صدقه،
فيما يقهقه أحد الجالسين هذا أخوه الذي دخل منذ قليل " ليك على هالجيل ليك" !! عند الظهر دخل إلى محلي زاعماً أنه لم يبع بليرة منذ الصباح ويريد أن نشتري منه بعشر ليرات فقط من أجل أن يشتري سندويشة لأنه جائع !
مع غروب الشمس يعود أحمد إلينا سعيداً وقد فرغت كرتونته من حمولتها
متسائلاً " طلعت الصور شي "؟؟
باسل ديوب
إضافة تعليق جديد