ألمانيا تسلّم إسرائيل غواصة نووية سادسة
وقعت إسرائيل، يوم أمس، رسميا مع الحكومة الألمانية على امتلاك غواصة «دولفين» السادسة، والتي تعد أغلى قطعة سلاح معروفة في الترسانة الإسرائيلية. وتعتبر غواصات «دولفين» الرد الإسرائيلي الفعلي على المشاريع النووية الحالية والمستقبلية في الدول العربية وإيران، نظرا لأنها تسمح لإسرائيل بامتلاك القدرة على توجيه الضربة النووية الثانية. ومن جهة أخرى أعلن رئيس الموساد السابق، مئير داغان أن إسرائيل ستعلم في حينه إن كانت إيران قررت الانتقال إلى المرحلة النهائية وتطوير سلاح نووي.
وظهر أمس جرى التوقيع رسميا على اتفاقية شراء غواصة «دولفين» السادسة. وجرى الاحتفال في بيت السفير الإسرائيلي في برلين. وأثناء الاحتفال ألقى وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك كلمة قال فيها إن «الغواصة السادسة ستضاعف من قدرات إسرائيل وجبروتها لمواجهة التحديات المتعاظمة. ويعبر الاتفاق عن عمق العلاقات مع ألمانيا والتزام الحكومة الألمانية بأمن دولة إسرائيل. لقد اجتاز سلاح البحرية في السنوات
الأخيرة تغييرات استراتيجية تضعه في رأس حربة المعركة من أجل أمن دولة إسرائيل وكالذراع الأطول للجيش الإسرائيلي».
وأشار موقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني إلى أن المساعدات العسكرية الألمانية لإسرائيل تتدفق وتتواصل معها التحذيرات الألمانية من مغبة مهاجمة إيران عسكريا. وقد حذر وزير الدفاع الألماني توماس دي مزاير في محادثاته مع وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك من ذلك، وأعرب أمامه عن قلق ألمانيا من ألا تتصرف إسرائيل بالحذر المطلوب برغم مشاركته إياها القلق من احتمال تطوير طهران لسلاح نووي.
وطالب وزير الدفاع الألماني في مؤتمر صحافي عقده مع باراك علنا جميع الأطراف «بضبط النفس بالأفعال والأقوال، فالتصعيد العسكري يقود إلى مخاطر لا يمكن قياسها على إسرائيل وعلى المنطقة».
وكان باراك قد لامس حدود الوقاحة في المؤتمر الصحافي عندما قال إن كل الخيارات بشأن إيران يجب أن تبقى على الطاولة إلا خيار واحد وهو أن «قبول إيران نووية هو الأمر الذي ينبغي أن لا يتقبله العالم كله». ومعروف أن إسرائيل تمتلك حتى الآن ثلاث غواصات من طراز «دولفين»، وخلال العامين المقبلين ستتسلم الغواصتين الرابعة والخامسة. ويصل مدى عمل هذه الغواصات إلى أربعة آلاف كيلومتر، وهي مؤهلة لحمل صواريخ تحمل رأسا حربيا نوويا ومداها حوالي 1500 كيلومتر. وكانت ألمانيا قد تبرعت لإسرائيل بالغواصتين الأوليين وبنصف تكلفة الغواصة الثالثة. وتعهدت الحكومة الألمانية بتغطية ثلث تكاليف بناء الغواصات الثلاث الأخيرة، وقد أقر البرلمان الألماني قبل شهور تخصيص 180 مليون يورو لتغطية الحصة الألمانية من تكاليف الغواصة الثالثة.
وفي كل حال، فإن التقديرات تتحدث عن أن تكلفة بناء الغواصة السادسة تبلغ حوالي نصف مليار يورو، غير أن تكلفة تجهيزها تكنولوجيا وتسليحها ترتفع لتبلغ تقريبا مليار دولار. وهذا يجعل غواصات «دولفين»، خصوصا السادسة، أغلى قطعة سلاح معروفة في الجيش الإسرائيلي.
من جهة أخرى، وعلى خلفية الحديث عن اتصالات بين المجموعة الدولية لاستئناف المفاوضات مع إيران بشأن مشروعها النووي، أعرب رئيس الموساد السابق عن اعتقاده بأنه ستتوفر لإسرائيل الوسائل لمعرفة إن كانت إيران تنتقل فعليا لمرحلة انتاج السلاح النووي، مثلا لمرحلة تخصيب اليورانيوم بنسبة 95 في المئة. وأضاف حينها يمكن لإسرائيل أن تهاجم المنشآت النووية الإيرانية إذا لم تفلح الأسرة الدولية في منع إيران من ذلك.
وجاء كلام داغان في محاضرة ألقاها في حيفا أمس الأول قال فيها إنه محظور على إسرائيل أن تهاجم المنشآت النووية الإيرانية. وقال إن هجوماً كهذا يجب أن يبقى الملاذ الأخير وليس الأول. وأعرب داغان عن ثقته بقدرة سلاح الجو الإسرائيلي في الإضرار بالمشروع النووي الإيراني بشكل بليغ.
حلمي موسى
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد