أنقرة تهدد بإلغاء اتفاق إعادة قبول اللاجئين ما لم يرفع الأوروبيون التأشيرة عن الأتراك
في وقت تسربت تقارير عن رفض الرئيس الأميركي باراك أوباما لقاء نظيره التركي رجب طيب أردوغان على هامش مشاركة الأخير في قمة الأمن النووي التي تستضيفها الولايات المتحدة، أصرت أنقرة على أن العمل مازال جارياً من أجل تأمين اللقاء.
ورجحت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية ألا يتم استقبال أردوغان في الولايات المتحدة بنفس القدر من الحفاوة والترحيب، الذي استقبل به خلال زيارته في أيار من عام 2013، حينما أشاد أوباما بضيفه التركي الكبير، على إطلاقه مباحثات السلام مع الأكراد، والجهود التي يبذلها لقيادة تركيا نحو حقبة جديدة من الازدهار الاقتصادي.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم: إن أوباما رفض مرافقة أردوغان إلى مراسم افتتاح مسجد موّلت أنقرة تشييده في ولاية ماريلاند الأميركية، بينما رجحت مصادر في البيت الأبيض أن يستقبل أردوغان نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، عوضاً عن استقبال أوباما له، وهو ما أعربت الصحيفة عن دهشتها حياله وخصوصاً أن الرئيس التركي من المفترض أن يكون الحليف الأول لواشنطن في مكافحة الإرهاب بالشرق الأوسط.
وقلل مسؤولون أميركيون من شأن عدم لقاء أوباما نظيره التركي، معتبرين أن ذلك ناجم عن ضغط جدول مواعيد الرئيس الأميركي، الذي لن يلتقي خلال القمة إلا الرئيس الصيني شي جين بينغ، بينما سيتوافد على الولايات المتحدة خلال هذا الحدث 51 شخصية بين رؤساء ومسؤولين كبار.
والتقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري، نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، أمس للتباحث في تفاصيل زيارة الرئيس التركي. وفي أنقرة أعلن المتحدث الرسمي باسم الرئيس التركي إبراهيم كالين، أن بلاده تعمل حالياً على تنظيم لقاء شخصي يجمع أردوغان بأوباما في واشنطن.
وقال كالين للصحفيين: «كما تعرفون، هذه الزيارة غير مندرجة ضمن العلاقات الثنائية بين أنقرة وواشنطن، بل إنها تأتي في إطار احتضان الولايات المتحدة قمة الأمن النووي، وسيكون هناك الكثير من المشاركين واللقاءات خلالها. كثيراً ما تكون جداول أعمال زعماء الدول مكثفة جداً» في إشارة إلى أوباما، مشيراً إلى أن جميع زعماء الدول المشاركة سيكونون في واشنطن خلال يوم ونصف اليوم فقط، حيث سيتولون بحث جملة من القضايا الأمنية.
وختم المتحدث التركي تصريحاته بالدعوة لـ«عدم الإصغاء إلى ما يشاع حول زيارة أردوغان إلى واشنطن»، مشيراً إلى «وجود حملة رامية إلى تكوين رأي عام معين يسم العلاقات التركية الأميركية».
قبل أسبوع وصل مستشار وزير الخارجية الأميركي توني بلينكان، إلى العاصمة التركية لتناول تفاصيل زيارة أردوغان، وعقد العديد من الاجتماعات خلال زيارته التي استمرت يومين، وبحث خلالها مع المسؤولين الأتراك في قضايا أمن المنطقة، والأزمة السورية، وسبل محاربة تنظيم داعش.
وأشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى ظهور توتر في العلاقات بين أوباما وأردوغان، على خلفية تضارب مواقفهما تجاه جملة من القضايا، تتمحور حول سبل تسوية الأزمة السورية، وحرية الصحافة في تركيا، إضافة إلى الحملة العسكرية التي تقودها أنقرة ضد الأكراد.
على خط منفصل اعتقلت قوات الأمن التركية شخصين من تنظيم داعش بالقرب من ولاية غازي عنتاب جنوب البلاد، بعد أن كانا في طريقهم للتسلل إلى داخل الأراضي التركية من الأراضي السورية.
وقبل يومين قررت محكمة في ولاية قهرمان مرعش التركية اعتقال ثلاثة أجانب بتهمة «ارتباطهم بتنظيم داعش»، وإطلاق سراح أجنبي آخر، كان قد تم توقيفهم في وقت سابق. وتبين أن الأشخاص الثلاثة الذين صدرت بحقهم قرارات اعتقال يحملون جنسية عراقية، بينما أخلي سبيل مواطن سوري.
وأكدت مصادر في الخارجية التركية أنه سيتم افتتاح مكتب تنسيق أمني بين تركيا والاتحاد الأوروبي لتبادل المعلومات الأمنية المفيدة في مكافحة الإرهاب.
وأشارت صحيفة «ملييت» التركية، حسب موقع «ترك برس»، إلى أن مكتب التنسيق الأمني سيعمل على ملاحقة العناصر والمؤسسات الداعمة للإرهاب في كل من تركيا والاتحاد الأوروبي. وتوقعت أن يتم استهداف العناصر والمؤسسات الداعمة لتنظيم حزب العمال الكردستاني المصنف إرهابياً في تركيا والاتحاد الأوروبي، في دول الاتحاد الأوروبي حسب البروتوكول الذي سيوقع بين تركيا والتكتل الموحد.
في غضون ذلك حذر وزير شؤون الاتحاد الأوروبي التركي فولكان بوزكير من أن بلاده ستلغي اتفاق إعادة قبول اللاجئين الموقعة مع بروكسل، ما لم يتم رفع التأشيرة لدخول دول الاتحاد الأوروبي عن المواطنين الأتراك.
وكالات
إضافة تعليق جديد