أولمرت : غريزتي تقول لي هيا نهرس الجميع

17-07-2006

أولمرت : غريزتي تقول لي هيا نهرس الجميع

بعد قصف حيفا، فاجأ حزب الله إسرائيل ليلة أمس بقصفه مدنا وبلدات تقع جنوبي حيفا فسقطت الصواريخ للمرة الأولى على مقربة من العفولة والناصرة العليا وجفعات إيلا. وعمدت إسرائيل إلى محاولة تغيير خط الحدود مع لبنان من خلال السعي لخلق واقع جديد على طوله بعرض كيلومتر واحد. وتعمل إسرائيل على بلورة صفقة سياسية تقضي باستبدال القوة الدولية بقوة مسلحة من حلف الاطلسي أو قوة متعددة الجنسيات وإعادة الجنديين الأسيرين وإبعاد حزب الله إلى ما وراء الليطاني وتنفيذ قرار مجلس الامن الرقم .1559
ويشير معلقون إسرائيليون إلى أنه، برغم الحديث عن عدم وجود قيود زمنية على العدوان، فإن التوقعات تشير إلى ما بين سبعة
إلى عشرة أيام. و نفد  بنك الأهداف الإسرائيلي الأمر الذي دفع الجيش للشروع بعملية التدمير المنهجي في جنوب لبنان لتحقيق هدفين: تسهيل الدخول البري العسكري الإسرائيلي لاحقا والضغط على الحكومة اللبنانية لبسط سيادتها. وتعلن إسرائيل أنها تعمل من أجل إنشاء حزام <نظيف> من حزب الله.
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد عقدت اجتماعها الأسبوعي، مستفيدة من الظروف الدولية المناسبة، فأعلنت عن تكثيف هجمات جيشها مع تهديد شديد بالتصعيد. وبدت الحكومة أمس في مزاج يسمح لها بالإعلان عن أن حزب الله هو تنظيم القاعدة وأن السيد حسن نصر الله هو اسامة بن لادن. وحاول رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت الرد على بعض الانتقادات التي عابت على الحكومة والجيش إخفاقاتهما في مواجهة مفاجآت حزب الله، فقال إن المفاجأة الاستراتيجية الوحيدة في هذا الصراع كانت إسرائيلية، مشددا على أن رد إسرائيل بهذه الحدة والشمولية كان المفاجأة الاستراتيجية.
وكان اولمرت قد أبلغ وزراءه في جلسة الحكومة أنه ليس هناك أي قيد زمني على عمليات الجيش. وشدد، في أعقاب الصلية الصاروخية على حيفا التي أوقعت ثمانية قتلى و40 جريحا، على أننا لن نتراجع أمام التهديدات. فهم سيفشلون. وقال إن <هذا صراع يومي، مطلوب منا فيه إبداء برودة أعصاب وحزم. وهذا صباح عسير لنا جميعا. فالإصابات البالغة في حيفا تضاف إلى الهجمات الدموية في مناطق أخرى من البلاد. إن هذه هي الحرب الإجرامية التي يشنها حزب الله ضدنا. وإسرائيل لا يمكنها وهي لا تنوي التسليم بهذا الوضع. إن قوة الجمهور وقدرة الجبهة الداخلية على الصمود هما جزء من منعة الدولة>.
ورفض أولمرت المطالب التي دعت للتصعيد، وقال إن <غريزتي تحثني أيضا على التصعيد وتقول لي هيا نهرس الجميع، ولكن الحكمة والعقل السليم يلزمنا بالتصرف بمسؤولية>. وأنهى أولمرت كلامه قائلا إن المواجهة سوف لن تنتهي في النهاية إلا بخطوة سياسية.
وردا على دعوات التصعيد وضرب البنى التحتية، قال أولمرت في إشارة لأثر الضغوط الأميركية إن <إسرائيل غير معنية بضرب البنى التحتية في لبنان. كما أننا لا نحارب حكومة السنيورة. وعملية الجيش لن تنتهي إلا بعد أن نحبط إمكانية تعرضنا لضربات كهذه في المستقبل. ولن نسمح لحزب الله بالجلوس على السياج الحدودي>.
وشدد أولمرت أمام وزرائه على وجوب التفكير في اليوم التالي، حيث أنه ينوي الشروع باتصالات لترتيب تسوية مع الحكومة اللبنانية عبر الأمم المتحدة. وقال لهم إنه يجب التذكر بأن الأمم المتحدة هي التي أخرجت سوريا من لبنان وهي من سيتيح تنفيذ القرار .1559 وأشار إلى أن <نصر الله أخذ لبنان رهينة، وخلق هناك موقعا أماميا لمحور الشر>.
وشدد وزير الدفاع عمير بيرتس، في استعراضه الأمني أمام الحكومة، على وجوب مواصلة العملية في لبنان على نطاق واسع، وبالشدة المطلوبة عبر ممارسة ضغط دؤوب ومن دون تردد. وأضاف <علينا في نهاية المواجهة أن نقود حزب الله إلى وضع لا تتاح له فيه العودة إلى خط الحدود الدولي. وسأفعل كل ما بوسعي من أجل منع قيام حدود بوجود حزب الله. وعلينا استنفاد كل العمليات المطلوبة لدفعه إلى تنفيذ القرار ,1559 عبر نشر قوة لبنانية على طول الحدود>.
وأشار بيرتس إلى أن حزب الله يستغل المدنيين كستار لعملياته الإرهابية. ولذلك فإن السكان الذين يوفرون الغطاء للإرهاب والمتعاونين معه ينبغي أن يأخذوا في الحسبان أنهم معرضون للخطر. وكل من يقيم في حارة حزب الله في بيروت ويشعر أنه محمي، عليه أن يعرف أن الوضع تغير.
وطالب وزير المواصلات شاؤول موفاز بمواصلة العملية ومهاجمة لبنان وخصوصا الضاحية الجنوبية. واعتبر أن إسرائيل بلغت نقطة اللا عودة. وينبغي توفير كل الوقت اللازم للجيش من أجل مواصلة العمل بكامل الشدة بل والتصعيد. فخطنا الإعلامي ينبغي أن يستند إلى معادلة أن حزب الله يساوي القاعدة وأن نصر الله يساوي بن لادن.
أما قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، ف<كشفوا> النقاب في جلسة الحكومة عن أن إيران وسوريا تشاركان بشكل فعال إلى جانب حزب الله في الصراع الدائر. كما كشف رئيس الأركان الجنرال دان حلوتس النقاب عن أن الجيش أحبط محاولة سورية لنقل أسلحة لحزب الله.
وقال حلوتس إن الضربات الشديدة التي وجهت لحزب الله كانت بليغة ولكنها لم تحطمه . وشدد على أن الجيش يحتاج إلى الوقت وأن العمليات في الضاحية باتت تستهدف الملاجئ التي لا زال يعمل منها قادة حزب الله والتي يتواجد فيها نصر الله. وأبلغ حلوتس الوزراء <أننا ننشئ حزاما ناريا عازلا بعمق كيلومتر واحد من خط الحدود الشمالية، ويتم هدم كل مواقع حزب الله على طول هذا الخط بالجرافات>.
وأشار إلى أن عددا من الصواريخ التي سقطت على حيفا من صناعة سورية سلمت لحزب الله. وأضاف أن سوريا خططت لنقل شحنة من الصواريخ الأخرى لحزب الله، ولكن جراء قصف محور بيروت دمشق، لم تصل القافلة السورية إلى غايتها.
وشدد رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الجنرال عاموس يادلين على أنه لو كان نصر الله يعرف أن هذا هو الرد الإسرائيلي، لما صادق على عملية اختطاف الجنود. وقال إن التدخل الإيراني في الأحداث في لبنان أمر لا يمكن إنكاره، فالإيرانيون ضالعون في التخطيط وتمويل شحنات السلاح بل والمشاركة الجزئية في التنفيذ مع حزب الله. وأضاف أن حزب الله يستعد لاحتمال الاجتياح البري من جانب الجيش الإسرائيلي. وقال أن <نصر الله لا يزال يحاول الاحتفاظ بالأوراق الاستراتيجية>.
وأشار يادلين إلى تعاظم الانتقادات لحزب الله في لبنان. ومع ذلك قال إن في ترسانة نصر الله العديد من المفاجآت إذ بقيت لديه صواريخ فجر بعيدة المدى، كما أننا لا نعرف عن كل صاروخ يصل إليه، وهناك احتمالات بتنفيذ عمليات اختطاف أخرى، إضافة إلى الطائرات من دون طيار الهجومية واستخدام أسلحة متطورة ضد الطائرات.
وبرغم ان حلوتس ابلغ الحكومة الإسرائيلية أنه ليس في الحسبان الآن الشروع باجتياح بري، إلا أن وسائل الإعلام تتحدث عن وجود خطة كهذه. وترى <معاريف> أن خطة واسعة النطاق تستهدف السيطرة على مناطق في جنوب لبنان لإبعاد خطر الصواريخ، باتت تتبلور. وشرع الجيش بإعداد القوات الراجلة لهذا الغرض حتى قبل الحصول على مصادقة المستوى السياسي.
وتتألف الخطة من دمج قوات برية وجوية في فعل يستهدف إبعاد خطر الكاتيوشا عميقا داخل الأراضي اللبنانية وتقليص مدى تأثيرها في إسرائيل. وهناك من يعتبر دعوة سكان الكثير من القرى الجنوبية لمغادرتها، جزءا من هذه الخطة.
الاتصالات السياسية
وتصل مساء اليوم إلى تل أبيب، بعثة الأمم المتحدة للبحث مع المسؤولين الإسرائيليين بشأن شروط إنهاء المواجهة الجارية مع حزب الله. ويأتي ذلك في ظل استعدادات إسرائيلية للمطالبة باستبدال قوة الطوارئ الدولية بقوة دولية متعددة الجنسيات على أن تكون مسلحة وقادرة على بسط سيطرتها كشرط لأي وقف لإطلاق النار. وستجتمع البعثة مع كبار المسؤولين الإسرائيليين وفي مقدمهم ليفني وبيرتس. وبرغم إيحاءات أولمرت بعدم استقبال البعثة، إلا أن المصادر الإسرائيلية رجحت التقاءه بها.
وفي إطار المداولات الأولية لاستقبال البعثة، بدا أن وزارة الخارجية تبلور موقفا يدعو إلى نشر قوة دولية مسلحة في الجنوب اللبناني لضمان عدم عودة حزب الله للعمل من هناك ضد إسرائيل. ووفق هذا الموقف، فإن القوة الدولية هذه لا تغادر المنطقة إلا بعد ضمان انتشار الجيش اللبناني وسيطرته الفعلية التامة على المنطقة.
وترى مصادر إسرائيلية أن نقطة ضعف هذا الموقف هي المرحلة الفاصلة بين انتهاء العملية الإسرائيلية وسيطرة الجيش اللبناني فعليا على المنطقة. وثمة حيرة الآن في إسرائيل بين الإصرار على انتشار قوة من الاطلسي أو الاتحاد الأوروبي، أم الاكتفاء بقوة تابعة للأمم المتحدة. ومع ذلك فإن هناك في الخارجية الإسرائيلية من لا يبدو متحمسا لفكرة نشر قوة دولية ويصر على انتشار الجيش اللبناني وحده وفقا للقرار .1559

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...