إسرائيل تحوّل البحر المتوسّط إلى «سلّة قمامة»
عادة ما يوصف البحر المتوسط بأنه أكثر بحار العالم تلوّثاً. مقولة توضحها طبيعة المياه المحيطة بتل أبيب، إذ يقول مهتمون بالبيئة إن معادن ثقيلة ومبيدات حشرية تصرف في البحر بتراخيص من الحكومة الإسرائيلية، وإن الشركة المسؤولة عن الصرف الصحي لسكان المنطقة، البالغ تعدادهم 2.5 مليون نسمة، تمثّل أكبر ملوث للمياه في شرق المتوسط
قالت مجموعة «زالول للبيئة»، في تقرير عن حالة البحر الأبيض المتوسط لعام 2007، إن «حال السواحل الإسرائيلية مفزعة». وكتبت صحيفة «جيروزاليم بوست»، في افتتاحيتها أخيراً، أن «تصور البحر المتوسط على أنه سلة قمامة ضخمة موجودة خارج الباب بسبب ظروف غير متوقعة تصوّر خاطئ في اسرائيل بشكل عام».
وتقول كلود ليفي (36 عاماً)، وهي ممرضة سابقة لديها طفلان، إنها لم تسبح في البحر منذ سنوات على رغم انها تقيم قرب الشاطئ. وتضيف أن «المياه غير نظيفة ولا أحب قنديل البحر».
وبعد معركة ناجحة مع أقفاص السمك التي تدمر الشعب المرجانية في البحر الأحمر، تركز «زالول» على تصاريح صرف مياه الصرف الصحي التي أصدرتها لجنة حكومية. وتقول إن هذه اللجنة تمنح كل عام أكثر من مئة تصريح لصرف مياه الصرف الصحي في البحر وأحياناً في أماكن قريبة من الشواطئ التي يرتادها الناس للسباحة.
وقال العضو المنتدب في «زالول»، ياريف أبراموفيتش، إن «هناك مشكلة كبيرة تواجه الصناعات، والبلديات والحكومة لا تريد أن تستثمر مالاً». وذكر تقرير المنظمة أنه يجري سنوياً صرف 140 طناً من المعادن الثقيلة و130 طناً من المبيدات الحشرية وخمسة أطنان من الزرنيخ و1300 طن من النشادر وطن من السيانيد في مياه البحر.
في المقابل، رأت وزارة حماية البيئة الإسرائيلية أن تقرير «زالول» غير دقيق وأن الشواطئ أضحت أنظف كثيراً مما كانت عليه. وقال متحدث باسم الوزارة إن «إسرائيل في واحد من أفضل المراكز في هذة المنطقة».
وجاءت منطقة تل أبيب الكبرى ضمن أكثر عشرة مراكز حضرية تلوثاً في منطقة البحر المتوسط في أحدث تقرير للأمم المتحدة عن المنطقة. وقال وزير حماية البيئة الإسرائيلي جدعون عيزرا، لصحيفة «جيروزالم بوست» أخيراً، إن وزارته لا تملك الموارد البشرية لتطبيق اللوائح البيئية بشكل سليم.
وأكبر مصدر للتلوث في إسرائيل شركة «شفدان»، المسؤولة عن معالجة مياه الصرف الصحي في تل أبيب وما جاورها. وتضم منطقة تل أبيب الكبرى 26 بلدية.
وقال المتحدث باسم الشركة، أمنون ليبرمان، إنه «تجري إعادة تدوير 96 في المئة من مخلفات المنطقة لتستخدم مياهاً للاستعمال ويتم التخلص من النسبة الباقية في البحر كرواسب». وإثر قرار حكومي، بدأت «شفدان» الإعداد لحرق الرواسب، ولكن وزارة حماية البيئة تقول حاليا إنها تدرس حلولاً زراعية مثل تحويل الرواسب إلى أسمدة.
وتقول مديرة المشروعات الوطنية في «زالول»، ساجيت روجنشتاين، إن «حرق الرواسب سيؤدّي إلى انبعاث كيميائيات ضارة»، وتضيف «ستتنفسه بدلاً من أن تسبح فيه».
ومن المفارقة أن اقتراحاً حكومياً لتطهير نهر المقطع (كيشون) في شمال إسرائيل قد يزيد مشاكل البحر المتوسط. وتدعو الخطة إلى مد خط أنابيب لنقل المخلفات من المصانع المشيدة على طول النهر، بما في ذلك أكبر مصفاة نفط في إسرائيل، وصرفها مباشرة في البحر.
وقالت روجنشتاين «نحن نعمل مع الوزارة ونأتي بخبراء من الخارج لنثبت أن هناك سبلاً لتقليل التلوث الذي تسببه المصانع وان فكرة تحويل (المخلفات) إلى البحر هي الأسوأ».
وقال مستشار شؤون البيئة، دانييل ليفي، إنه أُحرز بعض التقدم في السنوات الأخيرة في خفض مستوى التلوث.
المصدر: روتيرز
إضافة تعليق جديد