إسرائيل تطور أدوات بحث «غوغل» 800 خبير يعملون لـ«مايكروسوفت»
بعدما عرضت المقالة السابقة عن عولمة التكنولوجيا الإسرائيلية لمراكز أبحاث كل من شركات «أبل» و«سامسونغ» و«ياهو»، تحاول هذه المقالة استكمال الصورة بالحديث عن شركات لا تقل أهمية مثل «غوغل» و«مايكروسوفت».
وبديهي أن جزءا كبيراً من المال يبذل في إسرائيل على قطاع الأبحاث، وهو ما وضع الدولة العبرية في المصاف الأول للدول الأكثر إنفاقاً على الأبحاث. فهي عملياً الدولة الأولى في مجال الإنفاق على التطوير، حيث تستثمر واحد في المئة من الناتج القومي، فضلاً عما يصل إليها من أموال خارجية للاستثمار في مجال التطوير، وخصوصاً من أميركا وأوروبا. وهذا ما منحها المرتبة الأولى في ميادين البحث العلمي والتجديد الاقتصادي وأمن الشبكات (السايبرية) وأداء المصرف المركزي. كما تحتل المكانة الحادية عشرة في ميدان التعليم، والـ20 في مجال الصحة والحفاظ على البيئة. وبديهي أن ذلك ترافق مع ازدهار اقتصادي وضع إسرائيل في المكان الـ20 في العالم بين 60 دولة في مجال المنافسة.
على كل حال، وفرت هذه الأجواء أرضية خصبة لاجتذاب استثمارات ذات طبيعة تكنولوجية من شركات كبرى، من بينها «غوغل» و«مايكروسوفت».
وقد أنشأت «غوغل» مركزين للأبحاث والتطوير في كل من تل أبيب وحيفا يعمل فيهما حوالي 250 مستخدماً. واشتهرت هذه المراكز بفضل ما قدمته من عناصر تطوير لأدوات البحث، التي تعتمدها «غوغل»، وبينها عنصر «الإكمال التلقائي». فما ان تبدأ في كتابة كلمة من جملة في صفحة البحث على «غوغل» أو في «جي ميل» أو «يوتيوب»، حتى تظهر لك خيارات على شكل جملة تسهل عليك الانتقاء. والأمر يوفر على المبحر وقتاً وجهداً. وبحسب شركة «غوغل»، فإن هذا الأمر من تطوير المركز الإسرائيلي التابع للشركة.
وليس هذا وحسب، بل ان من يبحث في «غوغل» باللغة الإنكليزية عن تعابير معينة تتعلق بالطقس أو أسعار العملات أو الصحة أصبح يتلقى فوراً إجابات من دون الدخول إلى مواقع أخرى تقدم له المعلومات المطلوبة. وهذا أيضاً من تطوير المركز الإسرائيلي التابع لـ«غوغل». وعندما تشاهد شريط «يوتيوب»، وهو موقع تابع لـ«غوغل»، تقفز أمامك أحياناً بالونات أو فقاعات تطلب منك تقديم ملاحظة، وهذه أيضاً من اختراعات المركز الإسرائيلي. كما أن تقليد الـ20 في المئة، الذي انتهجته «غوغل»، والذي بموجبه يكرس العاملون قسماً من وقتهم لمشروع شخصي، نشأ في إسرائيل.
وبعد ذلك تأتي شركة «مايكروسوفت»، حيث يعمل ما لا يقل عن 800 خبير ومستخدم في مركزي تطوير في حيفا و«هرتسليا».
وتنظر شركة «مايكروسوفت» إلى عملها في إسرائيل بأنه الثاني في أهميته بعد مختبراتها ومراكزها في الولايات المتحدة. ويعمل المستخدمون خصوصاً في مركز الشركة في حيفا على تطوير منتجات رائدة للشركة العالمية.
وعلى سبيل المثال، قام المركز الإسرائيلي بتطوير آلية التوصيات في «إكس بوكس 360»، وهي علبة الألعاب الأكثر نجاحاً للشركة. وعندما تشتري لعبة جديدة أو فيلما أو موسيقى عبر «الإكس بوكس»، تستطيع المنظومة التعرف على أنماط تعاملك وعاداتك الاستهلاكية السابقة، وتقدم توصياتها لك حول ما هو الأفضل كي تشتريه.
وقد أدمجت هذه الآلية أيضاً في منظومة «ويندوز 8» التشغيلية. وقد عكف المركز الإسرائيلي التابع لـ«مايكروسوفت» على تطوير آليات كهذه على محرك البحث التابع للشركة والمعروف باسم «بينغ». وهكذا عند استخدام محرك «بينغ» للبحث عن أمر ما تظهر نتائج ومعلومات مستقاة من الشبكات الاجتماعية مثل «فايسبوك»، وذلك نتاج تطوير إسرائيلي.
غير أن عصب نشاط المركز الإسرائيلي لـ«مايكروسوفت»، هو السعي لتطوير تقنيات الزاوية التجارية «بي آي» (BI). وهذا مجال ناشط اليوم في عالم التكنولوجيا العالية، لأنه يسمح باستخلاص نتائج من المعلومات الكثيرة المتوفرة. وهكذا بوسع شركة كبيرة، مثلاً، أن تفهم سبب عزوف الزبائن عنها. وتشدد «مايكروسوفت» على أن قسماً كبيراً من تطوير تقنية الزاوية التجارية لديها يتم في مركزها في إسرائيل.
وتعتبر شركة «جنرال موتورز»، شركة إنتاج السيارات الوحيدة في العالم، التي تحتفظ في إسرائيل بمركز تطوير يستخدم حوالي 60 خبيراً. ويرتكز عمل هذا المركز أساساً على تطوير تقنيات مستقبلية للسيارات، مثل السيارة الذكية من دون سائق وقد أجريت عليها اختبارات. كذلك، أجريت اختبارات على تقنيات تسمح للسائق فقط بمراقبة حركة السيارة وحتى قراءة الصحف، فيما تتحرك السيارة نحو هدفها بالاعتماد على مجسات تلحظ المخاطر وتتلافاها. كما يجري تطوير منظومات اتصال تسمح للسيارات بتبادل معلومات مع سيارات أخرى، وأيضاً مع إشارات مرور وما شابه.
حلمي موسى
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد