ارتجالية أوهايو ووقع الخطى مسرحيتان قصيرتان لبيكيت في مختبر للدراماتورجيا الجماعية
يقوم مجموعة من الممثلين والدراماتورجيين والسينوغرافيين الشباب باختبار وقع صمت بيكيت وانتظاره على خشبة المسرح السوري ضمن تجربة فريدة تحاول نقل نصين من نصوص الكاتب الإيرلندي إلى الخشبة هما (ارتجالية أوهايو) و(وقع الخطى) وذلك عبر تشاركية عالية تجمع الممثل والدراماتورج والسينوغراف وتقصي دور المخرج بالمفهوم المتعارف عليه خارج العملية المسرحية.
بدأ العمل على دراماتورجيا (ارتجالية أوهايو) خلال ورشة عن المسرحيات القصيرة لصموئيل بيكيت نفذها مختبر دمشق المسرحي في آذار 2011 وفي ختام الورشة قدمت المجموعة استعراضاً للنقطة التي وصلت اليها التدريبات أمام جمهور الورشة.
ولم تتوقف التجربة عند تلك النقطة ونجحت مجموعة (ارتجالية أوهايو) بتحريض مجموعة أخرى لتقديم نص قصير آخر لبيكيت هو (وقع الخطى) واليوم وبدعم من أكاديمية استوكهولم للفنون الدرامية يعرض فريق العمل المشترك المسرحيتين في ليلة عرضٍ واحدة في مدرسة الفن الساعة الثامنة يوم الخميس 10 تشرين الثاني 2011 ولمدة خمسة أيام.
ويتبادل الممثلان محمد زرزور ومحمد ديبو في (ارتجالية أوهايو) دور رجل وطيفه فيما تروى ببطء وصمت أيضاً حكاية حزينة تختصر ذاكرة رجل يعيش الوحدة الخالصة فيما يعمل الدراماتورج وائل قدور على إبقاء الحكاية الدائرة مفتوحة البدايات والنهايات بحيث لا ترسل أجوبة جاهزة للجمهور بل حزمة من المشاعر تتيح للمتلقي إسقاطها على ذاكرته الخاصة ويدعم هذا الحضور الطاغي للصور المتخيلة سينوغرافيا تتسم بالبساطة والحياد قام بها زكريا الطيان.
أما في مسرحية (وقع الخطى) فتقوم الممثلتان رنا كرم وفاتنة ليلى بدور كل من (مي) وأمها المسنة اللتين تعيشان في عزلة شديدة تجعل الابنة في حاجة دائمة لأدلة تثبت أنها كائن حي وليست شبحاً فتارةً نجدها تجتر أفعالها ذاتها وتارة تطلب أن تسمع وقع خطاها في عالمٍ يجرب فيه السينوغرافي وسام درويش أن يظهر مدى انكفائه على ذاته ومحاصرته لأشكال الحياة داخله فيما يعمد الدراماتورج مضر الحجي الى الحفاظ على مساحات الألم والانتظار الصامت في ظل تداخل الأصوات والحكايات.
وعن استحضار بيكيت الآن يقول الدراماتورج والكاتب المسرحي وائل قدور إن هذه النصوص القصيرة والتي تبتعد عن قص الحكاية بشكلها التقليدي لديها الكثير لتقوله الآن للجمهور في سورية لكن على طريقتها فالنصوص المختارة ذات حمولة إنسانية عالية لها حكاياها الخاصة يختار لها بيكيت ذروة شعورية شديدة الكثافة وهي نصوص قابلة للفهم والإدراك الشعوري وتحقيق متعة التلقي المسرحي.
وتتضمن هذه الفعالية تجربة خاصة قائمة على تغييب المخرج لصالح العمل الجماعي وعن ذلك يقول الكاتب المسرحي (مضر الحجي) لا تفصل المجموعة كثيراً بين العمليتين الدراماتورجية والإخراجية في حالة نصوص بيكيت المختارة إذ تبدو العملية الإخراجية متضمنة تلقائياً في الدراماتورجيا الجماعية ومفرزاً طبيعياً لها.
ويضيف الحجي.. الممثل والسينوغرافي يقفان في صلب العملية الدراماتورجية جنباً إلى جنب مع الدراماتورج وفي المحصلة تأخذ عملية نقل النص إلى الخشبة أو الإخراج صيغة تشاركية عالية. تستمر العروض لمدة خمسة أيام من 10 وحتى 14 تشرين الثاني 2011 في مدرسة الفن والدخول مجاني.
يذكر أن وظيفة الدراماتورج هي أن يقدم للمخرجين والسينوغرافيين والممثلين توثيقاً تاريخياً وفكرياً وجمالياً للنص الدرامي ويقترح عليهم مجموعة من القراءات والتأويلات فيصبح بإمكان فريق العمل الفني أن يختار أحد التوجهات المقترحة.
المصدر: سانا
إضافة تعليق جديد