ازدحام كراجات دمشق كلّ يوم خميس

07-06-2008

ازدحام كراجات دمشق كلّ يوم خميس

يشهد يوم الخميس من كلّ أسبوع أزمة نقل ركاب بين دمشق وباقي المدن والمحافظات، وتكون الأزمة خانقة جداً بين دمشق وحمص.

اذ يصبح منظر الركاب المنتظرين في كراجات البولمان وكراجات العباسيين مثل مناظر المشردين نظراً للإمكانات الهزيلة في الكراجات التي تفتقد الى تخديم المنتظرين، ولا توجد حتّى مقاعد للانتظار، ويمكن تخيل المصاعب التي يتعرض لها الركاب بكامل شرائحهم اطفالاً ونساء وعجائز.. وغيرهم.. ‏

بعض الركاب المنتظرين في كراجات البولمان وكراجات العباسيين يؤكدون أن زحام دمشق عبر الأسبوع ينتقل ليتركز في كراجات انطلاق الركاب كل يوم خميس، وتصبح الكراجات أيام الخميس وسيلة إذلال عبر انتظار الركاب تحت أشعة الشمس الحارقة أو خلال الشتاء، ويعتبر آخرون أنه إذا تعذر إيجاد وسيلة مالنقل الركاب دون انتظار عدة ساعات في الكراجات على الأقل يجب ايجاد كراجات «مخدمة» وفسيحة ومحترمة وتتوفر فيها محلات وكافتيريات وأكشاك بطريقة منظمة وبدون «الشكل البسطاتي» المعهود في كراجات مدننا. ‏

وعبر معاينة لبعض أيام الخميس فإن الركاب في كراجات العباسيين حيث توجد فيها باصات كبيرة وباصات أصغر اسمها «شبه بولمان» تشهد منافسة على فسحة قدم تمكن الركاب من الوقوف بعد أن تزدحم المقاعد بركابها والمقاعد الزائدة التي يتم حشرها في ممرات الباصات وتتكفل بأن تجعل حركة الراكب مقيدة جداً جداً، وتجعله محاصراً بمن يجلس في جواره أو يقف في «شبه» الممر مستنداً على كتفه..!! ‏

ويعلق البعض على التعرفة الرسمية التي تم اعتمادها مؤخراً لنقل الركاب، بالإشارة الى أنها كانت رخيصة قبل رفع أسعار المازوت، وما زالت رخيصة بعد رفع سعر المازوت مقارنة مع أسعار نقل الركاب في جميع دول العالم،..ولكن هل تساءلت الجهات المعنية بالتسعير وبخدمة النقل كيف يركب المواطن؟ وكيف يتنقل؟ وهل يترتب على الراكب أن يسدد أجرة لقاء ركوبه على الواقف لمئات الكيلو مترات، بين دمشق وباقي المحافظات؟! ‏

أحد الموظفين الذي يتنقل اسبوعياً بين دمشق وحمص يقول: إنها أرخص تعرفة للركوب وبأسوأ ظروف ركوب، ويحق للراكب تعويض «إرهاق وتعصيب ورفع ضغط» حيث يتعرض لكل هذه الحالات بمجرد وصوله الى كراجات مخجلة لكي يسافر عبر مقاعد لا تتوفر فيها أدنى معايير الراحة!1 ‏

الجدير ذكره ان الطاقة الاستيعابية للكراجات (البولمان والعباسيين) غير كافية لوقوف حتى باصات نقل الركاب الحالية..، وتتميز بزحامها الذي يجعلها من أسوأ الأماكن في مدينة دمشق، بينما الكراجات في مدن العالم تكون عادة واجهات حضارية.. ويمكن الإشارة الى أحد الأهداف النقلية في نص الخطة الخمسية العاشرة، المتمثل بالوصول الى «طاقات نقل ركاب بالسكك الحديدية الى أكثر من 3 ملايين راكب، وتأمين خدمات سريعة وآمنة للبيئة والإنسان بجودة عالية وتكلفة رخيصة.. ولكن لم تدرج الخطة أي هدف صريح متعلق بزيادة الطاقة الاستيعابية من نقل الركاب براً أو جعل الكراجات واجهات حضارية بدلاً من واجهاتها الحالية وأمام عدم التطوير لنقل الركاب عبر القطارات فإن كراجات البولمان و «الهوب هوب» مازالتا الملاذ القسري للناس، وثبت حتى الآن ماهو عكس الهدف النقلي المذكور، حيث خدمات نقل الركاب غير آمنة بيئياً وبلا جودة وبتكلفة كانت رخيصة وزادت في قيمتها بينما ساءت اكثر في نوعية الخدمة.. ‏

ظافر أحمد

المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...