استمرار المعارك بمقديشو ومقتل عشرات المدنيين
عبرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن قلقها العميق بشأن المدنيين المحاصرين في العاصمة الصومالية مقديشو، والتي يحتدم القتال فيها بين القوات الحكومية والمتمردين.
وتواصلت المعارك العنيفة الأحد ولليوم الرابع على التوالي حيث أمكن سماع أصوات انفجارت مدوية في العاصمة.
وشنت اللقوات الاثيوبية والصومالية المدعومة بطائرات هليكوبتر هجمات أمس السبت على مواقع للمسلحين الاسلاميين وميليشيات عشائرية.
كما سقط عشرات المدنيين قتلى فيما وصفته اللجنة الدولية للصليب الأحمر بأنه أسوأ قتال شهدته مقديشو منذ أكثر من 15 عاما.
وتقول اثيوبيا إن قواتها قتلت أكثر من 200 من "الفلول المسلحة" لحركة اسلامية متشددة طردت من مقديشو في حرب في بداية السنة الجديدة.
وفي هذه الأثناء، تعالت اتهامات مراقبة حقوق الإنسان الدولية للولايات المتحدة الأمريكية، باعتقال عشرات من الصوماليين الفارين.
وقالت المراقبة انهم استوقفوا على الحدود الصومالية - الكينية، وتم تسليمهم للولايات المتحدة للتحقيق معهم قبل ان تتم إعادتهم للصومال ومنها لإثيوبيا حيث "اختفوا تماما."
وقالت نائبة مدير إقليم إفريقيا في المراقبة، جورجيت جاجنون، في بيان إن كلا من هذه الحكومات "لعب دورا مخزيا في إساءة معاملة الفارين من مناطق الحرب."
ومن المعتقد ان الولايات المتحدة قدمت العون للقوات الإثيوبية التي عملت على تقويض حكم المحاكم الإسلامية للصومال أواخر العام الماضي.
ولم تعلق واشنطن على هذه الاتهامات، غير ان سفيرها الإقليمين مايكل رانيبيرجر، كرر الادعاءات الأمريكية بأن الاسلاميين تربطهم صلات بتنظيم القاعدة.
وقال انه بالرغم من القتال الدائر فإن فرصة سانحة تواتي الصومال لتحقيق الأمن والاستقرار.
واوضح شهود عيان للانباء ان وابلا من قذائف المدفعية بدأ في السقوط قبل فجر السبت بساعات.
وقالت سمسم مختار وهي أم لخمسة أطفال وعيناها مغرورقتان بالدموع لرويترز "هرعنا لمساعدة جيراننا عندما سقطت قذيفة على منزلهم ثم سقطت فجأة قذيفة أخرى على منزلنا فأصبت أنا وأربعة من أطفالي. لم يسلم سوى طفلي البالغ من العمر 14 شهرا".
وتحاول المستشفيات استيعاب الجرحى رغم أن معظم الضحايا قد لا يحصلون على أي نوع من المساعدة بسبب تواصل المعارك.
وفي مستشفى رئيسي في مقديشو رقد مصابون كثيرون في الفناء في حين سمع انين مصابين اخرين داخل الاجنحة المكتظة.
وقال مدير المستشفى شيخ دون صلاد علمي لرويترز "لم أر قط شيئا كهذا".
واضاف "نعمل بنصف جراحينا فقط هنا والاطباء المتواجدون هنا يعملون الان بلا راحة منذ ثلاثة ايام".
وفر الاف الاشخاص من المدينة في الايام الاخيرة وقال مراسل لرويترز ان الوفا اخرين خرجوا الى الشوارع سيرا على الاقدام مع بزوغ اول خيوط الضوء يوم السبت.
وكان مسلحون قد أسقطوا طائرة هليكوبتر اثيوبية يوم الجمعة.
وقالت شاهدة عيان اسمها راقية محي الدين لوكالة الاسوشيتيد برس ان "المروحية بدت وكأنها كرة من الدخان والنار قبل تحطمها قرب معسكر القوات الاوغندية المجاور لمطار العاصمة الصومالية".
بينما نقلت وكالة الانباء الفرنسية عن مسؤول امني في مطار مقديشو قوله إن "احدا من ركاب المروحية لم ينج من الحادث".
ويشير المراسلون الى ان المروحية - وهي من طراز MI-24 - اصيبت بصاروخ لدى قيامها بقصف مواقع للمسلحين.
من جانبه، يصر رئيس الوزراء الصومالي محمد علي غيدي على ان العملية العسكرية التي تقوم بها القوات الحكومية بمؤازرة القوات الاثيوبية والهادفة الى طرد المسلحين من العاصمة ستستمر حتى تتم استعادة الاستقرار في مقديشو.
وكان العشرات قد قتلوا جراء القتال الضاري الذي شهدته العاصمة يوم الخميس، والذي استخدمت فيه القوات الاثيوبية طائرات الهليكوبتر والدبابات.
وكان شيوخ عشيرة الحاوية، وهي اكبر عشائر مقديشو، قد توسطوا بين القوات الاثيوبية والمسلحين ونجحوا في فرض وقف لاطلاق النار بين الجانبين في الاسبوع الماضي، ولكن الاثيوبيين ينفون ذلك.
يذكر ان القوات الاثيوبية التي غزت الصومال في ديسمبر /كانون الاول الماضي لدحر المحاكم الاسلامية واحلال الحكومة الصومالية المؤقتة بدلا عنها تقوم بتسليم مسؤولياتها بشكل تدريجي للقوة الافريقية لحفظ السلام التي وصل منها الى مقديشو زهاء 1700 عنصرا اوغنديا.
ومن المتوقع ان يبلغ قوام القوة الافريقية 8000 عنصرا.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد