اكتشاف نوع من الذئاب المنقرضة في آلاسكا
اكتشف باحثون في التاريخ الطبيعي بقايا ذئب منقرض مفرط في أكل اللحوم، كان يعيش بولاية ألاسكا الأميركية في العصر الجليدي الأخير (بليستوسين)، وفقاً لتقرير "وايرد نيوز".
وكانت هذه الفصيلة من الذئاب تقتات باصطياد مخلوقات العصر الجليدي العملاقة التي عاشت قبل 12 ألف سنة كالماموث والبيسون (الثور الأميركي المنقرض)، والرنة (أيل شمال أميركا)، وثور المسك البري (بغرينلاند شمال أميركا)، وكان طوال الوقت يتجنب مواجهة المنافسين الكبار كالأسود، والدببة القصيرة الوجوه، والقطط والنمور الوحشية المُسَيفة الأسنان.
جاءت تفاصيل الاكتشاف في دراسة نشرت بمجلة "كَرَنت بيولوجي"، وقدمت وصفاً لذئاب ألاسكا في العصر الجليدي, على أنها كانت في حجم الدببة الصغيرة، ولها جماجم عريضة، وأفواه ممتلئة بأسنان هائلة تسمح لها -بالإضافة إلى فكين كبيرين- بأن تقضم بقوة.
كما أن لديها أسنانا مكسرة أكثر مقارنة بأسنان الذئاب الحديثة، مما يستنتج منه أنها كانت تسارع إلى قضم العظام الضخمة لطرائدها. فقد كانت أكثر شراسة وعدوانية وأكبر حجماً من الذئاب الرمادية الحديثة.
وتقول الدكتورة جنيفر ليونارد عضو فريق البحث المؤلف الرئيس للدراسة، إن أخذ هذه الأوصاف كلها في الاعتبار يدل على أن هذا الذئب كان متخصصاً في قتل واستهلاك طرائد كبيرة نسبياً، وربما كان أيضاً يبحث عن الطعام بشكل اعتيادي.
ولدى عثور الباحثين على المادة الوراثية لهذا الذئب سليمة تماماً، تمكنوا من فك شفرة حامضه النووي (دي أن أيه) الوراثية، وتتبع سلالة الفصيلة التي ينتمي إليها، لاكتشاف الحقبة التي انفصلت فيها السلالة عن سلالة الذئاب الرمادية التي نعرفها اليوم.
وكانت المفاجئة أن المادة الوراثية لهذه اللقى الأحفورية المكتشفة أظهرت أن سلالة ذئاب العصر الجليدي الأخير (بليستوسين) لا تلتقي أو تتقاطع في شفرتها الوراثية مع الذئاب الحديثة, وهي مفاجأة لها انعكاسات على نظرية النشوء والارتقاء (الداروينية)، التي أصبحت من المسلمات في الدوائر الأكاديمية للتاريخ الطبيعي وعلوم الحياة.
وكما يظهر من قطعان الماموث المنقرضة، هلكت كافة حيوانات الثدييات الضخمة مع نهاية حقبة العصر الجليدي الأخير (بليستوسين).
وسواء كان الانقراض يعود إلى تغيرات مناخية عالمية أو إلى صيد بشري مفرط لها أو إلى مزيج من العوامل، فإن ذلك غير ذي شأن بالنسبة لذئاب العصر الجليدي التي انقرضت عندما هلكت طرا ئدها.
مازن النجار
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد