الآباء أكثر من يؤثر بسلوك أطفالهم

07-09-2009

الآباء أكثر من يؤثر بسلوك أطفالهم

تحتفظ جامعة تكساس في أحد مختبراتها للأبحاث المعنية بالأطفال بقاعدة بيانات تحوي معلومات تتعلق بآلاف العائلات التي تطوعت للتعاون مع الدراسات والأبحاث التي تجريها الجامعة.

وقامت الباحثة الأميركية برغيت فيتراب عام 2006 بالتعامل مع نحو 100 عائلة من أصل قوقازي ممن لديها طفل واحد على الأقل بعمر خمس إلى سبع سنوات استقت معلوماتهم من مختبر الجامعة.

وذكرت مجلة نيوزويك الأميركية أن الباحثة وزعت أشرطة فيديو على العائلات التي تقيم في مدينة أوستن بهدف معرفة ما إذا كانت المواد التصويرية التي تحويها أشرطة الفيديو الموجهة للأطفال والتي تتناول ثقافات متعددة، ستترك أثرها على الأطفال الذين لديهم سلوكيات عنصرية.

وطرحت أسئلة كوسائل قياس لنتائج البحث مثل: كم عدد الناس اللطفاء من ذوي البشرة البيضاء؟ وكم عدد الناس اللطفاء من ذوي البشرة السوداء؟ وحددت الكاتبة أربع إجابات محتملة وهي "جميعهم تقريبا" أو "الكثير منهم" أو "البعض منهم" أو "لا أحد".

واستبدلت فيتراب الصفة "لطفاء" بصفات أخرى بلغت أكثر من عشرين مثل "غير صادقين" و"بارعون" و"فضوليون" و"متكبرون".

ووزعت أشرطة فيديو على ثلث عدد العائلات قيد البحث لتبقى لديها لمدة أسبوع، وتحوي مواد مثل مشاهد لقيام أبناء الحي الواحد بتنظيف المنتزه المحلي للبلدة في شكل عمل جماعي.

وبينما لم يكن للمناهج التي يدرسها الأطفال في مدارسهم كبير أثر في تعديل سلوكياتهم العنصرية وفق أبحاث سابقة، أثار دهشة الباحثة أن البحث الجديد كشف أن سلوك الأطفال بالشأن العنصري تغير وتعدل بشكل كبير إثر مشاهدتهم بعض مواد الفيديو المسجلة.

وأما الثلث الثاني من العائلات فوزعت عليهم الباحثة أشرطة فيديو تحوي نقاشات وحوارات واضحة بشأن ألوان وأجناس مختلفة من البشر، وقد تركت أثرا كبيرا في نفوس الأطفال وأدت إلى تعديل في سلوكياتهم العنصرية بشكل إيجابي.

ولم توزع الباحثة أشرطة فيديو على الثلث الأخير من العائلات، وإنما زودتهم بلوائح تحوي رؤوس موضوعات، بحيث يمكن للوالدين أن يتخذوا منها منطلقا لمناقشة مواضيع تتعلق بالصداقات ضمن مختلف الأجناس والثقافات أمام ومع أطفالهم على مدار خمسة أيام.

وفجأة حدث ما يثير الاهتمام في المجموعة الثالثة، إذ أعلمت خمس عائلات الباحثة عدم رغبتها في مناقشة تلك الموضوعات المتعلقة بالعنصرية مع أطفالهم، وخاصة ما يتعلق بلون البشرة.

وكشف البحث أن مدينة مثل أوستن لم تزل تضم عائلات من البيض ترفض أن تتحدث عن لون بشرة الآخرين بشكل مباشر مع أطفالهم البيض، وإنما يكتفون بذكر مفاهيم تراها الباحثة لا تخلو من غموض مثل "كلنا متساوون" أو "الله خلقنا جميعا" أو "كلنا متشابهون فيما هو تحت الجلد".

وخلصت الباحثة إلى القول بأنه يبقى للوالدين الأثر الأكبر في تثقيف أطفالهم ضد العنصرية وتنشئتهم على احترام وحب الآخرين بغض النظر عن اللون والجنس.

وتوصي بتناول الروايات والحكايات التي تتحدث عن البشر وألوانهم وأجناسهم بشك مباشر كي لا يترك المرء فرصا للعنصرية لتترسخ في نفوس النشء ولو بشكل غير مباشر.


المصدر: الجزيرة نقلاً عن نيوزويك

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...