الأخرق
أنزع مقبض الباب
وأنا أحاول فتحه
فيساعدني أحد العابرين
من أنسى وجهه.
وأتحرك في الداخل
كراقص أعرج
أعتذر من النادل
الذي لم ألمس صينيته
وابتسم ابتسامة طلب المغفرة،
فينظر إلي بتساهل وتفوق.
نظرت إلى جميلة تجلس مقابلي
وصدقت حين بادلتني النظرة
إن شيئاً سيكون،
وعاملته كأنه بدأ منذ زمن،
ونحن الآن نتابع وصف مشاعرنا.
كنت أقلق لأي سبب
وانتظر مكالمات مصيرية
كأنها ستاتي من الله،
كنت احتاج إلى قائد روحي
يكون على هيئتي،
ويمنعني غروري
من طلبه في غير نفسي.
تائهاً كشعبٍ من الخاطئين،
نواجه العواصف البحرية في الصحراء،
وليس فينا نبي يعتلي قمة جبلٍ
ليأتينا بالشرائع على هيئة كتاب.
ضائعاً في غابة الخلاص،
كبطل زائف في رواية رعب
أشعلت شمعةً فاحترقت الغابة.
انكشفتِ الأرض الخلاء مسودة بالظلمة
وكنت أجوس بين الخراب كأفعى من نبات.
رأيت البشر بأردية واسعة
يجلسون على صخورٍ طحلبية
رؤوسهم منحنية
كتماثيل شلها البركان.
الماء جفَّ
ولم يأتِ الفجر.
ورأيت نفسي دون مرآة
بشعر أبيض منكوش
وجهي أصفر مثل ليمونة
وملابسي سوداء كالحبر.
قلت: هذا هو الشيطان.
دون نبل الخطيئة،
وشجاعة المعرفة.
منار ديب
الجمل
إضافة تعليق جديد