الإدارة الأمريكية تعمل على سيناريو (انقلاب القصر)

21-10-2006

الإدارة الأمريكية تعمل على سيناريو (انقلاب القصر)

الجمل:   المشهد العراقي المتطور، أصبح يؤكد الأطروحة النظرية بأن التغييرات النوعية المتراكمة تؤدي إلى تغيّر كمي.. وأبرز المعطيات الميدانية التي تؤكد هذه الحقيقة يتمثل في الآتي:
• تزايدت أحداث العنف والقتل (العشوائي)، ظاهرياً، و(المنظم) باطنياً بوساطة فرق الموت، التي تقف وراءها قوات الأمن العراقية، والتي تقف وراءها مخابرات قوات الاحتلال الأمريكي.
• تطور عمل المقاومة إلى مرحلة جديدة، بحيث انتقل من طور (اضرب واهرب)، إلى طور (اضرب واحتل)، على النحو الذي أصبح فيه مقاتلو الفصائل والميليشيات المسلحة يقومون باحتلال المدن، وإعلان قيامهم بأعمال السيادة، بدلاً عن الحكومة العراقية، وسلطات الاحتلال الأمريكية التي قامت بتنصيبها، وكان آخر الأمثلة على ذلك، قيام الميليشيات السنية بإعلان قيام دولة الإمارة الإسلامية، واحتلالهم لمدينة الرمادي، وأيضاً قيام ميليشيات جيش المهدي الشيعية باحتلال مدينة العمارة العراقية.
• إن عمليات احتلال المدن بواسطة الميليشيات وإعلان السيادة عليها قد تمت بعد مواجهات عسكرية شاملة ضد قوات حكومة نوري المالكي.
• ظلت قوات الاحتلال الأمريكية –بشكل مقصود- تعزف عن تقديم أي مساعدة لقوات أمن الحكومة العراقية.
على خلفية هذه المعطيات، يمكن القول: إن حكومة نوري المالكي قد اقتربت من نهايتها، وعلى ما يبدو ان سلطات الاحتلال الأمريكية أصبحت من أبرز المخططين لسيناريوهات القضاء على حكومة نوري المالكي.. وحول هذا المسلسل الدراماتيكي بدأت بعض المعلومات تظهر في الصحافة الأمريكية.
ويمكن التعرض لأبرز التكهنات على النحو الآتي:
- يقول توم ديسياتش، مستنداً إلى حوار صحفي حول الملف العراقي مع توني سنو المتحدث الرسمي للبيت الأبيض الأمريكي بأن الإدارة الأمريكية أصبحت على قناعة تامة بالآتي:
• عجز الإدارة الأمريكية في السيطرة على العراق.
• عدم الانسحاب من العراق.
• عجز حكومة نوري المالكي في حفظ الأمن، ودعم الوجود الأمريكي، وإزاء هذه القناعات الثلاث، يبدو واضحاً أن الإدارة الأمريكية تريد (القيام بشيء)..!!
تقول سابرينا تافيرنايس بأن الشيعة العراقيين الذي يشكلون 68% من إجمالي سكان العراق قد  أصبحوا يؤيدون بأغلبية ساحقة مقتدى الصدر، والذي أصبحت قواته –مليشيا جيش المهدي- بعد مواجهتها وهزيمتها لقوات حكومة نوري المالكي في العمارة على وشك الانتقال للمرحلة الثانية، والتي تتمثل في مواجهة القوات البريطانية الموجودة في جنوب العراق، الأمر الذي سوف يؤدي حدوثه إلى مواجهة القوات الأمريكية، وهو ما لا تريده سلطات الاحتلال الأمريكي، على الأقل في الفترة الحالية.
وعموماً يمكن القول: إن الأطروحة الرئيسة التي يمكن استنتاجها من الأداء السلوكي تشير إلى احتمال كبير بأن تقوم الإدارة الأمريكية بتنفيذ سيناريو انقلاب عسكري في العراق، وعلى نحو يأخذ شكل وصيغة نموذج (انقلاب القصر)، وهو نوع من الانقلابات سبق أن برعت في تنفيذه وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في الكثير من دول العالم الثالث، وبالذات في جنوب شرق آسيا، وأمريكا اللاتينية، وتهدف صيغة (انقلاب القصر) إلى دور وظيفي محدد يتمثل في الإبقاء على الوضع الراهن، مع مسحة تضفي (ضربة) صغيرة على الأوضاع، والسؤال المطروح حالياً، من سيقوم بتنفيذ هذا الانقلاب المدعوم أمريكيا، هل هو (وزير الدفاع) كما جرت العادة في انقلابات القصر، أم (نوري المالكي نفسه)، خاصة وأنه قام بزيارة ومقابلة زعماء الميليشيات.
- لاحظوا: رئيس وزراء يقوم بزيارة زعماء الميليشيات في مقراتهم، بدلاً من ن يأتوا هم لزيارته..!!

الجمل: قسم الدراسات والترجمة


 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...