البحرين: الحوار ينطلق بترحيب أميركي على وقع القمع الأمني و«مونولوغ» السلطة
أجّلت السلطات البحرينية أمس، النظر في قضية صحافيين «الوسط» السابقين إلى جلسة في 11 تشرين الاول المقبل، فيما يشارك أحدهم وهو مدير تحرير الصحيفة سابقا منصور الجمري في «الحوار الوطني» الذي انطلق أمس الاول في جلسة أولى افتتاحية اقتصرت على «مونولوغ» حكومي، بموازاة قمع مئات المتظاهرين المعارضين الذين تجمعوا في العاصمة المنامة رفضا للحوار، بعد تشييع معارض توفي الخميس الماضي متأثرا بجراح أصيب بها خلال احتجاجات شباط وآذار الماضيين.
وعيّنت محكمة بحرينية موعدا للنظر في قضية صحافيي «الوسط» السابقين المتهمين بنشر أخبار كاذبة، في 11 تشرين الاول المقبل، فيما يشارك احد الصحافيين المتهمين منصور الجمري في الحوار الوطني الذي انطلق السبت الماضي بترحيب أميركي.
وافتتح الحوار في المنامة السبت الماضي، رئيس البرلمان البحريني خليفة بن أحمد الظهراني منوها بـ«الفرصة التاريخية لنا جميعا لتجاوز هذه المرحلة الحساسة من تاريخ البلاد عبر الحوار»، وأكد أن الهدف «هو جمع وجهات النظر المختلفة لتطوير رؤى مشتركة»، مضيفا ان الحكومة تشارك في الحوار «من دون شروط مسبقة».
وبعد جلسة افتتاحية امتدت حوالي 45 دقيقة، غادر المشاركون الـ 300 بمعظمهم قاعة الحوار. ومن المتوقع أن يلتقي المشاركون 3 مرات أسبوعيا في جلسات أولاها غداً. لكن مندوبي جمعية «الوفاق» المعارضة لم يخرجوا متفائلين من الجلسة الافتتاحية للحوار، وقالت بشرى الهندي «لقد بدأ (الحوار) كمونولوغ. لقد تم اعداد الاجندة مسبقا من الحكومة لاستبعاد النقاش حول القضايا الحساسة، كالانطلاق في عملية تحول البلاد إلى ملكية دستورية».
أما مندوبو جمعية «وعد» العلمانية المعارضة، فحضروا افتتاح الحوار، رافعين صورا للأمين العام للجمعية ابراهيم شريف المعتقل الذي يواجه حكما بالسجن 5 سنوات.
واستخدمت الشرطة البحرينية الغاز المسيل للدموع لتفريق تظاهرة من 500 شخص في مكان من المنامة غير بعيد عن دوار اللؤلؤة الذي كان مركز الاحتجاجات المعارضة سابقا. وتجمع المتظاهرون رافعين شعارات «لا للحوار»، بعد تشييع متظاهر معارض يدعى مجيد أحمد محمد توفي الخميس الماضي متأثرا بجراح أصيب فيها خلال الاحتجاجات الأولى، ليرتفع عدد القتلى إلى 32 منذ اندلاع الأحداث في شباط الماضي.
ورحب الرئيس الاميركي باراك اوباما ببدء الحوار الوطني في البحرين وبقرار جمعية «الوفاق»، الكتلة الرئيسية المعارضة، المشاركة في هذه «اللحظة المهمة». قال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني في بيان ان «الرئيس اوباما يرحب بانطلاق الحوار الوطني في البحرين الذي يشكل لحظة هامة وواعدة لشعب البحرين». واضاف البيان ان الولايات المتحدة «تحيي قرار جمعية الوفاق، اكبر مجموعة معارضة في البحرين، بالانضمام الى هذا الحوار».
وقبيل بيان البيت الابيض اصدرت وزارة الخارجية الاميركية موقفا مماثلا رحبت فيه بـ«قرار الوفاق، اكبر جمعية سياسية معارضة في البحرين، المشاركة في الحوار الوطني الذي اعلنه الملك حمد اخيرا». وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية مارك تونر ان «مشاركة الوفاق تضيف صوتا مهما للمعارضة السياسية البحرينية الى عملية يمكن ان تؤدي الى المصالحة والاصلاح. وتأتي باصلاحات تتجاوب والتطلعات المشروعة للشعب البحريني». واضاف تونر ان الحوار، فضلا عن اعلان ملك البحرين في 29 حزيران الماضي تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في القمع الدامي للاحتجاجات المناهضة للنظام، يعتبران دليلا على ان «حكومة البحرين تتخذ خطوات ملموسة يمكن ان تساهم في تعزيز الوحدة الوطنية والاستقرار».
إلى ذلك، سحبت الكويت وحدات بحرية ارسلتها في منتصف آذار الماضي الى البحرين، ضمن قوات «درع الجزيرة»، كما أفادت وكالة «رويترز» بأنه جرى سحب معظم القوات السعودية من الميدان.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد