البشير يرفض وجود قوة دولية في دارفور

يختتم رؤساء دول الاتحاد الافريقي اليوم اعمال قمتهم في بنجول بغامبيا التي يتوقع ان تصدر عنها سلسلة اجراءات تهدف الى معالجة الازمة في دارفور والصومال.
وحاول الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان امس اقناع الرئيس السوداني عمر حسن البشير بالتراجع عما وصفه باعتراضه «غير المفهوم» على نشر قوة للامم المتحدة لوقف اراقة الدماء في دارفور، لكنه لم ينجح وطلب من الرؤساء اقناعه. وقال أنان ان دارفور «واحدة من اسوأ الكوابيس في التاريخ الحديث». ودعا انان الاتحاد الافريقي الى عدم سحب قوة حفظ السلام التي ينشرها في اقليم دارفور السوداني، كما هو مقرر في 30 سبتمبر (ايلول) المقبل.

وقال انان في مؤتمر صحافي «نأمل في مواصلة العمل مع قوة الاتحاد الافريقي وتعزيز هذه القوة وسنجتمع الى الاطراف المانحة في بروكسل في 18 يوليو (تموز) لطلب المزيد من الدعم كي تستطيع هذه القوة مواصلة عملها بفعالية حتى يتم نشر قوات الامم المتحدة». وتابع انان على هامش قمة الاتحاد الافريقي في بنجول «ما زلت بطبيعة الحال ادعو الى نشر قوات دولية في دارفور»، مضيفا «اتفقنا على مواصلة الحوار» في هذا الشأن.

وقال الامين العام للمنظمة الدولية انه اجرى محادثات «معمقة» مع الرئيس السوداني عمر البشير الذي يعارض نشر قوات دولية على الاراضي السودانية. واضاف ان البشير وعده بأن يسلمه قبل نهاية يوليو (تموز) «خطته للاشهر الستة المقبلة» من اجل ايجاد حل للحرب الاهلية الدائرة في دارفور في غرب البلاد.

وقال أنان ان الاتحاد الافريقي يأمل في اقناع البشير بالسماح بنشر قوة فاعلة للامم المتحدة لتولي مهام حفظ السلام في نهاية سبتمبر بدلا من قوة للاتحاد الافريقي عليها عبء يفوق قدرتها وتفتقر للتجهيزات اللازمة وغير قادرة على منع حدوث ازمة انسانية في دارفور. لكن الزعيم السوداني اطلق سلسلة من الاعتراضات الشديدة على نشر قوات اجنبية كان احدثها يوم الخميس الماضي. ولن يكون ممكنا نشر هذه القوات دون موافقته. وقال الفا عمر كوناري رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي في كلمته الافتتاحية امام الاتحاد الافريقي المؤلف من 53 دولة ان على الاتحاد ان يتخذ اجراء عاجلا للتعامل مع الصراعين. من جهة أخرى ابلغ وزير الدفاع السوداني رؤساء تحرير الصحف والأجهزة الاعلامية السودانية ان موقف الرئيس عمر البشير الرافض لنشر اية قوات دولية في دارفور «نهائي» للحكومة السودانية واجهزتها المختلفة، وكشف عن ان حكومته واجهزة الدولة وضعت السيناريوهات اللازمة ضد اي فرض للقوات الدولية في دارفور، لكنه لم يكشف تفاصيلها.

وقال الفريق عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع السوداني في اجتماع تنويري عقده معهم في القيادة العامة للجيش السوداني بحضور وزير الداخلية والمدير العام لجهاز الأمن والمخابرات السوداني ان الرئيس البشير وهو القائد العام للقوات المسلحة، اعلن قراره رفض دخول القوات الدولية الى دارفور، وحدد التزامه امام الجماهير والوطن بأنه لن يجعل شبرا واحدا من السودان تحتله القوات الدولية.

وشدد حسين وهو من المقربين للرئيس البشير «اننا في القوات المسلحة جاهزون لتنفيذ قرار الرئيس» الذي قال انه «حظي بموافقة المجلس الوطني ومجلس الوزراء بالاجماع». وقال «لقد اعددنا انفسنا لكافة الاحتمالات ونحن جاهزون لكل الاحتمالات». وشدد «لن تدخل قوات دولية الى البلاد دون موافقتنا»، وقال ان القوات الدولية هي «استعمار جديد لن نرضاه للبلاد»، ومضى «سنتحمل المسؤولية الواقعة على عاتقنا بالكامل وان القوات المسلحة تدعم قرار القائد العام»، واضاف «ان المخاطر التي تستهدف البلاد تستدعي ان نتجاوز خلافاتنا السياسية من اجل سلامة الوطن. يجب الا يرتفع اي صوت فوق صوت الوطن وان الوطن فوق كل الاصوات»، ونوه الى ان الامم المتحدة بعد توقيع اتفاق السلام كان يجب ان تدعم السلام بدلا من السعي من اجل القوات الدولية. من ناحيته قال البروفسور الزبير بشير طه وزير الداخلية ان حكومته بدأت الان «المنازلة الدبلوماسية مع اللاعبين الكبار في المجتمع الدولي حول رفض الحكومة للتدخل الدولي في دارفور»، واضاف «وربما تحول الامر الى منازلة عسكرية». وكشف الفريق صلاح عبد الله المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات السوداني ان الحكومة لها خيارات اخرى لحل المشكلة وهي ترفض اي خيار يفرض عليها، واعتبر ان قرار الرئيس البشير بمثابة «فخر واعتزاز لرئيس دولة السودان». وفاجأ يسن عمر الامام رئيس تحرير صحيفة «رأي الشعب» الناطقة باسم حزب المؤتمر الشعبي المعارض بزعامة الدكتور الترابي الاجتماع بأنه شخصيا يرفض التدخل الدولي في دارفور وان حزبه على ذات الموقف، وطالب الامام وهو من المقربين من الترابي الحكومة بضرورة توحيد الجبهة الداخلية والجلوس مع الاحزاب والمنظمات السياسية والحوار حتى يقف كل الشعب ضد القوات الدولية.

المصدر: الشرق الأوسط