البوطي يحذر من جشع بعض التجار الذي قد يؤدي بالبلاد إلى عواقب وخيمة
حذر العلامة محمد سعيد رمضان البوطي من جشع بعض التجار الذي قد يؤدي بالبلاد إلى عواقب وخيمة في هذه الظروف أهمها انهيار القوة الشرائية واختناق الفقراء بحبال المحنة التي تعصف بالبلاد لافتا إلى أن الخطورة تكمن في أن هذه المحنة تشكل منحة للآخرين الذين يوظفون أيام الشدة لاستجرار مزيد من المال لجيوبهم أو صناديقهم.
وقال البوطي في خطبة الجمعة .. إن هناك أقواتا أنبتتها أراضينا بفضل وإنعام من الله أو حاكتها وأبدعتها أيدي أشخاص من أمتنا ولم تستقدم من الخارج ولم تستجر من بلد عدو ومع ذلك هناك من يتعامل معها على أنها بضائع خارجية مشيرا إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا المقام بأن من لا يرحم لا يرحم وأن التراحم هو لحمة سعادة الأمة.
وحذر البوطي من ممارسات بعض التجار الذين يلملمون الأقوات من الأسواق كلها ويبتاعونها من تجار الجملة حيثما وجدوا ليدخروها ويحتكروها ويتربصوا بها الغلاء بدلا من أن يقدموها للمحتاجين مستغربا أن كثيرا من هؤلاء يزرعون الطريق إلى مكة والمدينة ذاهبين آيبين في كل عام عدة مرات ومنهم من يصلون ويصومون ولعلهم لا يعلمون بأن الدين إنما هو المعاملة.
وبين البوطي أن البعض يجعل المحنة التي تمر بها البلاد خانقة عبر ممارساته في مجال القطع أو النقد الأجنبي إما بالتهريب إلى من ينفخون في نيران الحرب والعداوة والبغضاء ليتمتعوا بها كأرصدة في بلادهم أو عبر إخفاء هذا القطع ليصار إلى رفع سعره لا بشكل طبيعي ضمن العرض والطلب ولكن في سياق هذا التخطيط الإجرامي.
ونبه البوطي إلى أن استمرار البعض في هذا النهج الظالم سيؤدي بالبلاد نحو الانقسام لقسمين الأول يمثله الأغنياء المترفون ودأبهم أن يستجروا المال من جيوب الفقراء الذين يجمعون قروشهم وليراتهم بعرق جبينهم ليدخروا المزيد ثم المزيد والثاني يمثله الفقراء وهذا من شأنه أن يجعل هذه المحنة تذهب لتقبل إلينا أخرى.
وقال البوطي إن من هؤلاء من يضيقون ذرعا بكلامي كما ضاقوا ذرعا من قبل ولعل الواحد منهم يتمنى لو أطربته بالحديث عن أخطاء الدولة ونقد المسؤولين بدلا من الحديث عن نقائصهم وما أذكر به وإن القلب ليعتصر ألما من هذا ولعلي لو فعلت ذلك لعددت بنظرهم من الأبطال وممن حققوا الجهاد الأعظم الذي يتمثل بكلمة حق عند سلطان جائر ولكني أقول إن كلا من المنطق والشرع يقول لنا لكل مقام مقال.
وختم العلامة البوطي بالقول .. إن هذه المحنة ما وفدت إلينا إلا وفي داخلها نعمة فكل ما يأتي من عند الله خير ولكنه إما أن يكون خيرا ظاهرا أو مقنعا وإن من مظاهر الخير الكامن بهذه المحنة التي هبت لتثبت أن الله أنقذ كثيرا من الناس إلى الحق بعد الضياع وألهم كثيرا من التائهين للتوبة بعد شروط وأنه أصلح كثيرا من أمورنا بعد انحراف.
المصدر: سانا
إضافة تعليق جديد