الحدث السوري يلقي بظلاله السوداء على صناعة الدراما
يتساءل المشاهد العربي الذي تعلّق بمشاهدة المسلسلات السورية التي بلغت ذروة انتشارها في السنوات الأخيرة، ماذا سيقّدم الســوريون في موسم المسلسلات المقبل بحلول شهر رمضان المبارك بعد نحو شهر ونصف شهر.
ويتساءل المشاهد، هل تسنّى للمؤلفين والمنتجين والمخرجين السوريين أن يعدّوا أعمالاً ومسلسلات قبل أن تندلع الأحداث في بلدهم منتصف آذار (مارس) الماضي؟ وإذا ما كانت شركات إنتاج انطلقت باكراً في الإعداد لتحافظ الدراما السورية على ما وصلت إليه من نجاح وانتــــشار، فهل لا يزال هذا العمل صالحاً في ظل ما شهدته سورية من تطورات وأحداث، خصوصاً أن كثيراً من المسلسلات السورية التي «ضربت» في السنوات القليلة الماضية تضمنت قصصاً من تاريخ النضالات السورية والعربية في وجه المستعمرين، إضافة طبعاً إلى سرد الأمجاد التي عرفها العرب والحنين إليها وتمنية النفس بعودتها في يوم من الأيام.
وكذلك هل تمكّنت تلك المؤسسات من تسويق ما أنتجته وهل تمكن المعنيون في التلفزيونات العربية من زيارة سورية للاطلاع على ما هو جديد وإبرام صفقات مع المنتجين.
أسئلة كثيرة تتبادر إلى ذهن المشاهد، بخاصة أنه لا يزال يتابع على فضائيات عربية بعضاً من تلك المسلسلات التي يعاد بثها. ولا شك في أن بعضها يلقى متابعة خصوصاً من الجمهور الذي يعجز ككل عام عن متابعة كل المسلسلات وهي بالعشرات في رمضان، فيشاهد بعضها ويترك أخرى إلى بقية أيام السنة.
وفي الوقت ذاته، يتابع المشاهد نفسه الأخبار من مدن سورية ومحافظاتها ولا يعرف تماماً أي الأنباء يصدّق. هل يعتبر أنباء الإعلام الموجّه على أنّه الحقيقة المطلقة، أم يصّدق الأنباء الآتية عبر الإنترنت من «فايسبوك» و«يوتيوب» وسواهما من المواقع - التي تلجأ إليها تلفزيونات نظراً إلى صعوبة وصول المراسلين إلى أمكنة الأحداث أو لموقف مسبق من النظام - خصوصاً بعدما ثبت بالأحداث والوقائع أن بعضها مضلل ومدسوس واستطاع أن يوقع محطات ووكالات أنباء ويدفعها إلى الاعتذار من المشاهدين... ناهيك بقضية «أمينة» الفتاة السورية التي شغلت الرأي العام الفايسبوكي بالأنباء التي تنشرها من سورية ثم بتوقيف أجهزة الأمن لها، وتضامن عشرات الآلاف معها، ليس فقط إنترنتياً، بل أن مؤسسات إعلامية عريقة دخلت في المعمعة، ليتنبه مختلق الشخصية ومؤلف المواقف والأحداث، وهو طالب أميركي مقيم في اسكتلندا أنه أثار ضجة، فكشف هويته واعتذر، قائلاً إن غايته التضامن إنسانياً مع السوريين.
أياً تكن الغاية وراء هذه الأعمال والأنباء ومن يقف وراءها، فإن النتيجة التي أسفرت عنها هي إظهار الإعلام مضللاً ومغرضاً أحياناً ولا ينقل الحقائق بتجرد، علماً أن الإعلام المحترف حين يتمكن من أن يطأ أرض الحدث لا يمكن أن يكون لأفلام اليوتيوب وأنباء الفايسبوك مكان في عمله. لكن في المشهد الراهن لا شيء ينفع في تغيير الصور... وإن أعدّ لها لاحقاً عشرات المسلسلات التلفزيونية.
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد