الدولـة الفلسطينية مقابل ضم إسرائيل لـ«الأطلسي»

11-07-2009

الدولـة الفلسطينية مقابل ضم إسرائيل لـ«الأطلسي»

شدد مستشار الأمن القومي الإسرائيلي الدكتور عوزي أراد في مقابلة مطولة مع ملحق صحيفة «هآرتس» على رفض وديعة رابين بشأن هضبة الجولان وقال إن على إسرائيل البقاء في عمق الهضبة حتى في ظل السلام. وتتسم أقوال أراد هذه بالأهمية، لأنه بين أقرب المقربين لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي رفع في حملته الانتخابية وولايته الحالية راية صد الخطر الإيراني كأولوية وجودية.
وبعد يوم من كشف والد نتنياهو عن حقيقة أفكار ابنه عن السلام وشعار دولتين لشعبين يبين أراد أنه لا يرى شركاء للسلام الحقيقي في المنطقة، معتبراً أن الدولة الفلسطينية قد تقوم في العام 2015، ولكن بشكل هوليودي وحينها ستنضم إسرائيل إما إلى حلف الناتو أو ستبرم حلفاً دفاعياً مع الولايات المتحدة.
وكتب آري شافيت في «هآرتس» تمهيداً للمقابلة أن أراد عاد قبل مئة يوم إلى الصرح المقدسي الذي تدار منه دولة إسرائيل. حيث يعمل في حكومة نتنياهو في وظيفة مزدوجة: مستشار سياسي ورئيس هيئة الأمن القومي. واعتبر أن النفوذ الذي يملكه أراد هائل، لأنه يمسك بالملف الإيراني. وهو من يدير الحوار الحساس مع الولايات المتحدة، كما أنه الشخص الأقرب لنتنياهو وهو ما دفع البعض للاعتقاد بأنه غدا الرجل الأقوى في الاستراتيجية الإسرائيلية الحالية.
وقال أراد في المقابلة حول السلام مع الفلسطينيين إنه «للأسف الشديد لم نفلح في دفع العرب لاستيعاب حقنا في الوجود. والرفض العربي والإسلامي للاعتراف بشرعية إسرائيل يكون أحياناً مكبوحاً وغائماً وأحياناً فظاً وعنيفاً. ولكنه في كل الأحوال جارف. ولم ألتق بشخصية عربية مؤهلة لأن تقول بهدوء ووضوح أنها تقبل بحق إسرائيل بالمعنى التاريخي وبإقرار عميق. لذلك كان من الصعب التوصل إلى تسوية إسرائيلية فلسطينية حقيقية تلغي معظم الصراع. وأنا لا أرى أنه يمكن في السنوات القريبة خلق واقع مختلف يرغب فيه الكثير من الإسرائيليين».
وشدد أراد على أنه لا يرى عند الفلسطينيين «صيرورة تقارب حقيقي من التسليم بإسرائيل والسلام معها». وقال إنه لا يرى قيادة فلسطينية ونظاماً فلسطينياً «وإنما هناك منظومة غير مرتبة للقوى والأجنحة. ولكن قد يأتي يوم يقول فيه أحدهم إنه يريد إخراج مشهد. ويقول إنه مهندس مشاهد ويريد أن يخلق حدثاً. وخلال ثلاث سنوات، يعقد أربعة مؤتمرات أنابوليس، ويجري ثلاثة عمليات فصل، وبتقنية عالمية. وحينها فجأة نجد دولة فلسطينية في العام 2015. طوابع، استعراضات، احتفالات، يمكن أن يحدث ذلك. ولكنه هيكل هش. كومة أوراق. التسوية مبنية على أسس ضعيفة. ولكن يمكن حدوث ذلك. يمكن نشوء دولة فلسطينية».
وأضاف أنه بعد الوصول إلى اتفاق الدولة مع الفلسطينيين يجب منح إسرائيل عضوية حلف الأطلسي وتحالفاً عسكرياً مع الولايات المتحدة كـ«شيء مقابل شيء».
وأشار إلى أنّ «كل من لديه عينان في رأسه يرى أنه يوجد فشل قيادي فلسطيني، ولا يوجد (أنور) سادات فلسطيني ولا يوجد (نلسون) مانديلا فلسطيني». ورأى أراد أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس «ليس فظاً مثل (الرئيس الراحل ياسر) عرفات، وليس منفلتاً ومتطرفاً مثل حماس، وبالإمكان أن يكون هناك أسوأ منه. لكن حتى عنده لا ألاحظ وجود اهتمام وإرادة للوصول إلى نهاية الصراع مع إسرائيل، بل على العكس فهو يحافظ على ادعاءات أبدية ضدنا ويشعلها».
وفي الشأن السوري اعتبر أراد أن «المشكلة مختلفة. فقد أصرت معظم حكومات إسرائيل على البقاء على هضبة الجولان. كما أن هذا هو موقف غالبية الجمهور وغالبية أعضاء الكنيست. والموقف يرى بأنه إذا كانت ستكون تسوية إقليمية فإنها تسوية ستبقي إسرائيل على هضبة الجولان وفي عمق هضبة الجولان. ... ينبغي أن تكون هذه نوعية التسوية. تسوية في عمق الجولان». واعتبر أن هذا التواجد الإسرائيلي يجب أن يبقى حتى في ظل السلام، لأنه يجب القول بشكل قاطع نعم للسلام لا للتخلي عن الجولان.
ورفض أراد فكرة «وديعة رابين»، وقال إن نتنياهو «طلب من وارن كريستوفر (وزير الخارجية الأميركي في عهد الرئيس كلينتون) إعادة الوديعة. وهذا ما حدث. في رسالته تعهد كريستوفر بأن الوديعة غير سارية». واعتبر أن موقف نتنياهو من هذه المسألة «كان أن على إسرائيل البقاء على هضبة الجولان بعمق عدة أميال، والأميال أكبر من الكيلومترات. وإذا رسمت خطاً بين جبل الشيخ والحمة بعمق عدة اميال فستجد أن هذا يبقي لك الكثير جداً من هضبة الجولان من الجنوب حتى الشمال».

حلمي موسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...