الرئيس الأسد بمجلة Paris MATCH الفرنسية
خصصت مجلة Paris MATCH الفرنسية الباريسية الأسبوعية, بعددها الصادر البارحة الخميس 4 كانون الأول 2014 للصحفي المتنقل, والذي سمي ممثلهم بدمشق Régis le SOMMIER, أربعة صفحات منها صفحة ونصف كاملة تمثل صورة للرئيس السيد بشار الأسد جالسا بمكتبه تجاه الصحفي المذكور.. حيث دارت المقابلة بالإنكليزية دون مترجم.. مباشرة.
وفي الأمسية السابقة أي مساء الأربعاء, قامت عديدة من القنوات الفرنسية الخاصة بمقابلات عابرة قصيرة للصحفي الفرنسي المذكور تمهيدا لبيع أكبر عدد من هذه المجلة الأسبوعية المعروفة.. والتي نشرت البارحة صباحا بغلاف ملون زاه بصورة للرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي, الذي يعود لساحات العمل السياسي, مع آخر زوجاته المغنية كارلا بروني Carla BRUNI.. وبخط صغير بالأسفل تعلن المجلة عن المقابلة مع الرئيس الأسد والتي لم أجدها في الفهرس.. حيث كانت في صفحات الداخل من رقم 94 لغاية 97, بعد المقالات العديدة المتنوعة عن الموضة والفنانين وعودة ساركوزي والفيضانات التي تشغل العديد من المناطق الفرنسية.. يعني يريدون إظهار أن المقابلة مع الرئيس الأسد.. كانت حدثا عاديا.. لكنها كانت صريحة.. وأجوبة الرئيس الأسد كانت واضحة.. واعتقد أن الصحفي وإدارة المجلة قد اختصرا غالبها واختارا نشر المواضيع التي تشبه طعم الماء.. يعني حيادية كاملة.. لا تحمل كثيرا من الطعم الذي يترك أي أثر لدى قارئ المجلة العادي وليس لديه أي ظمأ أو رغبة للمعرفة... ولكن كلمات الرئيس الأسـد وغالب أجوبته كانت ــ وما رأيت القليل منها على الشاشة ــ متزنة واثقة ثابتة. وأن الدكتور بشار الأسد ليس (متعربشا) أو متمسكا بالسلطة للسلطة... لا قبل الأحداث ولا أثناءها.. ولا عندما تنتهي... وما من أحد يعرف اليوم متى سوف تنتهي.. نظرا لاستمرار الغرب والعربان والأتراك بالمخادعة ودعم داعش بأشكال مباشرة وغير مباشرة.. حتى لا تنتهي هذه الحرب الغبية الآثمة ضد سوريا..وخــاصــة حكومة الولايات المتحدة الأمريكية... وهو اليوم (أي الرئيس الأســـد) مثل ربأن باخرة بقلب عاصفة أو بالأحرى تسونامي رهيب مفجع.. هو مسؤول عن الركاب (الشعب السوري) ولا يسمح لنفسه بأي شكل من الأشكال, التخلي عن هذا الشعب قبل عودة الأمان الكامل.. وأما عن زيارته القديمة لفرنسا بإحدى أعياد الثورة الفرنسية (14 تموز) أيام ولاية الرئيس ساركوزي السابقة.. أجاب أنها كانت علاقات ديبلوماسية بتدخلات أمريكية وقطرية, لاجتذاب صداقة السلطات السورية وفصلها عن علاقات الصداقة والتحالف مع إيــران آنــذاك.. محاولات فشلت.. مما أدى إلى انعكاس السياسة الفرنسية التي تــمــاشــت تبعيا للأوامر والديكتات الأمريكي وسياساتها الاعتدائية المعروفة في المنطقة.
ثم تطور حديث المقابلة عن زوجة الرئيس السيدة أسـمـاء الأســد.. وكيف تعيش مع أولادها محاصرة بدمشق.. وعن أحاديث الرئيس وزوجته عن هذا الخراب وهذا الضباب والسواد الذي يهيمن على البلد.. وكيف أن السيدة أسماء والتي كانت ممثلة اللباقة والأناقة العالمية والعلاقات الاجتماعية والديبلوماسية تعيش محاصرة بدمشق. أجاب السيد الأسد أنه مع زوجته, ليسا محاصرين, وزوجته تابع نشاطها الإنساني المعروف باستمرار.. وخاصة بهذه الأزمة.. أما أولادهم فإنهم يشرحون لهم ــ ضمن المقبول ــ بالنسبة لأعمارهم ما يمكن شــرحه ..وكيف أن السيدة أسماء تهتم بأولادها كجميع الأمهات السوريات بهذه الفترة الأليمة الصعبة.
هذه المقابلة.. رغم أن الإعلام الفرنسي بكامله, من تلفزيون وراديو وصحافة ورقية.. وخاصة Paris MATCH, لم يكونوا على الإطلاق خلال هذه السنوات الأربعة من الأزمة السورية, لا أنصاف ولا حتى ربع حياديين منصفين مع السلطات السورية الحالية.. وخاصة مع رئيسها الحالي السيد بشار الأسد.. ولا حتى ما ندر من المصداقية الإعلامية والإنصاف... وكانت دائما معلوماتها مستقاة من النشرات الحكومية الفرنسية أو الناتوية أو من دكان حقوق الإنسان الموجود في لندن لسمان يدعى رامي عبدالرحمن... ولكن أن تنشر Paris MATCH اليوم بشهر كانون أول 2014 أربعة صفحات مع بشار الأســد.. رغم أن المقابلة لم تنشر بكاملها وكامل نصوصها المسجلة. فإني أعتبره خطوة إيجابية.. يدل على بعض انفتاح (ضئيل) إيجابي جديد, ببعض وسائل الإعلام الغربية.. وهل هذا يعني أن وسائل الإعلام هذه, ومن يديرها ومن يمولها, والحكومات التي تشجع خطوطها وسياساتها الرئيسية.. بدأت تفهم أن اتجاهاتها وسياساتها وأساليبها ومخادعاتها ومخابراتها.. كانت خاطئة.. ولم تثمر غير الموت والخراب.. ولكنها لم تغير صمود الشعب السوري, رغم أكثر من ربع مليون قتيل, وأربعة ملايين مهجر.. ومدن وقرى كاملة مهدمة متفجرة مهجورة.. وما زالت ســوريـا وشعبها ورئيسها واقفة... وأن من سلحوهم ودربوهم وشجعوهم وحرضوا مشاعرهم وأحقادهم الدينية.. وفتحوا لهم الأبواب والنوافذ والطاقات والخنادق والمزاريب, للقتال ضد الشعب السوري والسلطات السورية والجيش السوري.. لـم تغير صمود الشعب والبلد.. ويريدون كعاداتهم الاستعمارية القديمة.. وخاصة عندما بدأت هذه الجحافل الإرهابية تهدد مصالحهم بكل مكان في العالم, وعلى نفس أراضيهم... أن يغيروا بوصلة أساليبهم وتحديد "عدوهم الجديد" والذي يبدو بالنشرات " الرسمية " أنـه داعش اليوم...وتسرب الأخبار عن عدد المقاتلين الداعشيين الآتين من فرنسا, والذين يقاتلون على الأرض السورية ومشاركتهم بكل الفظائع اللاإنسانية الناتجة عنها... من يدري؟؟؟... تــغــيــرات... انفتاحات؟؟؟ علاقات جديدة؟؟... مصالح مشتركة جديدة؟؟؟... من يدري؟ السياسة اليوم.. بــراغــمــاتــيــة... يعني بلا مبدأ ولا عقيدة ثابتة.
***********
على الهامش :
France 24
ــ هذه القناة الفرنسية الرسمية بنسختها العربية, والتي تمارس من أربعة سنوات الــدس المفتوح المدروس المتواصل ضد ســوريا.. والتي يعمل فيها عديد من قارئي نشرات الأخبار (ولم أكتب الصحفيين) من أصول شمال إفريقية (تونس ــ الجزائر ـ المغرب) والذين يتكلمون ضمن إمكانياتهم اللغة العربية الفصحى. غالبهم تعلمها في جامعات دمشق أو اللاذقية أو حلب مجانا بمنح مختلفة متعددة مختلفة من الحكومة السورية, لجميع الاختصاصات العلمية والاقتصادية والأدبية.. ومنها دراسات لغوية عربية... ومن هؤلاء سمعت البارحة صباحا بنشرة تعليقية, سمعت أحد جهابذة هؤلاء (المحللين) من قارئي التعليقات.. قائلا: أن الشبكات العديدة التي تحيط بالحكم السوري بذلت جهودا علاقاتية وإعلامية جبارة, ليحصل الرئيس بشار الأســد على هذه الواجهة الإعلامية.. وأن هذه المقابلة لم تقنع كثيرا الشعب الفرنسي... علما أن Paris MATCH توزع اعتبارا من الساعة السابعة صباحا.. وأنا اشتريتها الساعة التاسعة.. ولا يمكن بهذا الوقت وزن الرأي العام الفرنسي عما كتبته هذه المجلة.. إلا إذا وضعت هذه القناة مركز دراسات إحصائية لدى مئات آلاف بائعي الصحف والمجلات في فرنسا.. لتسأل الناس عن رأيهم فيما كتب عن بشار الأسـد... ولا حاجة لتخدير الشعب الفرنسي مرة إضافية بهذا الموضوع.. وعن الأزمة السورية... إذ أن وســائل الإعلام الفرنسية بكاملها دون استثناء, لا تترك أية فرصة إلا وتقلب كل حقيقة حقيقية رأسا على عقب مما يجري على أرض الوطن السوري...ما عدا بعض الوسائل الإعلامية على النت لليمين الفرنسي المتطرف.. والتي تحاول من وقت لآخر التدخل بالنقاشات التي تدور ببعض الحلقات الحيادية الإعلامية حول ما يجري بسوريا وفي المشرق... وخــاصــة أن داعــش أصبحت اليوم عقدة المخاوف من الإرهاب الذي يهدد الدول الأوروبية كلها...
ولكن هل توصلوا إلى فــك وفهم والتعرف على تركيبات هذه العقدة وسرطاناتها المتفرعة؟؟؟... لست ادري... لست أدري...
بــــالانــــتــــظــــار.......
غـسـان صــابــور ــــ لـيـون فــرنــســا : الحوار المتمدن
إضافة تعليق جديد