السيسي يعزّز «أسطوله»... بطائرة جديدة
بعد أيام قليلة من دعوة الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، رئيس الحكومة ووزرائها، إلى جمع مزيد من الأموال لمصلحة «صندوق تحيا مصر»، الذي فشل، منذ إطلاقه، في جمع الـ 100 مليار جنيه الموعودة نتيجة نقص التبرعات والتمويل، كانت الرئاسة المصرية تعمل على إتمام صفقة لشراء طائرة رئاسية جديدة تتجاوز قيمتها 400 مليون دولار، مع اقتراب خروج الطائرة الرئاسية من الخدمة بعد 25 عاماً من بدء تشغيلها في عام 1995. ولم يُكشف النقاب عن طريقة تمويل ثمن الطائرة التي ستكون بمثابة قصر الرئيس الطائر، وأحدث ما يمتلكه بعد القصور الرئاسية التي شيّدها في السنوات القليلة الماضية، وكلّفت مليارات الجنيهات. وبحسب البروتوكول الأمني المتّبع منذ عقود، يكون للرئاسة المصرية طائرتان من الطراز نفسه، وبالمواصفات نفسها، ما يعني أن بإمكان الرئاسة شراء طائرة أخرى من طراز «B747-8» المعروفة باسم «جامبو جيت». وفي حال الالتزام بالبروتوكول الأمني، سيبلغ ثمن الطائرتين أكثر من 800 مليون دولار، أي ما يعادل نحو 13 مليار جنيه مصري (نحو 13% من الأموال التي أُنفقت لدعم الاقتصاد خلال فترة وباء «كورونا»، وهو ما يعادل نحو ربع الدعم التمويني السنوي للمواطنين خارج منظومة دعم الخبز).
الإعلان عن الطائرة العائدة ملكيّتها لشركة «لوفتهانزا» التي عرضتها للبيع قبل عامين بسبب عدم جدوى تشغيلها تجارياً، خرج من ألمانيا، فيما سيتمّ اختيار فريق مدرّب بعناية لقيادتها، كونها تختلف عن طائرة «إيرباص» الرئاسية الحالية. وسيستغرق وصول الطائرة الجديدة إلى مطار القاهرة، عدّة أسابيع، إذ تحتاج إلى تجهيزات من الداخل، تجرى في الولايات المتحدة حالياً، لتضمّ قاعة اجتماعات ومطعماً وغيرهما من المستلزمات الفنيّة التي تحتاج إليها الجولات الرئاسية، فضلاً عن حاجتها إلى عملية صيانة دورية يُتوقّع أن تكون تكلفتها مرتفعة، في ظلّ ارتفاع أسعار قطع الغيار الخاصة بالطائرة. ويفيد مصدر في رئاسة الجمهورية المصرية، «الأخبار»، بأن الطائرة الجديدة ستحطّ في مطار القاهرة خلال أسابيع قليلة، بعد الانتهاء من تجهيزها من الداخل، لتصبح جاهزة لنقل الرئيس والحكومة، مع تخصيص مكان للحراسة التي ترافق رئيس الجمهورية في رحلاته. ووفق المصدر، هناك تعليمات صادرة للإعلام المصري بتجاهل المسألة بشكل كامل وعدم التعليق عليها نهائياً، فيما تجري صياغة ردّ دبلوماسي للرئيس المصري في حال سؤاله عن الطائرة خلال لقاء إعلامي يُتوقّع أن يجريه على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وجرى إبرام الصفقة التي بدأ التفاوض في شأنها بداية العام الجاري، فيما يُعتقد بأن الرئاسة تجري مفاوضات لصفقة مماثلة على طائرة أخرى مع إحدى الدول الآسيوية التي تمتلكها ولا تستخدمها، علماً بأن تفاصيل السداد المالي لقيمة الطائرة لم تكشف بعد. والطائرة الجديدة هي أحدث صفقات الطائرات الرئاسية، بعد نحو خمس سنوات من صفقة طائرات صغيرة فخمة، وعددها 7، وصلت إلى مصر من شركة «داسو» الفرنسية، وتنتمي إلى طراز «فالكون x7»، بقيمة تقدّر بحوالى 300 مليون يورو للطائرة الواحدة.
إضافة تعليق جديد