الشباب ورسائل الجوال
أصبحت الرسائل الموجهة عبر الهاتف النقال, الشغل الشاغل لغالبية الشباب يتم من خلالها إرسال الأخبار والنكات وآخر الرنات وأحدث الأغاني..
وعلى الرغم من أن البعض يرى ضرورة وجود مثل هذا النوع من التقنية للحفاظ على سرعة التواصل, وتقليل النفقات ويرى البعض الآخر عدم أهميتها طالما استخدمها الشباب في موضوعات سطحية وسخيفة.
يقول كنان القائد هندسة الكترون: أنا مع الرسائل التي يتم إرسالها عبر الهاتف المحمول, لأنها توفر الوقت والمال خصوصاً في المناسبات العامة كالأعياد حيث يتعذر علينا زيارة جميع الأهل والأصدقاء بسبب الامتحانات ويكون تبادل التهاني أمراً ضرورياً لا بد منه ولاسيما ونحن في عصر السرعة, ولا مجال لإهدار الوقت طالما أن هناك وسيلة سهلة وممتعة تقوم بالغرض نفسه وبأقل تكلفة.
وترى سهى خليل أدب فرنسي: أن الرسائل الهاتفية جميلة وممتعة, فالتقنيات العالية في هذه الجوالات تمكن من إرسال صورة كوميدية أو معبرة, تسهم في إدخال السرور في نفس المرسل إليه, وتخرجه من الروتين القاتل الذي يحاصر الجميع, وهي تساعد على تبادل المعلومات والنكات والأخبار والتواصل بين الأصدقاء دون الحاجة للقائهم يومياً, وهذه الرسائل أعطت الكثيرين الفرصة للتعبير عن مشاعرهم بإرسال بيت شعر, أو مقطع من أغنية بعد أن كانوا عاجزين عن هذا التعبير بسبب الخجل أو عدم معرفة الطريقة المثلى لتوصيل مشاعرهم.
لكن وعد الأسعد أدب عربي تقف ضد هذه الرسائل بعد أن أصبحت غريبة ومزعجة تقول:
لقد انتشرت بين الشباب وتم استغلالها من قبل البعض بصورة رخيصة ومبتذلة لا تتناسب مع مسافة الاحترام الواجب بقاؤها بين الشباب, ومن المفترض أن نستفيد من هذه التقنية في إرسال رسائل سريعة وعاجلة للخروج من موقف يكون عامل الوقت فيه شيئاً أساسياً, ويجب ألا تستخدم إلا للضرورة, لأن ما يحدث الآن ليس تقليصاً للنفقات, بل أصبح الشباب يستخدمونها في موضوعات سخيفة أو مضحكة خالية من الجدية, بل تكون في أغلب الأوقات غير ضرورية ولا معنى لها سوى المزاح أو المقالب وكأنها تحولت إلى لعبة أطفال في أيدي الكبار.
وتوافقها الرأي زميلتها دعاء العلي وتضيف: أنا ضد استخدام هذه التكنولوجيا كوسيلة للتعبير عن المشاعر لأنها تضعف الشخصية, والتعبير عن المشاعر بصورة مباشرة يكون أصدق من إرساله عبر الأجهزة الباردة ولا يجوز لأي شخص أن يستخدم الرسائل للخروج من مأزق في حالة الاعتذار عن الخطأ للتعبير عن إحساس صادق.
ويرى خالد أوسو آداب- فلسفة: إن استخدام الرسائل الهاتفية لتناقل الأغاني بهذا الكم الهائل أصبح ظاهرة عشوائية مملة, قال: إن الأغاني رغم مستواها المتدني أحياناً فهي تصدح من الجوالات بشكل عشوائي ومزعج.. يتناقلها الشباب عبر الرسائل إضافة إلى صور ومقاطع فيديو مركبة عن الفنانين تدعو للخجل, وهذا يدل على فراغ عريض وقلة في الذوق, وأنا ضد استخدام هذه الرسائل لتناقل الصور المبتذلة والنكات السطحية والسخيفة التي يتداولها الشباب دون مراعاة لأي مشاعر أو أصول, حيث صار شغلهم وهمهم آخر نكتة, وأحدث صورة أو أجمل أغنية أو رنين.
رويدة عفوف
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد