الشراكة السورية الأوروبية تنتظر الإسبان

19-10-2009

الشراكة السورية الأوروبية تنتظر الإسبان

استبعد مراقبون محليون، في دمشق، أن يتم التوقيع على اتفاق الشراكة السورية الأوروبية في 26 تشرين الأول الحالي، وذلك رغم إعلان السويد، الرئيسة الحالية للاتحاد الأوروبي، هذا الموعد رسميا للتوقيع، وتسليمها الجانب السوري رسالة بهذا الصدد.
وعلم مؤخرا أن موقف الحكومة السورية من الاتفاق يعتبر أنه «ما زال بحاجة للمزيد من الدراسة»، ولاسيما بعد عقد من التفاوض بين الجانبين، لم يخل من شد وجذب تبعا للتطورات السياسية. وينص هذا التقييم للموقف من الشراكة والتطورات المرتبطة بعملية التفاوض بشأنها على أن الحكومة السورية «ستدرس بنود الاتفاق بدقة قبل أن تقرر التوقيع»، بحيث يمكن بعد ذلك رفع مذكرة للجانب الأوروبي بهذا الرأي.
وكان موقف شبيه عبر عنه وزير الخارجية وليد المعلم، خلال لقائه وزير الخارجية الاسباني ميغيل أنخيل موراتينوس الأسبوع الماضي، حين طلب منه متهكما «أن يشرح له» ما يعنيه الاتفاق الجديد الذي وافقت عليه رئاسة الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن دمشق قد لا تنتهي من الدراسة في زمن الرئاسة السويدية للاتحاد، وهذا يمكن أن يمتد لزمن الرئاسة الاسبانية، بداية العام المقبل.
وقال (د ب ا) نائب رئيس الحكومة السورية عبد الله الدردري، امس، إن المهلة التي اعطاها الاتحاد الاوروبي لسوريا من أجل التوقيع على اتفاق الشراكة «غير كافية «، لأن الاتفاق يحتاج لمدة أضافية كافية لدراسته قبل التوقيع عليه، مطالبا «الاتحاد الاوروبي بمزيد من الوقت بغية تفنيد الاتفاق ودراسته وتدقيقه».
ويخشى اقتصاديون سوريون من أن يترك تنفيذ الاتفاق أثرا سلبيا على الاقتصاد المحلي، خصوصا في مجال الصناعات والتصدير، إضافة لتأثيره المباشر على الطبقة الوسطى الأكثر اتساعا في سوريا.
وسوريا هي آخر بلد متوسطي يوقع على اتفاق الشراكة في إطار عملية برشلونة في العام 1995، إذ استغرق التفاوض ثماني سنوات قبل التأشير بالأحرف الأولى على الاتفاق في تشرين الأول العام 2004، وبعدها تم تجميد الاتفاق بطلب فرنسي، وفي تموز العام 2008 أخرجت باريس الاتفاق من «الثلاجة» وفق تعبير أحد المسؤولين الفرنسيين، وأدخلت بعض التعديلات التقنية على نص الاتفاق، وتم تأشير النص المعدل بالأحرف الأولى في 14 كانون الأول الماضي في دمشق.
وبعدها، عرقلت بعض الدول الأوروبية، وخاصة هولندا، السير في إجراءات التوقيع على الاتفاق، ما دفع دمشق الى اتخاذ موقف حاسم عبر عنه المعلم مؤخرا في باريس، معلنا أن «الكرة الآن في ملعب الأوروبيين». وقال «عليهم أن يخبرونا عندما يتفقون في ما بينهم»، مؤكدا أن سوريا لن تقبل اتفاقا بشروط سياسية، كما ترفض دمشق أن يكون للاتفاق أي علاقة بالشأن الداخلي السوري باعتباره شأنا سياديا لا علاقة للخارج به.

زياد حيدر

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...