الصدمات اختبار للزواج السعيد

09-08-2009

الصدمات اختبار للزواج السعيد

جون غوتمان: الأزمة الاقتصادية مدعاة للسعادة الزوجيةذكرت مجلة تايم الأميركية أن والد عالم النفس الأميركي جون غوتمان توفي في الفترة التي أعد فيها جون نفسه للزواج، تاركا الابن يغرق في صدمة من من الحزن الذي لا يطاق، والذي حل في قلبه محل فرحة العمر المنتظرة.

وأضافت تايم أن تلك التجربة القاسية أسهمت في المقابل في إقباله على الزواج في موعده، وملأت حياة الزوجين بالسعادة والهناء.

وقالت المجلة إنه كان يمكن لغوتمان تأجيل موعد حفل زفافه وإنه قد لا يلومنه أحد إزاء ذلك التأجيل، وأضافت أن العريس قرر التغلب على أحزانه عبر تشوقه أكثر فأكثر للقاء عروسه.

ويقول غوتمان وهو أحد أبرز الباحثين في شؤون الزواج والسعادة الزوجية في الولايات المتحدة إن "زوجتي ساعدتني في التغلب على أحزاني". ويضيف أنه تمكن عبر رباط الزوجية من التخلص من مرارة الحزن المفاجئ الذي ألم به.

وتمضي تايم إلى أنه لا يمكن أحيانا للمرء تفادي حدوث عوامل محزنة كفقدان الوظيفة أو المرض أو اشتعال نيران هائجة في الغابة قبل أربع وعشرين ساعة من موعد الفرحة الكبرى.

وبينما ترى الكثير من الدراسات والأبحاث أن الأحزان وعوامل الإجهاد الأخرى في الحياة قد تفاقم من المشاكل الزوجية وقد تؤدي إلى الطلاق وانفراط عقد الزوجية، ترى دراسات أخرى كثيرة أن الصعوبات قد تزيد من متانة رباط الزوجية.

وترى الدراسات أن الأوقات الصعبة من شأنها أحيانا تقوية العلاقة بين بعض الأزواج، وحمايتها ضد أن تهتز أو تتأثر.

وفي حين تشير معلومات مستقاة من فترة الكساد الكبير إلى أن تردي الأوضاع الاقتصادية أسهم في زيادة متانة رباط الزوجية عند أولئك الذين كانوا يحافظون على علاقات قوية قبل الأزمة الاقتصادية، يبشر غوتمان بأن ذلك يشمل المتزوجين الذين ارتبطوا حديثا وواجهوا أزمة البطالة أو فقدان الوظيفة العام الماضي. 

ويرى خبراء مختصون أن المصاعب والأحداث المفاجئة في بداية الزواج من شأنها تقويته، وأنها تشكل اختبارا قيما للمحبة بين الطرفين.

وتتساءل تايم بشأن من سمتهم الأزواج غير المحظوظين والذين تسيطر عليهم المشاكل والأوهام بشأن علاقاتهم في اللحظة التي ما شهدت سنوات بداية رباطهم سوى لحظات السلام والسعادة.

ويرى خبراء أنه بإمكان الأزواج إصلاح علاقاتهم عبر الدعم المتبادل واستعداد الطرفين للتضحية وتقديم كل منهما اهتمامات شريكه على اهتمامات نفسه، في سبيل العودة إلى أجواء المحبة والوئام وبالتالي الحفاظ على ديمومة رباط الزوجية.

ويحذر الخبراء أيا من الزوجين إزاء افتعال أزمات بهدف اختبار محبة الآخر، ويضيفون أن المشاكل الزوجية إنما تحل بالصبر وتنجلي عبر الزمن، ويذكرون بأن الحياة الزوجية مدعاة للصحة ولفوائد نفسية لا تكاد تحصى.

يشار إلى أن الباحث غوتمان مر بتجربة زواج فاشلة، وأنه تزوج بأخرى وهي أخصائية في علم النفس. ويدير الزوجان مركزا للاستشارات الزوجية، ويجريان أبحاثا في منتجع سياحي في مدينة سياتل.

ويحتوي المنتجع على غرف نوم وصالات تسلية ومكاتب مجهزة بكاميرات وأجهزة مراقبة لقياس دقات القلب وحركات الإنسان وأشكال تعرقه، في سبيل قراءة أفكار وعواطف مئات الأزواج الذين تطوعوا للمشاركة في إعداد دراسات مطولة بشأن العلاقة الزوجية.

وشكلت نتائج تلك الدراسات أساسا لكتاب ألفه الباحث غوتمان، وأطلق عليه "الأسس السبعة لإنجاح الزواج".

المصدر: الجزيرة نقلاً عن مجلة تايم

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...