الصومال يبحث عن دور عربي
يبدو أن معظم الصوماليين لا تحدوهم آمالا كبيرة في إمكان أن تسفر محادثات الخرطوم، التي ستعقد ابتداءً من يوم الاثنين المقبل تحت مظلة الجامعة العربية ومنظمة دول «الإيغاد»، عن تحقيق اختراق كبير في جدار الخلافات أو على الأقل تحجيمها.
وقال رئيس المجلس التنفيذي لـ«المحاكم الإسلامية» الشيخ شريف شيخ احمد: «نحن لسنا متفائلين أو متشائمين، لكن لدينا شكوكاً عميقة وقوية في أن تستجيب الحكومة الانتقالية لرغبة الشعب الصومالي في التخلي عن خطتها لجلب قوات حفظ سلام من أوغندا والسودان».
ويطرح شيخ احمد رؤية مغايرة لطبيعة هذه القوات، معتبراً أن نشر «قوات حفظ سلام إسلامية من دول ليست لديها أي خصومة تاريخية مع الصومال ولم تتورط في مستنقعه السياسي، قد يكون أمراً مقبولاً بالنسبة لنا». ولاحظ أن هناك معارضة متزايدة لدخول قوات أجنبية إلى الصومال، لكن إعطاء هذه القوات مظهراً إسلامياً قد يسهل بقبول المحاكم الإسلامية لها، على حد تعبيره.
لكن المتحدث الرسمي باسم الحكومة الصومالية عبد الرحمن ديناري قال، في المقابل، إنه «لا غنى عن دخول قوات من السودان وأوغندا، وعلى المعارضين أن يطرحوا بديلاً عملياً وموضوعياً».
ورأى ديناري، من جهة أخرى، أنه «قد يكون صحيحاً أن الدور العربي في الصومال غير مكتمل المعالم وينطوي على مبالغات كثيرة، لكن من المهم أن تلتزم الدول الأعضاء لدى الجامعة العربية تنفيذ مقررات القمم العربية السابقة في شأن الصومال».
وفي هذا الصدد، قال شيخ أحمد إنه شخصياً «مستعد للتعاون مع أي جهد عربي لمنع استمرار الدائرة المفرغة التي تسير فيها الأزمة الصومالية، على اعتبار أن العرب تاريخياً لم يسيئوا للصومال، فضلاً عن المصالح السياسة والاستراتيجية بين الطرفين».
أما مندوب الصومال الدائم لدى الجامعة العربية وسفيرها في القاهرة عبد الله حسن، فرأى أن «العرب يتكلمون كثيراً ويفعلون القليل تجاه الصومال. نشعر بخيبة أمل ونأمل أن يتغير هذا الوضع في المرحلة المقبلة».
في غضون ذلك، أعلن نائب وزير الدفاع الصومالي صلاد علي جيلي امس، أن ثلاثة نواب صوماليين تعرضوا «للخطف» على ايدي الاسلاميين اثناء توجههم من مقديشو الى مقر الحكومة في بلدة بيدوة، إلا أن الاسلاميين الصوماليين نفوا هذا الأمر قائلين إنهم منعوا النواب من الوصول الى مقر الحكومة المؤقتة لحمايتهم من القوات الإثيوبية هناك.
الى ذلك، افادت مصادر بين الاسلاميين والسكان، بأن ميليشيا «المحاكم الاسلامية» استولت مساء اول من امس على بلدة ساعكو جنوب الصومال، وبذلك وسعت نفوذها في هذه المنطقة.
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد