الغرب ضد الديمقراطية : سورية نموذجاً
الجمل - إيلينا غراموفا- ترجمها عن الروسة: مظهر عاقلة:
في سورية بدأت عملية تسمية المرشحين للإنتخابات الرئاسية، فقد أعلن مجلس الشعب السوري يوم 3 حزيران تاريخً للتصويت داخل الأراضي السورية و 28 أيار للمواطنيين السوريين المقميين خارج أراضي الجمهورية العربية السورية.
وبموجب القانون على المرشحين أن يكونوا قد أتموا 40 عاماً ومن أبويين سوريين ومقيم في سوريا 10 سنوات متواصلة -وهو مطلب معقول-فرئيس الدولة يجب أن يعيش هموم الناس ومصالحهم وتطلعاتهم لا مصالح الأجنبي.
وبالفعل بدأت عملية تسجيل المرشحين فقد أعلن رئيس مجلس الشعب محمد جهاد اللحام أسم المرشح الأول ماهر عبد الحفيظ حجار.
وجاءت ردة فعل الساسة الغربيين من السخف لدرجة إدانة إجراء الإنتحابات الرئاسية في سوريا,حيث صرح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون :أن الإنتخابات يمكن أن تضر بالعملية السياسية وهي تعيق آفاق حل سياسي للأزمة.
أما رئيسة الدبلوماسية في الإتحاد الأوروبي كاترين أشتون تحدثت عن عدم شرعية الإنتخابات في سوريا وأنها لاتنوي الإعتراف بها.
المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني صرح بأن الإنتخابات صورة زائفة للديمقراطية ولكن في نفس الوقت أضاف هذا المنافق بأن واشنطن لاتزال تنظر إلى الحل السياسي كسبيل وحيد للخروج من الأزمة السورية.
ومن المستغرب أن ينظر البيت الأبيض إلى الحل السياسي كأمر شرعي ولا ينظر إلى الإرادة الحرة للشعب في إختيار ممثله على أنها الشرعية الحقيقية,فسدة الحكم في أي عملية سياسية لاتتم الإعن طريق الإنتخابات.
في رأى نائب رئيس وزارة الخارجية الأمريكي مارك سيموندز :إن الملايين من السوريين الفارين من منازلهم ويعيشون في الخارج لن تتوفر لديهم الفرصة الحقيقية للإدلاء بأصواتهم, والإنتخابات التي لاتجري على الأسس و المعايير القانونية نتائجها لاقيمة لها وسوف تكون بلا مصداقية.
الحديث عن الإنتخابات بأنها بلامعنى لعدم قدرة السوريين في الخارج على التصويت لا علاقة له بالواقع وتم دحض هذه الإدعاءات من خلال قانون الإنتخابات نفسه عندما أتاح الفرصة للمواطنيين القائمين خارج القطر بالتصويت ابتداءً من 28 أيار الأمر الذي يتيح للمهاجرين الوقت الكافي للإدلاء بأصواتهم,الإ إذا كانت الولايات المتحدة ستمنع السوريين القاطنيين على أراضيها من حقهم في التصويت,ولكن الصعوبة المحتملة للسوريين تكمن في البلدان التي طردت موظفي السفارة السورية من أراضيها وتقع هذه الغلطة على عاتق الدول التي طردت الدبلوماسيين السوريين لا على الحكومة السورية, والسؤال الذي يطرح نفسه إين الديمقراطية بالنسبة لتلك الدول.
كثير من النقاد والمحللين من جميع مشارب الأرض إتهم الرئيس الأسد بالتمسك بالسلطة وعدم رغبته بإجراء إنتخابات حرة للحفاظ على منصبه,ولكن هذا الزعيم وعلى شكل غير متوقع أظهر للجميع أنه لايتمسك بالسلطة وأعطى الشعب القرار بإنتخاب رئيس البلاد وفق الوسائل الشرعية والدستورية.
وهنا نذكر أنه وبحسب القانون الحالي يتم إنتخاب الرئيس لمدة 7 سنوات ,وكانت الإنتخابات السابقة في تموز 2007 عن طريق الإستفتاء والتي تنتهي في تموز هذا العام,إن إلغاء الإنتخابات الحالية يشكل إنتهاكاً صارخاً للدستورية,ومن المستغرب وقوف الغرب مع هذا الإنتهاك ودفع القيادة السورية لكسر هذا القانون وتجاوز مبادئ الديمقراطية وحرية التعبير للمواطنيين.
لم يكن هناك سابقة في التاريخ حين حاولت القوى الخارجية بوقاحة التدخل في العملية الإنتخابية في أي بلد,كانت هناك بعض الحالات عندما طالب الغرب من بلدان أخرى بالدعوة لإجراء إنتخابات مبكرة وهو في الواقع مخالف لقواعد القانون وتدخلاً سافراً في الشوؤن الداخلية للدول ذات السيادة,ويتناقض مع ميثاق الأمم المتحدة.
وهنا يمكننا القول إن إجبار الدولة السورية على إلغاء الإنتخابات والتي تقام من الناحية الدستورية هراء.
المعايير المزدوجة للغرب حالة دائمة وليست طارئة,الإنتخابات المقرر إجراؤها في أوكرانيا -يدرك الغرب بأنها غير شرعية ولاتستند إلى الدستور, ووفقاً لإتفاق السلام بين الحكومة والمعارضة في اوكرانيا ينبغي أن تعقد هذه الإنتخابات في ديسمبر 2014 "أما وفقاً للدستور فهي عام 2015" ومع ذلك نكست المعارضة الأوكرانية على القانون والإتفاق تحت رعاية واشنطن واتحاد الأوربي.
ليس من المستغرب إن السياسين الأمريكين يستمرون بإلقاء اللوم على جانب واحد فقط في الصراع وهو الحكومة السورية.
المتحدثة بإسم الوزارة الخارجية الأمريكية جين بساكي وبطريقتها المعتادة قالت:أن الدعوة للإنتخابات في الواقع تبدو كاذبة ,فالوقت الذي يستمر فيه النظام بقتل الناخبين الذين يدعي تمثيلهم.
ولكن السيدة بساكي لم تتعرض لإنتهاك العصابات المسلحة في الأحياء السكنية من قصف للهاون في دمشق والهجمات الإرهابية التي ضربت مؤخراً حمص وكسب وحلب,بل تتهم بكل وقاحة الحكومة السورية بكل الأحداث في الأزمة السورية ,الإ أن إتهامات السيدة بساكي لاتعدوا أكثر من عنصر من عناصر الهجوم النفسي لتبرير بيان سخيف يدين الإنتخابات في سوريا.
الإرادة لدى الحكومة السورية تسعى لحل جميع القضايا من خلال الوسائل السياسية والإنتخابات العامة,في حين المعارضة المدعومة من أمريكيا والغرب في حالة من الذعر من منافسة الأسد في الإنتخابات وتعمل بشكل ممنهج في قتل السوريين الأبرياء.
24\04\2014
تُرجم من المصدر: http://topwar.ru/45252-zapad-protiv-demokratii.html
الجمل
إضافة تعليق جديد