الغلاء يغلق أفواه الفقراء.. وأشياء أخرى

19-10-2008

الغلاء يغلق أفواه الفقراء.. وأشياء أخرى

غلاء في الأسعار وقدرة شرائية متدنية للمستهلك والانخفاض في الأسعار لم تلمس آثاره حتى الآن إلا في نواح محددة فقد لمس مربو المواشي والدواجن انعكاسات انخفاض أسعار الأعلاف عالمياً ووصلت أسعار الانخفاض إلى السوق المحلية لأن استهلاك الأعلاف يومي إضافة لعدم وجود مخزونات كبيرة من الأعلاف فما يتم استيراده يوزع خلال أسبوع بعد وصوله المرفأ أيضاً لمست شريحة تجار البناء الانخفاض الكبير الذي طرأ على أسعار الحديد فقد تراجع سعر طن الحديد من 65 ألف ليرة إلى 39 ألف ليرة وهذه المادة ليست ذات استهلاك يومي ولا تدخل في معاش الناس ومستوى حياتهم المادية أما المواد الأساسية التي تشكل السلة الغذائية اليومية للأسرة كالسمون والزيوت والألبان والأجبان والحليب والرز فلم يطرأ عليها أي انخفاض باستثناء مادة الرز التي تراجعت أسعارها بعض الشيء. ... لكن في نفس الوقت ارتفعت أسعار الحليب والأجبان والبيض والحليب والفروج ولكل مادة أسباب مختلفة لكن العلة تتركز في الدخول الضعيفة للمستهلكين والتي هي غير قادرة على تلبية إلا الاحتياجات الأساسية وبشيء من شق الأنفس ويعود السبب في ذلك أيضاً إلى تكوين المجتمع السوري الذي يتصف بالفتوة فنسبة الإعالة تقدر وفقاً للمصادر الرسمية بنسبة واحد إلى خمسة وفي بعض الأرياف تصل إلى سبعة وتسعة إلى واحد فالجميع يتحدث عن الغلاء ويشكو من ارتفاع الأسعار والكثير من التجار والباعة يشكون من انخفاض معدلات التداول والجمود لكن في نفس الوقت هناك طبقة قادرة تستطيع توفير كل احتياجاتها دون عناء فحول مسألة الركود يؤكد العديد من المختصين أن تجارة المفروشات والأثاث تعد في طليعة المهن التي تعاني من الجمود وقلة التداول وكذلك تجارة المنازل لكن في نفس الوقت لازالت الفوائض المالية تتجه نحو الاستثمار في الأراضي والمحلات التجارية وإذا عدنا إلى الأعلاف فإنه يلاحظ تواصل التراجع في أسعارها فالشعير تراجع إلى 15 ل.س والصويا إلى 23.5 والذرة إلى 14 ل.س والقمح إلى 18.5 ل.س والتبن إلى 17ل.س لكن هذا التراجع لم ينعكس في أسعار البيض والفروج... بل على العكس ارتفعت أسعار المادتين بسبب قلة الإنتاج لأن الأزمة الكبيرة التي تمثلت في الارتفاع الجنوني لأسعار الأعلاف اضطرت المئات من مربي الدواجن إلى تقليص حجم القطيع تخفيفاً للخسائر، رغم أن الكميات المسموح بتصديرها يومياً من البيض لا ينفذ منها سوى الربع تقريباً والسبب الأساسي في ارتفاع أسعار البيض إلى 155ل.س للصحن الواحد يعود إلى قلة الإنتاج ويتوقع مع بدء موسم البرد وانخفاض درجات الحرارة أن يخرج عدد جديد من المربين من هذه المهمة بسبب المبالغ الطائلة اللازمة لتدفئة الهنكارات وكذا الأمر بالنسبة للفروج أما بالنسبة للحوم الحمراء فقد ارتفع سعر لحم البقر إلى 400 ل.س وذكر العواس الحي إلى 175 ـ 185 ل.س. والسبب فتح باب التصدير براً إلى دول الخليج العربي. ‏

أما بالنسبة للخضر والفواكه فقد باتت أسعارها ثقيلة على المستهلكين الخارجين من شهر الصوم ومن متطلبات عيد الفطر فكغ البندورة والباذنجان يتراوح بين 25 ـ 35 ل.س والخيار بين 25 ـ 40 ل.س والكوسا بين 30 ـ 50 ل.س أما البرتقال فتبدأ أسعاره من 25ل.س وتنتهي بـ 65 ل.س والتفاح الشتوي بين 40 ـ 75 ل.س. ‏

البعض يرى أن التدخل الايجابي في الحد من ارتفاع الأسعار يكون ناجحاً إذا ترافق بتحريك لدخول الناس لكي يتمكنوا من تلبية احتياجاتهم الأساسية ويستندوا في ذلك إلى الواقع وهنا يمكن أن نذكر بحديث للسيد وزير الاقتصاد والتجارة قبل نحو عامين عندما أكد أن 70% من دخل الأسرة السورية ينفق من أجل تلبية الاحتياجات الغذائية وهنا يمكن أن نتساءل عن مصير الـ 30% الباقية من الدخل الشهري لكل أسرة فهناك متطلبات تسديد فواتير الهاتف الأرضي والخليوي ـ الماء ـ الكهرباء ـ التدفئة ـ الغاز ـ الصحة.... الخ. ‏

أخيراً بيع غرام الذهب في السوق السورية يوم أمس كما قال السيد جورج صارجي رئيس جمعية الصاغة والمجوهرات بـ 1045ل.س وتم صرف الدولار بـ 46.50 واليورو بـ 63.75ل.س. ‏

ويتوقع السيد صارجي أن يطرأ ارتفاع كبير في أسعار الذهب لأن أصحاب رؤوس الأموال قد يتجهون بعد أزمة المصارف العالمية إلى التوجه لشراء كميات كبيرة من الذهب لتعويض خسائرهم.

 

 

المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...