القاعدة تعلن مسؤوليتها عن تفجيرات الجزائر

12-04-2007

القاعدة تعلن مسؤوليتها عن تفجيرات الجزائر

 لقي 30 شخصا حتفهم يوم الاربعاء في تفجيرين في العاصمة الجزائرية أعلنت القاعدة مسؤوليتها عنهما وأثارا المخاوف بخصوص احتمال انزلاق البلاد من جديد الى دوامة العنف السياسي الذي عصف بها في التسعينات.

ودمر أحد الانفجارين جزءا من واجهة مقر رئيس الوزراء عبد العزيز بلخادم في وسط العاصمة وقال شهود انه كان هجوما انتحاريا. وقالت وكالة الانباء الجزائرية الرسمية ان تفجيرا ثانيا وقع في منطقة باب الزوار بالضواحي الشرقية للمدينة.

وأعلن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي مسؤوليته عن تفجير العاصمة الجزائرية في بيان على الانترنت وقال ان 45 شخصا قتلوا فيه.

ولم يتسن على الفور التثبت من هذا الاعلان لكن الجماعة التي عرفت في السابق باسم الجماعة السلفية للدعوة والقتال أعلنت مسؤوليتها عن عدد من الهجمات ضد قوات الامن والاجانب في الجزائر منذ يناير كانون الثاني.

وقال منير بوجمعة رئيس تحرير صحيفة ليبرتيه الناطقة بالفرنسية ان المهاجمين استهدفوا مكتب رئيس الوزراء لانه "مركز التجارة العالمي" الجزائري بمعنى أنه هدف ذو قيمة رمزية كما حدث في برجي نيويورك اللذين استهدفا في سبتمبر أيلول عام 2001.

وأدان الامين العام للامم المتحدة بان جي مون بشدة ما وصفه بالتفجيرات "الارهابية" المؤسفة في الجزائر.

وذكرت مصادر مستشفى ان عدد القتلى في الانفجارين بلغ 30 قتيلا. أما وكالة الانباء الرسمية فقد قالت ان عدد القتلى 24 والمصابين 222.

ووقفت ليلى عيساوي البالغة من العمر 25 عاما تبكي بالقرب من المبنى الحكومي وقالت "اعتقدت ان الانفجارات في الجزائر العاصمة انتهت.. كنت مخطئة تماما ولا أستطيع أن أتقبل هذا."

وسقطت الجزائر في براثن العنف عام 1992 بعد أن ألغت السلطات المدعومة من الجيش انذاك انتخابات برلمانية أوشك حزب سياسي اسلامي على الفوز بها. وسقط ما يصل الى 200 ألف قتيل في أعمال العنف بعد ذلك.

وانحسرت وتيرة أعمال العنف في الاعوام الاخيرة بعد صدور عفو عن العديد من المتشددين ولكنها ما زالت مستمرة في المنطقة الجبلية شرقي العاصمة.

وقال مقيمون في العاصمة يوم الاربعاء ان هذه هي المرة الاولى منذ التسعينات التي تستهدف فيها قنبلة قوية وسط المدينة حيث شددت الشرطة الاجراءات الامنية بعد تصاعد لهجمات المتشددين في الريف.

وأحدث الانفجار الذي وقع عند مقر رئيس الوزراء فجوة في المبنى متعدد الطوابق وهشم النوافذ وأدى الى تناثر الحطام فوق السيارات على مسافة عشرات الامتار من المكان.

وقال جزائريون ان هذا أول تفجير انتحاري في الجزائر.

وأبلغ بلخادم الذي بدأ منذ أسابيع حملته الانتخابية استعدادا للانتخابات البرلمانية المقررة في 17 مايو أيار التلفزيون الجزائري أن الذين نفذوا التفجيرات هم ارهابيون.

وقال انهم يريدون احداث ضجة اعلامية مشيرا الى أن هذا قد يؤثر على الاقتصاد. وأضاف أن منفذي الهجمات يريدون اعادة الجزائر مرة أخرى الى "سنوات الحزن .. لكن الشعب يريد السلام والامن".

وخلال الدقائق التي تلت تفجير وسط العاصمة فرت جموع من الرجال والنساء من موقع الحادث وهم يصرخون وقال الاهالي انهم يخشون أن يكون المهاجمون يخططون لتفجير اخر هناك.

وحمل المسعفون الضحايا وقد غرقوا في دمائهم وبدت عليهم اثار حروق على محفات وبأيديهم الى خارج المقر الحكومي.

وقال المحامي طاهر بن طالب "هذه كارثة.. هذا ارهاب دولي. انه ينذر بخطر داهم على جنوب أوروبا وشمال أفريقيا."

وقال المحلل الجزائري أنيس رحماني ان التفجيرات تبدو وكأنها رد على الهجمات المتزايدة التي يشنها الجيش على المتشددين الاسلاميين المسلحين في منطقة بجاية الجبلية شرقي العاصمة.

وقال منير بوجمعة "من الواضح أن المتمردين ومنذ أن انضموا الى القاعدة أصبحوا يختارون الاهداف الرمزية والصاخبة مثل المقر الحكومي الذي يمكن أن يكون بصورة ما مركز التجارة العالمي الخاص بنا."

وقال الرئيس الفرنسي جاك شيراك ان التفجيرات "مروعة". ووصفت بنيتا فيريرو فالدنر مفوضة الاتحاد الاوروبي للعلاقات الخارجية التفجيرات بأنها همجية

وفي القاهرة أدانت جماعة الاخوان المسلمين كبرى حركات المعارضة المصرية التفجيرات ووصفتها بأنها "اجرامية".

وجاء في بيان صادر عن مكتب مهدي عاكف المرشد العام للاخوان حصلت رويترز على نسخة منه أن "الجماعة اذ تدين هذه الاعمال التي لا تمت الى الاسلام بصلة فانها تجدد رفضها لكافة أعمال العنف والقتل والتدمير."

كما أدان عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية في بيان "التفجيرات الارهابية" وقال انها "لا يمكن تبريرها."

المصدر: رويترز

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...