القمح المبرعم يصلح ما أفسده الزمن
لما كانت التلوثات البيئية ولاسيما الغذائية منها أخذت في تدمير الصحة العامة للبشر بمختلف العلل، وصولاً الى الولادات المشوهة جسدياً والمعوقة ذهنياً وماإليهما.
فإن رعاية الأطفال يجب أن تبدأ والحالة هذه قبل ولادتهم. وذلك بالعمل على تخليص الآباء والأمهات في أبدانهم ونفوسهم وأعصابهم من مختلف العلل والأعراض الصحية والنفسية التي تسببها التلوثات، وذلك لحماية فلذات أكبادهم من شرور تسرباتها إليهم إرثاً شرعياً عنهم. فبتحليل (15) عينة من حليب البقر ومشتقاته وحليب النساء المرضعات ودهن الإنسان، ثبت أنه بقي أثر للمبيدات في جميع العينات بنسب بلغ بعضها أقل من الحد الأقصى وبعضها الآخر أعلى منه، انظر مجلة المبيدات والناس في عالم جائع ـ العدد 12 لعام 1984 .
ومالهؤلاء الآباء والأمهات من وسيلة صائبة لتحقيق رسالتهم الإنسانية هذه في أبنائهم إلا أن يتناولوا هم أولاً مايقدرون عليه من الأغذية الحية، وأفضلها القمح المبرعم. وذلك قبل الحمل بما لايقل عن شهرين فأكثر.فلماذا؟
ذلك لأن الأغذية الحية هذه تخلص الآباء والأمهات من سموم الأغذية الميتة بأسمدتها الكيميائية وهرموناتها ورشوشها السامة مما يؤمن لهم سلامة أبدانهم من مختلف الأعراض الصحية، ويؤمن لهم الهدوء النفسي، ما يحقق للأطفال قبل الحمل وبعده مايلزمهم من الشروط الصحية والنفسية لسلامتهم العامة.
وإذا مااستمرت الأمهات بخاصة على التعامل مع القمح المبرعم على دعم بما يتوافر لها من الأغذية الحية أثناء الحمل ومنه حتى الفطام فإن ذلك يحقق للأطفال فرص سلامة أبدانهم من مختلف العلل، وصولاً بهم الى اكتساب المناعة اللازمة لحمايتهم من مختلف العلل الجرثومية وماإليها من الأمراض.
ولكن ماذا عن هذه الرسالات الإنسانية للقمح المبرعم؟
أولاً: ولنبدأ برسالته العظمى مع الأطفال
لقد نصحت العديد من الآباء والأمهات من أقاربي ومعارفي أن يتعاملوا مع القمح المبرعم قبل الحمل لشهرين فأكثر. فولد لهم على علمي أكثر من عشرة أطفال يتحلون جميعاً بمختلف المميزات الجسدية والمواهب الذهنية والمقومات الشخصية، وقد أثبت في دراستي القمح المبرعم ومنافعه ثلاث رسالات شكر لي من آباء طفل وطفلتين تراوح أعمارهم اليوم بين (10 ـ 11) سنة.
ويطيب لي أن أقتبس هنا بعض الفقرات من شهادة واحد من هؤلاء الآباء.
قال الدكتور أبو لما: (لما) من مواليد 1996
ولدت بصحة جيدة وبنية متناسقة ثم أخذت مواهبها تتفتح عاماً بعد عام على ذكاء وقوة ذاكرة ولباقة اجتماعية وقوة شخصية، فلا تسمح بالاعتداء على أشيائها ولاتتعدى على أحد، وفي الثالثة من عمرها أخذت ترد على الهواتف وتعرف أصحابها من معارفنا، كما أخذت تحفظ الأغاني العربية والأجنبية للأطفال من التلفزيون ثم أخذت تحفظ السور القرآنيةالصغيرة. ومن طرفها العديدة: إنها أخذت مرة تشكو مني لسبب ما وهي في الرابعة من عمرها فسألتها ألا أحبك يالما؟ فأجابت إنك تحبني ولكنك لاتحترمني فسألتها كيف؟ قالت: إنك ترفع صوتك علي..انظر ص (83 ـ 85) وما أحسب أن فتى أو فتاة بضعفيّ عمرها وأكثر قد فرّق بين الحب والاحترام.
وهنا يطيب لي أن أتساءل؟
هل كانت هذه العبقريات كامنة في حبة القمح المبرعمة؟
فأجيب كلا
إن العبقريات الإنسانية وماإليها من اللياقات البدنية والمعجزات الدماغية والعقلية، إنما هي كامنة في قوله تعالى في سورة (التين/4)
«لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم».
وذلك بما غرسه الله تعالى في المصممات الذاتية لكل إنسان من مضامين الحسن والتقويم في بدنه ونفسه وعقله وروحه بما فيها العبقريات.
ولكن لما كانت الإنسانية قد بدأت بالانحدار الى أسفل سافلين بما تنتجه من مختلف الأسمدة الكيميائية والرشوش السامة وماإليها من الملوثات الحضارية الهوائية والمائية.... فقد ظلت تلك العبقريات قابعة في عتمات هذه التلوثات في الآباء والأمهات والأطفال تحت أغطية داكنة من الغفلة والإهمال.
وهكذا الى أن جاءت النجدة بحبات القمح المبرعمة النشيطة الذكية التي تستقبل كل عبقرية في الآباء والأمهات منذ بداية الحمل بالمزيد من التأهيل والترحيب. فتمد حبة القمح المبرعمة هذه كل عبقرية بما يلزمها من الفيتامينات والأنزيمات والمعادن وماإليها طوال تسعة أشهر، وعندما ترحل هذه العبقرية تستقبلها حبات القمح المبرعمة أيضاً في أثداء الأمهات ومطابخهن آخذة بها الى رحاب الحياة، مزودة بطاقات كامنة لاحدود لها من القدرات الجسدية والذهنية والفيوضات النفسية والروحية. مشاريع رسل من العباقرة والعبقريات، صعوداً بالبشرية من حضيض (أسفل سافلين) مع التلوثات العصرية، إلى قمتها (في أحسن تقويم) مع القمح المبرعم. فتبارك الله أحسن الخالقين.
القمح المبرعم وتحسين النسل والمجتمع
لقد عرضنا آنفاً مايكفي لإقناع القارئ بكفاءة حبة القمح المبرعمة لتحسين النسل وصولاً بالأطفال والطفلات إلى رحاب العبقريات على دعم بشهادة عدل من أحد الآباء. وما أحسب إلا أن ثمة عشرات شهود عيان، إن لم أقل المئات من الآباء والأمهات الذين أصبحوا يمجدون هذه الحبة المقدسة، كلما تطلعوا الى ملامح وجوه أطفالهم النضيرة وتعاملوا مع مكارم أخلاقهم الفطرية، وتعايشوا مع قدراتهم الدماغية، على اعتزاز بمواقعهم الريادية في قمم الامتحانات المدرسية. فلولا القمح المبرعم لما استطاعات مشاريع هذه العبقريات أن تقهر سموم التلوثات الغذائية الحضارية المعاصرة للحصول عل هذه المكاسب اللامحدودة.
وإذا لم يكن ذلك كذلك، فلماذا تكتظ اليوم مشافي الأطفال في قطرنا السوري، لابل وفي سائر أقطارنا العربية وغيرها. بمختلف المعوقين والمشوهين وأصحاب العلل الجسدية والنفسية، وماإليها؟
ولماذا هذا الضعف العام في ذاكرات الأطفال ومن إليهم من اليافعين والشبان، على مقاعد المدارس من ابتدائييها حتى جامعييها؟
وهكذا إلى عشرات (لماذا)؟
وإذاً لماذا لايقتدي الآباء والأمهات اليوم بمن سبقوهم من الذين تعاملوا مع القمح المبرعم قبل الحمل وبعده، فكانت لهم ولهن مشاريع عباقرة، تبتهج بهم القلوب. وسوف يعتز بهم وطنهم يوماً ما، وسيباركهم مجتمعهم بما سيقدمون له من الجهود والجهاد والتضحيات، لإصلاح وترميم ماأفسدته التلوثات البيئية في تصرفات الناس من مختلف الانتماءات والاختصاصات والمواقع لصالح أنانياتهم الذاتية على حساب المصالح العامة.
فما أكثر ماتشكو اليوم وسائل الإعلام الفضائية وغير الفضائية من هذه المظاهر المضطربة في المجتمعات العربية، مما لم يكن له نظير من التردي قبل منتصف القرن الماضي، وبالتالي قبل التلوثات العصرية.
الحياة الأسروية بين سلبيات وإيجابيات الأغذية:
أولاً ـ حول سلبيات الأغذية الميتة
يطيب لي أن أقتبس هنا فقرة من كتاب (العلاج بعشب القمح) عن والدين يتناولان الغذاء الميت ويدخنان السجائر وانعكاس ذلك على أطفالهما.
«..إن الوالدين يدخنان السجائر وينصحان أولادهما بعدم التدخين. كما أن عادة النزاع والخصام التي تحصل دائماًَ بين الوالدين على مائدة الطعام أصبحت مألوفة. ومن المؤسف أنهما يجهلان أن هذه الحالة تعطل الجهاز الهضمي لدى الأولاد. وإذا بلغ الصبي الثانية عشرة من عمره، فإنه يبدو عليه الارتباك والحرمان المعنوي، ويصبح عضواً غير مفيد في المجتمع».انظر ص(27).
ثانياً ـ وماذا عن إيجابيات القمح المبرعم؟
وعلى الرغم من سلبيات الأغذية الميتة والتدخين، فإن القمح المبرعم قد تجاوزهما بمعرض تحسين الروابط الأسروية وتنميتها في جميع الأسر التي تناولته على علمي. فالتعاطف واللياقة والاحترام المتبادل وسعة الصدر، أصبحت هي العملة الصعبة التي يتداولها أفراد هذه الأسر، كباراً وصغاراً ولئن التزم أحد أفرادها بالقمح المبرعم لأسباب خاصة به، ولم يلتزم الآخرون بها فالانعكاسات الإيجابية تشمل الجميع. وماأكثر أمثلتها، أكتفي بواحدة منها:
كانت سيدة من معارفي بالأربعين من عمرها تشكو من الترهل وعتامة الوجه وانحطاط الهمة والتوتر النفسي، فنصحتها بالقمح المبرعم. وبعد تسعة أشهر التقيت بها. فإذا بالنضارة تطفح من وجهها وبالرشاقة واللياقة تحتضن قامتها، والبسمة المطمئنة تعلو ثغرها، والمرح يتدفق من عباراتها ونظراتها، وكأنها عادت الى الوراء خمسة عشر عاماً فسألتها لماذا هذا؟ قالت: كنت أعيش في حالة نفسية متوترة باستمرار مع أبنائي الذين كانوا كثيراً مايتشاجرون لأتفه الأسباب، ويقومون بحركات غير متوازنة، وكان والدهم لايستجيب لي لردعهم وبعد أن أخذت أتناول القمح المبرعم مع الريجيم ورياضة المشي، أخذت تلك التوترات النفسية تتراخى شيئاً فشيئاً، وأخيراً خلصت الى هذا القرار:
«علي أن أنصح أفراد أسرتي بما يجب التخلي عنه، وبما يجب عمله. فإذا استجابوا لي فحياهم الله. وإن لم يستجيبوا ، فالله معهم». وما أروع وأعقل هذا القرار وليد حبة القمح المبرعمة.
وهكذا الأمر مع جميع الأسر التي تناولت القمح المبرعم على علمي طمساً لسلبيات التلوثات الغذائية في أجسامهم وأعصابهم وعواطفهم. ومنها الى لياقة ولباقة تعاملهم مع أفراد أسرهم.
حسن عباس
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد