الكتاب العربي الموحّد للتربية الجنسيّة المدرسيّة

16-05-2014

الكتاب العربي الموحّد للتربية الجنسيّة المدرسيّة

بعد نقاشات استمرت سنوات طويلة، وتخلّلتها دراسات تجريبيّة في مدارس عربيّة متفرّقة، استطاع المؤتمر الطارئ لوزارء التربية العرب الذي استضافته نواكشوط، إقرار كتاب موحّد للتربية الجنسية.
استمر المؤتمر خمسة أيام بلياليها. ولاحظت الصحافة أن معظم الوزراء فقدوا شيئاً من وزنهم، بل بدا الشحوب على بعضهم، لأن المداولات الليلية على وجه الخصوص، لم تكن تنتهي إلا عند الساعات الأولى من الفجر.
وصحيح أن نواكشوط باتت في السنوات الأخيرة من أشد المدن العربية جاذبية، إلا أنها حافظت على إرثها المكين في الاستيقاظ إلمبكر. ويشمل الأمر مسؤوليها ومواطنيها سوية. وبذا، وجد الوزراء أنفسهم غير قادرين على تعويض سهر الليل الصاخب (بالمناقشات طبعاً!)، بساعات مديدة من النوم الصباحي.
بصورة عامة، لم تكن مهمتهم من النوع المستحيل. إذ شهد دخول التربية الجنسية إلى ثانويات العرب وجامعاتهم، نقاشات دامت عقوداً. وخلال تلك السنوات، حسمت المسائل الأساسيّة المتعلقة بفرادة المنطقة العربية بأنها تجمع الديانات السماوية الثلاث، وكذلك الحال بالنسبة لتراثها الشفهي والبصري في المواضيع الجنسية. وقبل المؤتمر بسنتين، حسمت مسائل تتعلق بعلاقة الجنس مع الحمل والإنجاب . بقي أن ناشطات حقوق المرأة شكين من الطابع المحافظ للكتاب عموماً، وعدم وضوحه في شأن المشاعر المتّصلة بالجنس، وفهم العلاقة الجنسية ضمن حرية التصرف بالجسد وغيرها. في سياق مشابه، لم تكن مجموعات حقوق مثليي الجنس أقل اعتراضاً، بل إنها رفضت الكتاب جملة وتفصيلاً، معتبرة إياه عودة الى ثقافة يفترض أن الشعوب العربية قد تجاوزتها.
على الطرف الآخر، أعربت مجموعة من المصادر المتّصلة بالمرجعيات الدينية عن موقف فاتر تجاه الكتاب، ما فسّر حال الصمت التي سيطرت على المواقع الرسمية العربية الدينية على الشبكات الإلكترونيّة كافة. وفسر البعض الصمت على أنه رضى مضمر، وأن الفتور هو نوع من القبول، وإن كان لا يرقى إلى مستوى الترحيب.
تبقى العبرة في التنفيذ. وما زالت الشبكات الاجتماعية العربية منشغلة في نقاش الأمر. وعلّق البعض على النقاشات الشبكية الواسعة بالقول إنه لو جمعت المقتطفات التي تسرّبت عن كتاب التربية الجنسيّة، فإنها تصنع موسوعة وليس كتاباً!
وفي خطـوة باتت عرفـاً، يطبـع الكتـاب ورقـيّاً في نسـخ محــدودة، مع ملاحظة أنه يتـكوّن من قـرابـة مئتـي صفحـة، بمـا فيهـا الـصور والغرافـيكس التوضيحية.

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...