اللهجة البقاعية تدخل الدراما للمرّة الأولى
تهتمّ الدراما دوماً باختيار لهجات ذات طابع خاص، على اعتبارها عنصر جذب، خصوصاً في الأعمال الكوميدية. أعمال كثيرة لجأت إلى تنويع اللهجات في هذا الموسم، في امتداد لتجارب سابقة، بدأتها الدراما السوريّة في «بقعة ضوء»، وبلغت ذروة نجاحها في مسلسل «ضيعة ضايعة»... إلى جانب المسلسلات المرتكزة على البيئة الصعيدية، في الدراما المصريّة.
تأخّر تصوير عدد من مسلسلات هذا الموسم بسبب اللهجة، كالمسلسل المصريّ «القاصرات» الذي تحدث ممثلوه باللهجة الصعيدية. وبعضها الآخر فقد نسبة عالية من مشاهديه، كالجزء الخامس من المسلسل اليمني «همي همك» الذي قرر المخرج تغيير اللهجة المستخدمة فيه من اليمنية إلى اللهجة الخليجية البدوية، كما تحدثت الصحف اليمنية في الآونة الأخيرة.
أمّا المسلسل السوري ــ اللبناني «حدود شقيقة» للمخرج أسامة الحمد، والذي تمّ تصويره كاملاً في قرى البترون اللبنانية فتتمحور أحداثه بين قريتين: الأولى «أم النار» ويتحدث أهلها بلهجة وادي بردى السورية، والثانية «أم النور» ويتحدث أهلها بلهجة البقاع اللبناني. ولإنجاز أدوارهم في العمل، بدأ الممثلون التدرب على إتقان اللهجات مع بداية التصوير بمساعدة مدقق مختص بكل لهجة.
يظهر إتقان النجوم السوريين الجيّد للهجة، إذ إنها لم تكن التجربة الأولى لمعظمهم في استخدام لهجات سورية مختلفة وصعبة في أعمالهم كباسم ياخور، أندريه سكاف، سوسن أبو عفار، محمد حداقي، وأدهم مرشد. ويؤكد مدقق لهجة وادي بردى السورية في العمل سامح حداقي أن «جميع الممثلين تجاوبوا معي بشكل جيد وسريع حتى وصلنا إلى هذه النتيجة».
للمرة الأولى، تستخدم لهجة البقاع في عمل درامي عربيّ، وهي لهجة صعبة، لكنّها تعبر عن ثقافةِ ونمطِ حياةِ سكانِ منطقة لبنانية محرومة منذ عقود. وللمرة الأولى أيضاً يخوض الممثلون اللبنانيون المشاركون في «حدود شقيقة» تجربة جديدة لغوياً. وبالرغم من بعض الأخطاء، فإن من يشاهد «حدود شقيقة»، سيشعر تلقائياً أن الممثلين هم من منطقة البقاع وهم جزء من بيئتها.
يقول مدقّق اللهجة البقاعية في العمل الزميل أمين حمادة، إن اللهجة المستخدمة في الدراما اللبنانية بشكل عام بعيدة عن البيئة خاصتنا، لذلك «تمّ التوجه إلى استخدام لهجة حقيقية أكثر ومحببة كاللهجة البقاعية».
وتقول الممثلة ليليان نمري لـ«السفير»: «أحببت شخصيتي في «حدود شقيقة» كثيراً، لكن خوفي من الفشل في اللهجة دفعني إلى التفكير بالتراجع عن تأدية الدور. لكنني قبلت التحدي وأحببت أن أخوض التجربة». برأي نمري، على الممثل أن يمتلك القدرة على تعلم اللهجات سريعاً لينجح في أدواره، قائلةً إنّها عملت بجهد لتتقن اللهجة البقاعية ولو نسبياً.
يؤدّي الممثل غابرييل يمّين شخصية مختار قرية «أم النور» في العمل، ويقول إنّه لا يمكن لأي أحد أن يتقن لهجة بشكل مطلق إلا إن تربى عليها. ويضيف: «حاولت أن ألتقط النغمة من اللهجة لا أكثر من ذلك، الإحساس والتمثيل يغلبان على اللهجة، وليست اللهجة التي تغلب على التمثيل».
أمّا الممثل طارق تميم، الذي يلعب دور خلدون، اليد اليمنى للمختار، فيعتبر أن الممثّل يجد سهولة للتحدّث بكل اللهجات، في حال إتقانه الجيّد للغة العربية الفصحى، «فعلى الرغم من انها غير معتمدة في الدراما العربية إلا أنها تبقى أساس ومنطلق كل اللهجات».
سجى مرتضى
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد