اللهو في المدرسة لتعليم أفضل
عاد تلامذة المدارس إلى قاعة الدروس بعد انتهاء عيد الفصح، ويغالب معظمهم شعور بعدم الارتياح، الصيف يقترب، وذكريات اللهو تجتاح مخيلاتهم.
هذا الوضع يتكرر كل عام. في هذا الوقت من السنة يشعر الأساتذة بأن تلامذتهم يتململون، لذا يُطرح دائماً سؤال: هل هناك طريقة لتسلية التلامذة؟
هذا السؤال نوقش في تحقيق نشرته صحيفة «غارديان» البريطانية، وقد استُجوب متخصصون في التربية والسيكولوجيا، وقدم هؤلاء اقتراحات يؤكدون فيها أن التلميذ يستوعب كمية أكبر من المعلومات إذا تضمن الدرس ألعاباً على الكومبيوتر، أو آلات تصوير فيديو، وما إلى ذلك.
المستطلعون أكدوا أن استخدام الألعاب في قاعة الدروس يعزز المشاركة ويسمح للأطفال بإقامة الاختبارات في المجالات الدراسية، ويمكن أن تُستعمَل هذه الألعاب أيضاً خلال المنهج لتحفيز التفكير والمناقشة والكتابة.
وللأدوار المسرحية دور إيجابي في المدارس، إذ يقول أساتذة مسرح في لندن إنّ «هناك قضايا تتعلق بإدارة السلوك في أثناء اللعب، فبعض الأطفال يرونه نشاطاً حراً وشبه مجاني». ويلجأ بعض الأستاذة إلى إشراك تلامذتهم المراهقين في تمارين تتضمن أدواراً مسرحية غنية، وذلك لتشجيع التلامذة على مناقشة قضايا سياسية وعالمية، وهكذا يتعرف المراهقون إلى تيارات ووجهات نظر مختلفة، ويطورون مهاراتهم اللغوية.
وبيّنت استطلاعات رأي أجرتها مؤسسات رسمية في بريطانيا أن التلامذة يستمتعون باستخدام وسائط الاتصال وألعاب الفيديو لتعلم دروسهم.
في كانون الثّاني أطلقت شركة يملكها نيك بالفري مشروع «بروجيكت زيرو فيلم» الذي يسمح للأولاد من عمر 8 إلى 14 عاماً بأن يصوروا أفلاماً أو ريبورتاجات خاصة بهم. يقول بالفري (22 عاماً): «تركت المدرسة قبل أربع سنوات لأنني واجهت صعوبات في التعلم، لو كان بإمكاني استخدام آلة تصوير لكانت عملية التعلّم أسهل». وقد مكن «بروجيكت زيرو فيلم» الأطفال من المشاركة بألعاب فيديو وإدراة رسوم متحركة، واستخدموا كذلك آلة تصوير فيديو أثناء دروس مادة العلوم، ليصوروا أي تجربة علمية أو مخبرية. يدمج بعض المعلمين الألعاب التقليدية مع التكنولوجيا الحديثة؛ أندرو بلاك، مدير البحث التكنولوجي في «بيكتا» يقول: «نرى أناساً يدمجون التكنولوجيا والألعاب التقليدية، ويلهون بها مع أولاد، ويصوّر الصغار ويسجلون أفلاماً قصيرة بأنفسهم، أو يصنعون سلسلة ألعاب تقليدية باحتراف. ويستطيع الشباب أيضاً إنتاج أفلام الفيديو من خلال آلة تصوير فيديو رقمية محمولة باليد يبلغ ثمنها 40 جنيهاً استرلينياً فقط».
لكن استخدام ألعاب الكموبيوتر في المدارس باستمرار، لا يمكّن التلاميذ من إيجاد أصدقاء بسهولة، حسب دراسة صادرة عن الاتحاد الوطني للمعلمين في بريطانيا، كما تحذّر من ذلك دراسات عالمية
ويجد بعض المعلمين صعوبة في السماح للتلامذة باللهو للتعلم، وبعضهم «يكره عدم وجود الطلاب وراء مقاعدهم»، يتمسك هؤلاء ألاساتذة باتّباع الأساليب التقليدية لأنها وحدها تسمح للتلامذة بالتركيز
دعاء السبلاني
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد