المبعوث الدولي في دمشق قريباً

11-09-2015

المبعوث الدولي في دمشق قريباً

يعتزم المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا زيارة دمشق بعد منتصف هذا الشهر، لاستكمال انطباعه عن إمكانية التحرك قدما في مشروعه للتسوية السياسية في سوريا، والذي حاز على تشجيع مجلس الأمن الدولي، وإن حظي بردود متفاوتة من القوى السورية المعنية بالتسوية وحلفائها.
وشجعت دمشق دي ميستورا على المضي «بجهوده ومقاربته»، ولكن من دون أن «تبني آمالاً كبيرة عليها» وفقا لما قاله مسؤول سوري.صورة وزعها «داعش» امس لما قال انه استعداد للهجوم على مطار دير الزور
ومنذ أيام كشف نائب وزير الخارجية السورية فيصل المقداد أن الخارجية السورية طلبت الإجابة على أسئلة محددة من فريق دي ميستورا ومبعوثيه حيال مشروعه، وهو ما أوضحه مصدر آخر بأنه استفسارات حول طريقة عمل اللجان وتنسيقها، واصفا إياها «بالاستفسارات الفنية وإن كانت ضرورية». وقال المقداد، في لقاء إعلامي، إن دمشق «بانتظار الأجوبة، وفور توضيح هذه الاستفسارات وورود الأجوبة عنها، ستحدد دمشق موقفها النهائي منها» في إشارة إلى مبادرة دي ميستورا. ولم يقدم المبعوث الدولي ولا مساعدوه أجوبة رسمية بعد على الاستفسارات السورية.
وتريد دمشق أن تعرف كيفية عمل اللجان، واختيار أعضائها، ولا سيما في اللجان المعنية بمكافحة الإرهاب والنواحي الأمنية، وطبيعة أداء هذه اللجان، وتأثير هذا العمل على مجريات العملية السياسية، والوقت المترتب لعملها، وكيفية مراقبة هذا العمل والتأثير عليه من قبل موظفي البعثة الدولية، إضافة إلى معاني أن يكون القرار النهائي في اختيار المرشحين لدي ميستورا، علما أن دمشق ستقدم مرشحيها من دون قبول التفاوض حولهم إلى الفريق الدولي.
ويفترض أن يبدأ عمل اللجان قريباً، كما يفترض أن تكون كل جهة حددت مشاركيها في لجان المجموعات الأربع المقررة. وتبحث هذه المجموعات إمكانية التوصل لأهداف وخلاصات مشتركة في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب، والتسوية السياسية، وإعادة الإعمار والقضايا الإنسانية.
وكانت «المعارضة الداخلية»، من دون «هيئة التنسيق الوطنية» و «تيار بناء الدولة السورية»، اتفقت على اختيار مرشحيها للجان المعنية، وذلك في بيان صدر نهاية الشهر الماضي، وقعه كل من «هيئة العمل الوطني الديموقراطي في سوريا»، و«تجمع سوريون ضد العنف والإرهاب»، و«حزب الشباب الوطني»، و«تيار مجد سوريا»، و«ائتلاف قوى التكتل الوطني»، ونواف حماد الفارس عن العشائر السورية، و «التيار الوطني السوري»، و«تجمع سوريات إيد بإيد»، و«التيار الليبرالي»، و«حركة الأحرار والتنمية»، و«سوريون من أجل الديموقراطية»، وفخر زيدان، والارشمندريت فيكتور حنا.
ووفقا للبيان، اختارت هذه القوى 150 اسماً ستطرح على دي ميستورا ليختار من بينها، فيما ستطرح المعارضة الخارجية 300 اسم، وستقترح الحكومة السورية، من جهتها، 20 اسماً. وأرسلت «هيئة التنسيق»، و «تيار بناء الدولة»، و «الإئتلاف» مرشحيها، من دون أن يكونوا جميعا من المنتمين للتيارات السياسية التي رشحتهم، وفقا لما قاله مصدر سوري معارض، علماً أن بينهم ممثلي مجتمع مدني وسياسيين سابقين وإعلاميين وديبلوماسيين متقاعدين. بدورها تناقش «لجنة مؤتمر القاهرة» هذه القضية باجتماع لها في القاهرة، باعتبارها «من مكونات عدة تتضمن شخصيات معنوية وممثلي كيانات سياسية».
ويزور دي ميستورا دمشق قبل انعقاد اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك نهاية أيلول الحالي، والتي يأمل المبعوث الدولي أن تكون منصة لتشجيع العمل على مبادرته القائمة على تقسيم الجهود الديبلوماسية حيال سوريا عبر مجموعات عمل، تلتقي على هدف واحد، يحظى بدعم القوى الدولية والإقليمية.
ويرى المسؤولون السوريون أن المقاربة يجب أن تكون معكوسة، بالرغم من «التعاطي الايجابي مع الطرح الأممي، القائم على البحث عن تسوية سياسية». ووفقا لمنظور دمشق فانه «لا يمكن لحل سياسي أن ينجح أو يتقدم بظل غياب التوافق السياسي الإقليمي على صيغة حل، وفيما يستمر دعم الإرهاب في سوريا».
من جهته يبدو دي ميستورا مقتنعاً أن «العمل التراكمي يمكن أن يقود إلى توافق دولي»، تتمثل عقدته الرئيسية في «جذب حلفاء دمشق إلى تأييده بغض النظر عن تشدد موقف الحكومة السورية».
ولا تبدو فرص نجاح هذا الرهان كبيرة، بنظر ديبلوماسي غربي متابع لنشاط دي ميستورا، ولا سيما أن ما يجري هو العكس أي «انجذاب المسؤولين الغربيين لفكرة الحوار مع الرئيس السوري (بشار الأسد)، بدلا من جذب حلفائه إلى الضفة الأخرى»، وذلك في تعقيبه على طرح وزيري خارجية النمسا واسبانيا الحوار مع الرئيس السوري لتذليل عقبات تحقيق تسوية سياسية.

زياد حيدر

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...